الانقلاب – على الرئيس الذى بايعه الشعب لمدة أربع سنوات – مخالفة لشرع الله ، ومنكر كبير ، وأن جميع المسلمين آثمين إن لم ينهضوا لإعادته إلى الحكم ، أفتت بذلك جبهة علماء الأزهر ، فمن المستحيل أن أجلس فى البيت أتفرج على الأحداث ولا أشارك فيها لأن إيمانى ليس مخدرا وأستحى أن ألقى الله وأنا من الذين لم يتغير وجههم من أجل مخالفة أحكام شريعته.
مستحيل أن يستهدف الانقلاب إبعاد رئيس تضمن الدستور فى عهده الأصول الثابتة والمبادىء الكلية للشريعة الإسلامية ، وكان يسعى من خلال إرجاع البرلمان إلى إصدار التشريعات التى تلزم سلطات الدولة بتنفيذ أحكام الشريعة التى تحقق العدالة والمساواه والأمن والكفاية والريادة ، وأن أجلس فى البيت أتفرج على الأحداث ، لأنى أؤمن أن الاسلام ليس صلاة فقط بل هو جهاد من أجل إعلاء كلمة الله .
مستحيل أن يقضى الانقلاب على الدولة المدنية التى عشت أحلم بها طويلا – حيث السيادة للشعب ، والحكم للقانون ، والحرية للمواطن ، والصندوق هو وسيلة تداول السلطة – وأن أجلس فى البيت أتفرج على الأحداث لأن من حقى أن أعبر عن موقفى وطالما أنا من الأحياء فلابد أن يكون لى صوت مسموع لأنه ( يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ) .
مستحيل أن يعمل الانقلاب على تمكين الأقلية التى لا شعبية معها من أمور الحكم فى بلدى ، ويقصى الأغلبية المنتخبة من الشعب فى أول انتخابات حرة نزيهة ، وكأنى لم أصوت فى أى انتخابات ، وأن أجلس فى البيت أتفرج على الأحداث ، لأن الشعب لم ينتخب جبهة الخراب ولا تمرد كى تعبر عنه فى وسائل التعبير الدستورية كما أن الشعب لم يفوض الجيش فى الانقلاب .
مستحيل أن يسمح لى إيمانى بالجلوس فى البيت وأنا أرى المنكر يتغول على المعروف مستهدفا إقصاء أول رئيس مدنى منتخب يحكم مصر مستعينا فى ذلك بالقوى الخارجية الإقليمية والدولية ، مما يشى بأنى لا أعيش فى دولة حرة مستقلة . بالأمس كنت أدرس التاريخ ، وأتعجب من مواقف رجال صنعوه ، أما اليوم فأنا أصنع التاريخ ، وأشارك فى الميادين رجال يصنعوه ، نعم للشرعية ، نعم للشريعة ، لا للانقلاب على إرادة الأمة .