شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تقدير موقف لما يحدث فى مصر – مروان عادل

تقدير موقف لما يحدث فى مصر – مروان عادل
  بداية كخلفية عملية ، يقول جين شارب في كتابه ضد الإنقلاب ، أن الإنقلاب لا ينجح إلا إذا نجح في الساعات الأولى...

 

بداية كخلفية عملية ، يقول جين شارب في كتابه ضد الإنقلاب ، أن الإنقلاب لا ينجح إلا إذا نجح في الساعات الأولى أما إن فشل في الحسم فإنه يتحول لحرب أهلية ، ويقول جين شارب في كتابه أيضا أن أهم طريقة لهزيمة الإنقلاب العسكري هو عدم الإعتراف الشعبي به.

 

من متابعة الإنقلاب العسكري والعام الذي سبقه تستوقفنا مجموعة من الحقائق: 

– السيسي قد أرسل رسالة في أكثر من مناسبة مفادها (مش هنسكت لو حد حاول يغير هوية مصر ) قالها في تفتيش حرب دهشور وقالها في احتفال تحرير سيناء وغيره 

– الإعلامي يسري فودة كتب صراحة على حسابه على تويتر في شهر نوفمبر الماضي (اللهم بلغنا يونيو ) ولم يوضح وقتها سبب هذه الدعوة الغريبة ! 

– اعتراف دول الخليج الفوري بالإنقلاب يوحي بالتجهز له منذ فترة 

– اعتراف البرادعي لاحقا أنه كان يقنع الغرب بأن هذه الخطوة ضرورية ! 

– مشاكل الوقود والكهرباء قد انتهت فور الإنقلاب حتى في ظل عدم وجود وزارة أصلا ! 

– مما سبق نستطيع أن نطمئن أن الإنقلاب العسكري لم يكن وليد اللحظة إنما كان ثمرة تخطيط طويل وسياسة تصدير أزمات متعمدة والدعوة للتظاهر في هذا التوقيت من قبلها بشهور كانت مقصودة ، للوصول لنقطة الغليان الشعبي المطلوبة

– الطريقة التي تم بها الإنقلاب عن طريق إمهال الأطراف 48 ساعة كان المفترض أن تؤدي لإعتصام هائل بعد يوم 30 يونيو إلا أن ذلك لم يحدث مطلقا ! فمن تبقى ليلة 30 يونيو كانوا أعدادا محدودة جدا ، وهذه كانت نقطة الخلل الأهم في الخطة ورأيي أن الأمر كان يحتاج السير في مسار من اثنين ، إما الصبر لحين تشكيل حشد أكبر (يستحيل عمليا ) أو انهاء الإنقلاب فورا ! 

– نقطة الغباء الكبرى التي حدثت هي أن السيسي لم يستغل حالة الحشد والتعبئة الشعبية ضد مرسي ويطرح فورا فكرة استفتاء رئاسي على إكمال مرسي ولو كان فعل ذلك لكان مرسي يقينا خارج القصر الآن ولما جرؤ أحد على الوقوف معه أو دعمه ولكان المشهد أحفظ لماء وجه الإنقلابيين

– الإنقلاب كان يجب أن يكون نظيفا ويظهر في صورة الثورة الشعبية حتى يحظى بالدعم المطلوب دوليا ومحليا ، لكن الإنقلاب كان غشيما غبيا ، بدأ بسلسلة من الإعتقالات المهينة وغلق القنوات الفضائية واعتقال العاملين بها بصورة مهينة جدا متعمدة المقصود منها كسر معنويات داعمي مرسي 

– هذه النقاط جائت بعكس الهدف المطلوب فأيقن التيار الإسلامي أن ظهره للحائط تماما ولا سبيل أمامه إلا اكمال الشوط حتى النهاية 

– بدلا من أن تكون صورة القبض على الشاطر وحازم مدمرة لمعنويات المعتصمين ، عاملهم الله بنقيض قصدهم ! فظهر خيرت الشاطر رابط الجأش يطالب الظباط بإحضار حذاءه له وهو يتثائب ! وحازم صلاح والجنود يحاولون التقاط صور معه ! 

– كان الهدف في رأيي من غلق القنوات الإسلامية هي منع تصوير أي مسيرات للمؤيدين ليضمن أن الصورة التي تنقل للغرب صورة ثورة شعبية انحاز لها العسكر يحتفل بها الناس في الشوارع ، ولكن الحصار تم كسره عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي وقنوات القدس والأقصى واليرموك والحوار والجزيرة مباشر 

– حاول الجيش استخدام القوة المفرطة في فض اعتصام الحرس الجمهوري ولكنه فشل في تسويق ذلك أو تبريره وكانت فضيحة عالمية !

 

– هذا الوضع المعقد قد أدى لتوقف دول العالم كلها بالإعتراف بهذا الإنقلاب فإنقسم العالم لثلاث فئات من الدول :

1- دول داعمة (وهي دول الخليج ) 

2- دول رافضة (الإتحاد الأفريقي والبرازيل وألمانيا وتركيا وتونس )

3- دول تنتظر ما سيسفر عنه الأحداث (الإتحاد الأوروبي عموما والولايات المتحدة )

 

– سبب توقف الفريق الثالث عن الإعتراف بالإنقلاب أنه حتى الأن يسوق اعلاميا في دولهم على أنه انقلاب وعجز تماما عن تسويقه على أنه ثورة شعبية مدعومة عسكريا ! لا سيما بعد المشاهد الدموية المتواصلة في الحرس الجمهوري يوم 4 يوليو ومجزرة الحرس الجمهوري 

– كان يمكن تجاوز كل ذلك لو انتهت المسألة ونجح الإنقلابييون في جمع الشارع ولكن هذا فشل لأسباب كثيرة 

– حاول السيسي استمالة القيادات الدينية لدعم الإنقلاب ولكن أفضل ما حصل عليه كان عبارات "معتذرة" من الدعوة السلفية – وصلت الأمور لذروة الدراما مع اعلان شيخ الأزهر للإعتكاف واعلان نائبه ورئيس المجمع اللغوي الشيخ حسن الشافعي لرفضه للإنقلاب والمجزرة التي حدثت بحق الساجدين ومطالبته بإخراج مرسي 

– مع تزايد العنف في الشارع ، تطورت الأمور وخرجت عن السيطرة بقتل البلطجية للنساء في المنصورة وهي الصورة التي انتشرت في كل مكان في العالم 

– استخدم السيسي سلاح المنشورات المستعطفة تارة والمهددة تارة للمعتصمين وفشلت – اضطرت ادارة الشؤون المعنوية للحفاظ على صورة الجيش السيئة تصميم فيديو جديد يوضح دور الجيش في الثورة وخلافه ولكنه لم يأت بالمطلوب 

– زاد من سوء الأمر سوء تشكيل الوزارة واعتراض أغلب القوى السياسية عليها – جائت الضربة القوية بإعلان بريطانيا وقف تصدير 8 سلع "قتالية" لمصر خوفا من التورط في قتل الأبرياء بها

– المؤتمر الصحفي الذي عقدته المتخدثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص أزمة مصر يوضح مدى الإرتباك الحادث في الأوساط السياسية الأمريكية

– المؤتمر حدث به الاتي:

1- المتحدثة أعلنت أنه حتى الأن لم تقر الإدارة الأمريكية ان كان ما حدث انقلابا أم ثورة وأكدت أنه يتم "اعادة تقييم" الوضع يوميا ، مما يدل على تأثير الأحداث عليهم

2- الصحفيين الأمريكيين تابعوا المؤتمر الصحفي الذي عقده أولاد مرسي وسألوها ان كانوا يعرفوا مكان مرسي وان كان أمانه يهمهم

– المتحدثة بعد أن قالت نحن "نعترف" بالحكومة المؤقتة قالت : "لنقل اننا نتعاون معهم"

– ثم اليوم  اعلان الغاء أو تأجيل صفقة الطائرات الأمريكية لمصر مما يعني مزيدا من التخوف من عودة مرسي

– استجداء السيسي للشارع لمساعدته من أجل العنف يعني أننا وصلنا لأخر الدواء وهو الكي وليس بعده شئ ان شاء الله لو فشل

– السيسي وقع في عدة أخطاء في خطاب اليوم:

1- أكثر من الحديث عن "الأنا" بدلا من الحديث عن الدولة أو حتى "الجيش" مما يوحي أنه "هو" شخصيا صار على المحك وربما بدء يتخلى عنه أصدقاءه

2- السيسي ظهر متجهما كئيا كعادته خلال الأسابيع الماضية ووجه مهزوم بثقل هائل عليه

3- السيسي طالب ب"دعمه" وليس دعم الرئيس مما أكد أنه مصدر القوة الحقيقي في الدولة وهي النقطة التي لم تغب على بعض الجرائد الأجنبية

4- خطاب السيسي أدى لإنهيار مفاجئ في البورصة

ملحوظات أخيرة:

– مظاهرات يناير في 18 يوما فقط وبدون قطع الطريق في القاهرة وأغلب محافظات مصر أدت لإهدار نصف احتياطي النقد الأجنبي المصري لمعالجة الأثار الإقتصادية المترتبة عليه

– البلد في حالة شلل تام والأحداث في سيناء خطيرة جدا

– حتى الأن يظهر السيسي وحيدا في الصورة وهو يدرك جيدا أنه قد يصبح كبش فداء سهل لسواه كما حدث مع مبارك ثم طنطاوي

– الخطأ القاتل الذي حدث في قضية الأهرام أدى لحرق هذه الورقة وعدم امكانية استخدامها مرة اخرى

– حتى اليوم لم يظهر المجلس العسكري ولا مرة مجتمعا حتى اليوم وهذا يتنافى مع كون البلاد في حالة طوارئ – كل محاولات فض اعتصام ميدان النهضة فشلت تماما. نقطة

– مسيرات السفارة الأمريكية والقنصلية في الإسكندرية له تأثير خطير في الولايات المتحدة وكان مثار نقاش في المؤتمر الصحفي لوزارة الخارجية

– الوضع الحالي: كل الشركات الكبرى في العالم ستخشى توقيع أي اتفاقيات مع مصر خوفا من فشل الإنقلاب

– الإنقلاب ينهار ، أخر الكروت التي سيلعب بها يوم الجمعة القادمة وبعدها لن يكون أمامنا إلا انتظاره حتى يحتضر ويقضي على نفسه بنفسه

– السيناريوهات الأقرب للواقعية: اما هرب السيسي أو القبض عليه عن طريق قيادات اخرى في الجيش

– عنجهية وصلف الشرطة في الرجوع كان له تأثير كبير جدا على انضمام قطاع كبير من الشعب لمسيرات دعم مرسي

– مرة اخرى: التكتيك المتبع في المسيرات مثير للجنون ، لكي تفهم خطورة ذلك يجب أن تعرف أن تحريك وحدات من الجيش أو قوات يتطلب اجراءات ورقية طويلة وسلسلة من الأوامر والتوقيعات مع تأثير لوجستي كبير وتكلفة عالية ، ولذلك فتكتيك المسيرات الخاطفة للنقاط الحيوية والإنسحاب منها مدمر

– تعامل ظباط الجيش وجنوده مع طول فترة الإعتصام تغير تماما ، من العداء المفرط في البداية لنوع من التقبل ثم نوع من التعاطف ، حتى ان بعض الظباط في بعض المسيرات كان يشير بعلامة النصر للمتظاهرين

– ظباط الجيش صاروا في حالة انهاك نفسية كبيرة ، هم يحاربون في معركة ليست معركتهم ومطلوب منهم قتل من شاهدوهم لمدة ثلاثة أسابيع بلا أي خطأ تقريبا وذلك يصعب مهمة الجيش في السيطرة

اصبروا وصابروا ورابطوا واحشدوا وان شاء الله يكون النصر قريبا



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023