أكدت صحيفة (الراية) القطرية فى افتتاحيتها اليوم الأحد، أن فوز الرئيس الجديد حسن روحانى الإصلاحى ومن الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية فى إيران، يظهر رغبة المجتمع الإيرانى الشديدة فى التغيير، حيث أعلن روحانى خلال حملته الانتخابية عن اعتماده سياسة أكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على إيران التى تغرق البلاد فى أزمة اقتصادية خطيرة وهو أحد الأسباب الرئيسة التى دفعت الناخب الإيرانى كما يبدو إلى وضع ثقته فى الرئيس الإصلاحى روحانى أملا فى تحقيق الإصلاح والتغيير فى البلاد.
وقالت الصحيفة، إن انتخاب روحانى الذى يوصف بالاعتدال وبالقرب من التيار الإصلاحى رئيسا لإيران، وما قاله من أن "انتصاره هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم على التطرف"، يأتى فى وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توترا شديدا على خلفية التدخلات الإيرانية فى الشئون الخليجية والعربية الداخلية والدعم الإيرانى الكبير للنظام السورى سياسيا وعسكريا فى وجه الشعب السورى الذى يتعرض للقتل على يد النظام، فضلا عن تزايد شكوك المجتمع الدولى فى طبيعة الملف النووى الإيرانى الذى يشكل تهديدا خطيرا للمنطقة.
وأضافت أن مراجعة القيادة الإيرانية لموقفها من المأساة السورية وقيامها بالضغط والطلب من حليفها فى المنطقة حزب الله الذى يقاتل إلى جانب قوات النظام فى سوريا بسحب جنوده والذى تسبب تدخله بسوريا فى إثارة حرب مذهبية طائفية سيكون المدخل الحقيقى لفتح صفحة جديدة فى العلاقات العربية مع إيران وفرصة لإخماد شرارة الحرب المذهبية الطائفية التى تهدد المنطقة كلها.
وأشارت إلى أن إيران عانت ومازالت تعانى أوضاعا اقتصادية صعبة بسبب العقوبات الاقتصادية التى فرضت عليها من قبل المجتمع الدولى نتيجة لسياساتها وتدخلاتها ولبرنامجها النووى المثير للجدل، وهى الآن مع وصول الرئيس الجديد حسن روحانى أمام فرصة حقيقية لإظهار حسن النيات تجاه جيرانها وتجاه المجتمع الدولى من خلال الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولى وتحسين الوضع السياسى والحقوقى فى البلاد.