لا توجد دعوة في التاريخ لتحقيق العدالة الاجتماعية، ومساواة الفقراء بالأغنياء، والقضاء على الطبقية والعنصرية، إلا وكان من يحاربها هم الأغنياء المترفون بكل نفوذهم رغبة في الحفاظ على نظام حياة يضمن لهم الرفاهية والترف والحصول على كل ما يرغبون. ويستغلون في حربهم هذه بعض الفقراء الذين طُمست كرامتهم فلا يستطيعون العيش إلا بنفاق وذل
بينما يتبعها الفقراء الذين يطمحون للعدل والمساواة والتحرر من العبودية
كل نبي جاء بدعوة المساواة والعدل بين الناس، حاربه الأغنياء رغم أنهم قد رأوا المعجزة التي جاء بها، وكانوا يقولون له: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ – وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ
هؤلاء، أسر قيادات الجيش والشرطة وكبار رجال الأعمال، والقضاة الذين يرون أن وراثتهم للمهنة حق مقدس، والإعلاميين الذين يتمسحون بهم ويتوددون إليهم طمعاً في نفحة عطاء. هؤلاء الذين لا يستطيعون الحياة إلا بوساطة ورشوة لأنهم بلا كفاءة. هؤلاء هم العائق الحقيقي أمام أي عدالة اجتماعية
هؤلاء الذين استنكروا أن تكتب " أم أيمن " دستور مصر، دون أن يكلفوا أنفسهم في البحث عن كفاءتها، وهؤلاء الذين رفضوا أن يحكمهم فلاح يقول: بنزيمة، ويخطيء في بعض كلمات الانجليزية أحياناً، ويريد أن يطبق قانوناً يمنع توريث القضاء، وتحديد حد أقصى للأجور.
إن التلذذ بإظهار فيديو لخيرت الشاطر وهو عاري في بيته، والسخرية منه، ضاربين عرض الحائط بأي حرمة للإنسان، هو أكبر دليل على أنهم لا ينظرون إليك كإنسان، بل جربوع … حشرة تستحق القتل
هؤلاء هم المشكلة الحقيقية في هذا البلد، وبينما هم الآن يقتلون الناس بتهمة ظاهرها الإرهاب، وباطنها أنهم جرابيع وفلاحين يريدون أن يحصلوا على مكانتنا، ولا مشكلة لديهم إطلاقاً في التفويض من أجل القتل مادمنا سنرتاح من خرافة العدالة الاجتماعية، فيجب عليهم أن يعلموا:
أن الذين يُقتلون في شوارع مصر، بلا دية، ولا اهتمام، ولا قصاص، بل بشماتة وفرحة، وذنبهم الوحيد أنهم فقراء يطمحون للعدل، والمشاركة في حكم البلد كما تقول الديمقراطية، فإنهم مع كل القهر والطبقية التي يعانون منها، فإنهم سينفجرون في ثورة حقيقية في لحظة من اللحظات باتت وشيكة، وسيقتحمون عليكم قصوركم ويحرقونها، وسيطاردونكم في الشوارع وستضطرون للتشبه بالفقراء حتى لا يُفتك بكم في قارعة الطريق. إنها ثورة الجياع، وأنتم من يمهد لها الطريق، وستكون ثورة لا تبقي ولا تذر
إنها يوتوبيا التي بشر بها أحمد خالد توفيق