محمد سليمان إبراهيم، شاب من محافظة الشرقية، في الثانية والثلاثين من عمره، جاء من قريته «الحسينية» مركز فاقوس، ليعلن اعتصامه بميدان رابعة العدوية رفضاً للانقلاب العسكري.
وكعادته منذ بدء الاعتصام والمظاهرات رفضاً للانقلاب على الشرعية، شارك محمد في مليونية «إسقاط الانقلاب»، الجمعة الماضية، والتي تزامنت معها مظاهرات دعا لها الفريق عبدالفتاح السيسي من أجل تفويضه لمواجهة «الإرهاب»، ولم يكن محمد يعلم وقتها أنه هو المعنى بهذه الكلمة «الإرهاب»، إذ بعد ساعات قليلة من انتهاء فعاليات جمعة التفويض، تم العمل رسمياً بـ «التفويض» وأسقطت الشرطة ومن ورائها البلطجية المئات من معتصمي رابعة العدوية بين شهيد وجريح فيما عرف بمجزرة «المنصة».
وأصيب محمد بطلق ناري بالعنق اخترقت العنق بالكامل وخرجت من الجهة الأخرى، دمرت فقرات من القصبة الهوائية وحدث دمور فى النخاع الشوكي أدى إلى شلل رباعي.
استقبل محمد إصابته بالشلل الرباعي مبتسماً، وتعامل مع الأمر بروح معنوية مرتفعة، رغم صعوبة الحالة، كما كان مصمماً على أن يروي أحداث المجزرة حتى تصل الحقيقة للرأي العام، إلا أنه ووسط هذه الحالة المرتفعة، توقف قلب محمد فجأة، حاول الأطباء إعادته للعمل ولكن باءت محاولاتهم بالفشل لينضم «الشهيد الباسم» لقائمة شهداء مجزرة المنصة.