أثار إذاعة حوار الرئيس محمد مرسي بالقوي الوطنية على الهواء مباشرة أمس (الاثنين) بشأن أزمة مشروع سد النهضة جدلًا كبير بين المشاركين في الحوار نفسه والأكاديميين والخبراء، حيث رأي البعض أنه لا غضاضة من إذاعة الحوار على الهواء مباشرة لأنه لم يكن مؤتمر لاتخاذ القرار، وتضمن آراء شخصية لا تعبر عن مؤسسة الرئاسة، بينما ارتأى آخرين أن كلامًا حساسًا صدر من بعض المشاركين كان ينبغي أن لا يذاع في جلسات علنية.
بداية قال د. فؤاد زكريا-أستاذ العلوم الإستراتيجية- أنه تابع حوار الرئيس محمد مرسي بالقوي الوطنية أمس وهو تضمن شقين؛ شق متعلق بإعلان نتائج تقرير اللجنة الثلاثية، وهو ما يعد واجب أن يعرفه الشعب بنسبة 100% ، والشق الثاني تضمن إدلاء القوي الوطنية بآرائها الشخصية حول أزمة سد النهضة.
آراء شخصية
وأضاف زكريا في تصريحاتلشبكة"رصد" الإخبارية أن مؤتمر أمس لم يكن مؤتمر لاتخاذ القرار إنما كان تعليقات على نتائج تقرير اللجنة الثلاثية، وهو تعليق أولي خرج بتشكيل لجنة من المسئولين والخبراء من المسئولين والقوي الوطنية مشيرًا أن لم يري في نقاشات ممثلي القوي السياسة أي شيء يمس الأمن القومي بسوء.
ولفت أنه إن كان قد صدر من بعض ممثلي القوي السياسية دعوات لاستخدام القوي العسكرية فهذا يعتبر رأيهم الشخصي وليس قرار من مؤسسة الرئاسة مضيفًا:"الأسرار من الممكن أن تكون في اجتماعات اللجنة المشكلة لدراسة الأزمة وليس في هذا الاجتماع ".
وتابع بالطبع هناك خطأ إداري من مؤسسة الرئاسة لعدم إبلاغ القوي السياسية أن الحوار يذاع على الهواء مباشرة لكن هذا الخطأ لم يؤدي إلى أي ضرر.
حق المعرفة
وقال د. سليمان صالح-رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أن من حق شعب مصر أن يعرف الحقائق وإذاعة الحوار على الهواء دليل على احترام الرئاسة لحق الشعب في المعرفة .
وأضاف صالح لـ"رصد" أنه في حالة مواجهة أزمة كبيرة مثل ذلك على المجتمع أن يتماسك ويدرك حجم المشكلة التي تمر بها البلاد، وكيف تقوم القيادة السياسية باتخاذ التدابير لمواجهتها، ولو أن الحوار لم يذاع على الهواء لقال المعارضون أين الشفافية واتهموا الدولة بالتعتيم الإعلامي.
وتابع: المشكلة أن الحوار أوضح حرص القيادة السياسية على المصلحة العامة وهو ما أثار غضب المشككين الذين يتحينوا الفرصة لهدم الدولة .
واختلف معهم أسامة هيكل -وزير الإعلام الأسبق- واصفًا إذاعة حوار الرئيس محمد مرسي مع القوى السياسية حول سد النهضة بالمهزلة، وتدل على العبثية التي تعيشها مصر.
وأضاف هيكل في مُداخلة هاتفية لبرنامج "الشعب يريد" هل هذه الطريقة التي تُحل بها أزمة تمس الأمن القومي المصري، ما أفهمه إن هذا موضوع يمس الأمن القومي المصري، فكان لابد من عمل اجتماع لمجلس الدفاع الوطني ليحددوا كيفية تعامل الدولة مع تلك الأزمة.
القوي السياسية
وعلى مستوي القوى الوطنية المشاركة أبدي د. أيمن نور-رئيس حزب غذ الثورة اعتراضه على إذاعة الحوار على الهواء مباشرة.
وأضاف نور خلال تغريده له أمس (الاثنين) على حسابه الرسمي على تويتر "مندهش من إذاعة جلسة الحوار الوطني بالرئاسة حول أزمة إثيوبيا، دون إحاطة المشاركين علما مسبقا رغم حساسية الموضوع المثار".
أما أبو العلا ماضي فقال في تدوينه له اليوم على "الفيسبوك":أتعجب من سياسي يعتذر لأثيوبيا عن الإساءة لها حسب وصفه في حوار الرئاسة!!! وهو الذي رفض الحوار، ولم يساهم برأي في حل مشكلة قومية تهدد الأمن المائي لمصر بالخطر، هل أفادنا برأي إيجابي في كيفية مواجهة هذه الأزمة ؟!! علما بأنني ممن فوجئ بأن الحوار مذاع علي الهواء بعد انتهاء كلمتي بفترة.
أما عمرو حمزاوي -القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني- فأكد أنه كان يعلم بإذاعة الحوار الوطني بشأن سد النهضة على الهواء ولا يجد مشكلة في هذا، وأنه من تقدم بالاقتراح عندما وجهت الدعوة له علانية الحوار.
باكينام تعتذر
أماد. باكينام الشرقاوي فقد اعتذرت أمس عن أي حرج غير مقصود لأي من القيادات السياسية التي حضرت الحوار الوطني لمناقشة تقرير اللجنة الثلاثية لمشروع سد النهضة الإثيوبي لعدم إخبارهم بأن الاجتماع يبث على الهواء.
وقال الشرقاوي في صفحتها على «فيس بوك»، مساء:- إنه «كان مرتبا أن يذاع الاجتماع الوطني مسجلاً، كعادة هذه اللقاءات، ولكن ارتؤي لأهمية موضوع الأمن المائي قبل اللقاء مباشرة إذاعته على الهوا.
