استنكر حزب مصر القوية ما حدث أول أمس في جلسة الحوار الخاصة بمناقشة تبعات البدء في بناء سد النهضة الإثيوبي مشيرًا إلي أن ما حدث يُعبّر عن حالة الفوضى التي تمر بها مصر وحالة الفشل الذريعة التي تدار بها البلاد.
و قال الحزب في بيان له اليوم، إن الفوضى والفشل لم يكونا ممثلين فقط في البث التليفزيوني الذي كان مفاجئا لبعض الحضور، وﻻ في الكلمات غير المسئولة التي ألقيت من بعض الحضور، ولكن في غياب أي تصور لكيفية إدارة مجرد اجتماع على مثل هذه الدرجة من اﻷهميه والخطورة على اﻷمن القومي المصري.
وأضاف الحزب، أن الكلمات المرتجلة التي ألقيت من رأس السلطة في مصر، فلم تُعرض في اﻻجتماع أي معلومات ذات شأن أو أي استراتيجيات مقترحة للتعامل مع مثل هذا الملف شديد الحساسية؛ بما يطمئن المصريين على مستقبلهم القريب، وزاد الطين بلة اعتذار رئيس الوزراء هشام قنديل عن عدم تولي شأن هذا الملف رغم عمله السابق في وزارة الري، ورغم ما قيل عن خبرته في المجال الأفريقي حين تم ترشيحه لمنصبه الحالي.
و أكد الحزب أن حوض النيل جزء بالغ اﻷهميه من عمق مصر اﻻإستراتيجي، وﻻ يحتاج إلى تعامل بالقطعة كلما أثيرت قضية متعلقة به كما حدث من النظام السابق فيما يتعلق باتفاقية عنتيبي.
وقال الحزب انه يفضل النظر إلى قضية سد النهضة اﻹأثيوبي من خلال إستراتيجية متكاملة قائمة على المصالح المتبادلة بين دول حوض النيل؛ فمصر لديها من الخبرات الفنية والعلاقات التاريخية ما يؤهلها لتقديم الدعم الفني واللوجيستي في مجالات الطاقة والري والتخطيط والزراعة لدول حوض النيل التي ترغب في تحسين أحوالها المعيشية واﻻاقتصادية التي لم تتقدم بالقدر الكافي بسبب حالة الجشع التي تتعامل بها الدول الكبرى مع هذه المنطقة.
وتابع الحزب: لقد كانت مصر تملك تقديرا خاصا من كل دول القارة اﻷفريقية حين ساعدتها في مرحلة ما بعد اﻻستقلال دون استغلال أو محاولة للسيطرة، وﻻ بد من البناء على هذا التاريخ باستخدام كل أدوات القوة الناعمة المصرية بأقصى سرعة؛ على أن تتوقف كل مظاهر اﻻستعلاء التي تعاملت بها مصر مع دول القارة في عهد مبارك.
وأكد الحزب أن قضايا اﻷمن القومي المصري ليست محل نزاع سياسي داخلي وﻻ ينبغي لها أن تكون، وإن التعامل معها بخفة كالتي بدت في اﻷيام الماضية إنما هو جناية في حق هذا الوطن وأجياله القادمة وآن له أن يتوقف فورا، وعلى المسئولين أن يعتمدوا على أصحاب الخبرات الحقيقية في هذا المجال، أو أن يتركوا المسؤولية فورا إن كانت لديهم بقية من حس وطني