شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من مصر إلى تونس: انقلبوا زيِّنا!! ـ محمد جمال عرفة

من مصر إلى تونس: انقلبوا زيِّنا!!  ـ محمد جمال عرفة
ضحكت كثيرا وأنا أقرأ البيانات التى أصدرها نبيل فهمى وعدلى منصور ردا على مطالبة الرئيس التونسى -  وهو بالمناسبة يسارى لا...
ضحكت كثيرا وأنا أقرأ البيانات التى أصدرها نبيل فهمى وعدلى منصور ردا على مطالبة الرئيس التونسى –  وهو بالمناسبة يسارى لا إخوانى- لـ"السلطة الجديدة فى مصر" أن تطلق سراح (الرئيس محمد مرسى وكافة المعتقلين السياسيين)، ليس لأنهم قالوا له إنه لا يوجد مساجين سياسيون فى مصر(!)، ولكن لأنهما دعيا تونس ضمنا للسير على ما سارت عليه مصر.. ينقلبوا زينا يعنى!!.
 
وضحكت أكثر عندما قالت رئيسة البرازيل – فى كلمتها – إنها تنتظر الرئيس محمد مرسى للمشاركة فى افتتاح مسابقة كأس العالم فى بلادها عام 2014 وكأنها تتوقع نهاية الانقلاب مثل الكثير من المصريين والعالم عاجلا أو أجلا بعدما سفك دماء الآلاف من المصريين واعتقل الآلاف وأعاد الفساد والمحسوبية والدولة البوليسية.
 
بيان نبيل فهمى الذى صدر منسوبا للخارجية المصرية نفى وجود "مساجين سياسيين" فى مصر وكأن العشرة آلاف معتقل الذين تتحدث عنهم بعض منظمات حقوق الإنسان هم مجرمون جنائيون، وكأن أطفال إعدادى وثانوى (القاصرين) الذين تعتقلهم قوات الأمن وتضعهم فى بوكس الشرطة والزنازين بالمخالفة للأعراف الدولية هم إرهابيون!.
 
والأغرب أنه قال للتونسيين: "ما حدث فى مصر نرجوه للأشقاء فى تونس الذين لا يزال البعض هناك يحاول أن يفرض عليهم نموذجًا بعينه لا يعبر عن واقع وطبيعة المجتمع التونسى السمحة"!، وهو دعوة للتونسيين كى ينقلبوا مثل مصر ويلغوا ثورتهم ويختاروا النموذج المصرى فى الانقلاب.
 
أما بيان عدلى منصور الذى صدر باسم الرئاسة المصرية فقال أيضا: «نتمنى لتونس التى كان لها شرف افتتاح الربيع العربى الاستفادة من التجربة المصرية، التى أثبتت رفض الشعب أن يُفرض عليه نموذج بعينه لا يعبر عن طبيعته السمحة» يعنى برضه بيقول لهم انقلبوا زينا!!.
 
أما رئيسة البرازيل "ديلما روسيف" فاختصرت الأمر كله وتجاهلت توجيه أى كلمة للانقلابيين لأنها لا تعترف بهم ووجهت الدعوة رسميًا إلى الرئيس المصرى المنتخب الدكتور محمد مرسى، وذلك لحضور افتتاح بطولة كأس العالم المقامة فى البرازيل فى العام المقبل 2014، لأن كل دول أمريكا اللاتينية تتخذ موقفًا رسميًا معارضًا للانقلاب على نظام الحكم الشرعى للرئيس محمد مرسى، وقام بعضها بسحب سفرائها من القاهرة احتجاجًا على الانقلاب.
 
ومع هذا فلا أميل للتعامل مع الرسالة المصرية لتونس كى تحذو حذو الانقلاب فى مصر بمنطق السخرية؛ لأن هناك بالفعل مخططا أسود يجرى تنفيذه بالتعاون بين جهات محلية وإقليمية عربية ودولية يعد منذ فترة لإجهاض الربيع العربى، ولكن ما لم يتوقعه الإسلاميون الفائزون بنتائج الانتخابات الحرة التى أفرزها هذا الربيع العربى هو أن يشارك عسكريون فى هذا الانقلاب بعدما مهد له يساريون وليبراليون خسروا الانتخابات وعاونهم رموز الحزب الوطنى المنحل السابقين أملا فى إعادة مراكز نفوذهم وفسادهم.
 
أهداف هذا المخطط لإفشال ثورات الربيع العربى عبر إجهاض الثورتين المصرية والتونسية تحديدا، وإغراق ليبيا فى الفوضى الأمنية وعدم السماح للتجربة السورية أن تفرز انتصارا للإسلاميين حتى ولو أدى الأمر لمصالحة مع بشار الأسد مقابل نزع السلاح الكيماوى، فضلا عن السعى لإسقاط حكم حماس فى غزة لأنه يشكل بؤرة إزعاج للدولة الصهيونية وسلطة عباس ويحرج الأنظمة العربية الدائرة فى الفلك الأمريكى.
 
أما زعيمة المخطط فهى أمريكا ومعها دول معسكر ما كان يسمى (الاعتدال العربى) الذى مات عقب الربيع العربى ويعاد إحياؤه حاليا، فضلا عن رموز الدولة العميقة فى كل من مصر وتونس الذين نجحوا فى شيطنة حكم الرئيس مرسى والإخوان واستغلوا الإعلام فى غسيل مخ المصريين ليفاجأ الجميع بأنه أمام دولة بوليسية بالكامل!.
 
ومع هذا يظل أمام الانقلاب فى مصر معضلة المظاهرات اليومية التى ترعبه وكذا رفض الرئيس الشرعى تقديم استقالته، ورغم البطش والقتل بالرصاص الحى والاعتقالات لا يزال جسد هذا الربيع المصرى حيا يقلقهم، كما أن الجزء الذى خدره الإعلام من هذا الجسد بدأ يستفيق تدريجيا ويدرك أن كرامته وحريته التى ثار من أجلها فى 25 يناير يعاد دهسها بالأحذية مرة أخرى.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023