بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛
فقد اجتمعت كلمة الثقات من علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها على بطلان ما فعله الانقلابيون العسكريون في مصر من إجرام في حق مصر وبغي على رئيسها الشرعي، وأن ذلك يستوجب المدافعة بالصبر والمصابرة والمرابطة، حتى يأتي نصر الله، ويجعل الله من بعد عسر يسرا .
ومن ذلك البيان الكريم الصادر عن حوالي 60 من العلماء والدعاة معظمهم من بلاد الحرمين الشريفين، شدوا فيه على أيدي المرابطين في مصر، وكان مناصرة مشكورة ومناصحة مقبولة من علماء كرام، يدركون ويؤدون رسالتهم نحو أمتهم، فجزاهم الله كل خير، ووفق سائر علماء ودعاة الأمة لأن يحذوا حذوهم .
ومن باب التوضيح لإخواننا ومشايخنا الكرام الذين يتخوفون من أن يكون استخدام مصطلح (الشرعية) مخالفا لمصطلح (الشريعة) باعتبار أن شعار (الشرعية) يعني إضفاء الشرعية على نظام الحكم أو الحاكم لمجرد أن الشعب اختاره بغض النظر عن دينه أو التزامه بالشريعة، فإنني أقول لإخواني جزاهم الله خيرا :
إن المفاهيم واضحة لدينا تماما، لا خلط فيها ولا التباس، والشرعية التي نتمسك بها شعارا في حراكنا لا منافاة مطلقا بينها وبين الشريعة، وكثيرا ما نقرن بين المصطلحين (الشرعية والشريعة) من باب التأكيد، ذلك أن الشرعية مبنية على نصوص الدستور الذي يقرر أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وهى تعني الأدلة التفصيلية والقواعد الفقهية والأصولية والأحكام الشرعية الكلية وفق مذاهب أهل السنة والجماعة، والمرجع في تفسير ما يتعلق بالشريعة إلى هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف.
ومن ثم فالشرعية مؤسسة على هذه الأصول الواضحة، وهو ما يعيه الشعب المصري جيدا، وأعطى بناء عليه ثقته لحملة المشروع الإسلامي والداعين للشريعة الإسلامية في الانتخابات النيابية والنقابية وغيرها ؛ لأن الجميع يدرك يقينا أنه لا إقامة للعدل على الحقيقة، ولا استمتاع بالحرية الحقيقية، ولا تطبيق حقيقيا لمفهوم الأمن وتحقيق الحياة السعيدة إلا في ظلال شريعة الرحمن، ولن تتحقق المواجهة الحقيقية للظلم والفساد في الأرض إلا تحت راية هذه الشريعة الغراء (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) .
ونحن ندرك أن وضوح هذه المفاهيم عن (الشرعية والشريعة) هو أحد أهم الدوافع لهذا الانقلاب العسكري العلماني الفاشل إن شاء الله، والذي لن يقبله شعبنا المسلم المفطور على حب دينه والتمسك بشريعته.
شكر الله لإخواننا مناصرتهم، وتقبل الله مناصحتهم، وحفظ بلاد الاسلام عموما ومصر خاصة من مكر العلمانيين والمفسدين، وأتم علينا النعمة بإقامة أمره وتحكيم شريعته تامة غير منقوصة، والحمد لله رب العالمين .