شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

شهر على يوم رابعة المشهود – أ.د.محمد البلتاجي

شهر على يوم رابعة المشهود –  أ.د.محمد البلتاجي
  كان يوما مشهودا؛ شهده أهل الأرض وشهده أهل السماء..    شهده أهل الأرض وهم يرون كيف يخرج البشر عن...
 
كان يوما مشهودا؛ شهده أهل الأرض وشهده أهل السماء.. 
 
شهده أهل الأرض وهم يرون كيف يخرج البشر عن إنسانيتهم فيقررون قتل إخوانهم جهارًا نهارًا بهذه الوحشية وهذه الأعداد ودون تمييز بين رجال ونساء وأطفال ومرضي وأصحاء بل وجرحي وأموات.. 
 
شهده أهل الأرض وهم يودعون ربما خيرة من فيهم ولا يدرون بأي ذنب قتل هؤلاء ولا بأي جريمة قرر الطغاة سوقهم للإعدام الجماعي دون محاكمة.. 
 
كما شهده أهل السماء وهم يتلقون أرواح الشهداء من سماء إلى سماء ويتساءلون روح من هذه ؟وفيم قتلت؟  
 
ويرد بعضهم هذه أرواح الشهداء أروح المجاهدين فى سبيل الله.. 
 
فى سبيل تثبيت معالم الحق والحرية والكرامة.. 
 
 أرواح أقوام ظلوا طوال 48 يوما صُواماً قٌواماً ذكارين لله فى الصباح والمساء..  
 
تركوا الدنيا وراء ظهورهم ووقفوا لله يضحون بمصالحهم وبيوتهم وراحتهم وأموالهم في سبيل نصرة الحق.. 
 
 ثم حين استشري الباطل وظن أنه قادر بالقوة على كسر إرادتهم، رفضوا الخنوع وقالوا له فى استعلاء الإيمان ..
 
"قد تزهق الجسد وتقطعة إرباً وقد تجرحه وتجرفه بالجرافات أما تلك الأروح الزكية العلية فلا سبيل لك بها ستبقى خالدة تشهد على ظلمك وتشهد أن فريقاً من المؤمنين بقي حتي آخر لحظة فى حياته يقول الحق ولا يخشي الطغاة الظالمين ويشهد على الناس جميعا "شهداء على التاس" وعلى مواقفهم وعلى مدي استجابتهم لنداء الحق أو خوفهم من بطش الباطل ورغبتهم فيما عنده". 
 
هو يوم ربما لو حدث وقت أن كانت السماء لا تزال تتنزل بالوحي على أهل الأرض لذكره الوحي كما ذكر أصحاب الأخدود فى سورة البروج  
 
" واليوم الموعود وشاهد مشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد"
 
نعم والله.. 
 
ما كانت معركة على سلطة، ولا من أجل شخص، أو جماعة، أو فصيل، كما يحاول المجرمون أن يصوروا.. 
 
لكنها كانت معركة الإيمان بالحق والتمسك به حتى آخر رمق فى مقابل غرور الباطل بقوته وسطوته وجبروته وامتلاكه للآلة العسكرية والأمنية والقضائية والإعلامية.. 
 
كانت معركة الحق أمام الباطل,والعدل أمام الظلم,والحرية أمام القمع والقهر, وإرادة الشعب أمام إرادة الفرعون,والمدنية أمام العسكرية,والشرعية أمام الإنقلاب.. 
 
كانت معركة الفئة القليلة التى تتجرد من كل الأسباب المادية وتتعلق بالله وفقط.. 
 
ويكفيها أمام الله والتاريخ أنها تحمل قضية عادلة شريفة ليس لهم فيها مصلحة ولا مغنم.. 
 
بل علموا بأنه سينالهم فى سبيلها القتل والحرق والنفي والتشريد والمطاردة والحبس والسجن والتعذيب وارتضت الفئة القليلة (ثواب الله والدار والآخرة) ثمنا.. 
 
فوقفت فى إباء تتمسك بالحق الذى أعلنته أمام بطش القوة الغاشمة.. 
 
وكان ما كان (مقتل الآلاف-حرق العشرات-إصابة وجرح الآلاف – إجهاز على الجرحي- مطاردة وإعتقال الآلاف –فتح السجون على مصراعيها وبدء التحقيقات الظالمة والمحاكمات الجائرة واستمرار تشويه الحقيقة التى أنفقوا المليارت من أجل طمسها)   
 
لكن شاءت إرادة الله غير ما أرادوا.. 
 
فصار فى كل بيت شهيد أو جريح أو معتقل، اتخذ الله واصطفي الشهداء واصطفى الجرحي والمصابين واصطفي المعتقلين واستمرت قافلة الحق والحرية تسير ولا تتوقف,لا يشغلها ولا يعطلها غياب القيادات والرموز ولا يهددها خطف المجاهدين كل يوم على يد زوار الفجر والظهر والعصر !!.. 
 
اتخذ الله واصطفي من يكمل المسيرة واتخذ واصطفي من يرعى أسر الشهداء والجرحي والمعتقلين.. 
 
بقيت تلك القافلة تحمل مشعل الحق والحرية وتذكر العالم أجمع به مهما تآمر عليها من بالداخل والخارج.. 
 
صارت رابعة لغة جديدة أشهر من كل اللغات وشارة جديدة أقوي من كل الشارات,تعبر عن الحق الأعزل والصمود الأشم,والمقاومة السلمية (مهما كانت التضحيات ) لحمل الحق والدفاع عن الحرية والكرامة مقابل القتل والقهر والحرق والطغيان والتآمر.. 
 
تحققت إرادة الله وآياته "وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء /وليمحص الله الذين آمنوا ../أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ../وليعلم الذين نافقوا../ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا.." 
 
بدأت المؤامرة تدريجيا فى الإنكشاف أمام كل ذي فطرة سلمية ,فعادت الجماهير دون قيادات تنظيمية تقول للفرعون (آمنا برب العالمين رب موسي وهارون)(إقض ما أنت قاض إنما تقضي هذة الحياه الدنيا).. 
 
عادت الجماهير تخرج كل يوم فى كل الأحياء والشوارع والحارات فتقول "لا" بملئ فيها , لا تهاب الظلم والظالمين ولم تعد تعبأ بالتهديدات والتخويفات.. 
 
ومم تخاف ؟! 
 
 وقد تحقق فيها قول الله (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ).. 
 
 ولم يعد يحبطها أو يقعدها كثرة الشهداء والمعتقلين فقد نادي القرآن على من هم خير منهم بقوله تعالى  
 
" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين" 
 
ولم يعودوا يعرفون الحق بالرجال وقد فهموا جيدا قول النبي (إن الأمة إذا هابت أن تقول للظالم ياظالم فقد تُودِع منها) 
 
وقوله (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلي سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله).. 
 
الله أكبر الله أكبر ها هي الأمة تعود لخيرتها من بينها الآلاف المؤلفة الت تقول للظالم ياظالم وتقول للسلطان الجائر (أنت قاتل / أنت ظالم /أنت مغتصب للسلطة /أنت سارق لإرادة الجماهير التي عبرت عنها فى صناديق الإقتراع خمس مرات /…) 
 
الله أكبر الله أكبر ..ها هي الأمة يأتي عليها اليوم الذي يكون فيه الآلاف المؤلفة من بين ثلة الآخرين يلحقوا بمكانة حمزة بن عبد المطلب وثلة الأولين ,تلك أمة محمد صلي الله عليه وسلم. 
 
ورغم كل التحديات ورغم كل أصناف العداوة والكراهية ورغم كل مالعوقات سينتصر على يديها الحق (لا تزال طائفه من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلي يوم القيامة) 
 
"ويقولون متى هو ..قل عسي أن يكون قريبا " 
 
محمد البلتاجي 14/9/2013 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023