أعرب الكاتب فهمي هويدي عن تعجبه من موقف الوزراء في حكومة الانقلاب الذي لم يُسمع لهم صوتا مجازر الحرس الجمهوري والنصب التذكاري.
وعلق هويدي على موقف رئيس الوزراء حازم الببلاوي فقال:"من المحزن أن يترأس الحكومة صديق استقال من منصبه كنائب لرئيس الوزراء فى حكومة الدكتور عصام شرف؛ لأن ضميره لم يحتمل الاستمرار فى موقعه بعد مذبحة ماسبيرو التى راح ضحيتها ثمانية وعشرون شخصا، ثم يلتزم الصمت بعد مذبحتى رابعة العدوية والحرس الجمهورى وفى حين يتساقط القتلى فى أنحاء مصر كل يوم".
وتناول هويدي فداحة ما تشهده البلاد، وكيف أن مصر لم تشهد مثيلا له إلا عندما أقام الوالي "محمد علي" مذبحة القلعة، ورغم أنها كانت موجهة للمماليك في الأساس، إلا أن ذلك هو أكبر حدث قتل أو اغتيالات مباشرة من قبل الحاكم في تاريخ مصر . لأن ما تلاه من حوادث كالعبارة مثلا، كان نتيجة الإهمال أو الفساد، وليس بالأمر المباشر من قبل السلطة بالقتل.
وأردف هويدي: "أيا كانت الحجج والذرائع، فإن القتل الذى تم بأمر من السلطة سواء فى القاهرة أو خارج حدودها لا يمكن تبريره لا قانونيا ولا وطنيا ولا أخلاقيا، ولا يحسبن أحد من رجال السلطة ــ مهما علا مقامه ــ إن ما جرى يمكن قبوله حتى إذا تم فى ظل تفويض شعبى مهما كانت قيمته، ذلك أننا لا نفهم ولا نتصور أننا بصدد تفويض بالقتل يحصد أرواح عشرات المتظاهرين أو المعتصمين السلميين، ويغرق الوطن فى بحر من الدماء".