أعلنت الحكومة الإثيوبية مساء اليوم بطريقة مفاجئة أنها ستبدأ العمل غدا في تحويل مجرى النيل الأزرق -أحد روافد نهر النيل- إيذانا لاستكمال العملية الفعلية لبناء سد النهضة الذي كان يبنى منذ أكثر من 10 أعوام ماضية ولم يستكمل بنائه حتى الآن مما يعتبر مخالفه للتعهدات بعدم التأثير على حصة مصر من المياه .
ويتوقع أن تستفز تلك الخطوة غضب دولتي المصب، وهما مصر والسودان، اللتين تخشيان من أن يؤثر بناء سد النهضة على حصتيهما من مياه النيل.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بريخيت سمؤون، في تصريحات للتليفزيون الإثيوبي الرسمي مساء اليوم، إن بلاده ستبدأ غدا في تحويل مجرى النيل الأزرق قرب موقع بناء "سد النهضة" وذلك للمرة الأولى في تاريخ نهر النيل.
ووصف سمؤون يوم بدء العمل في تحويل مجرى النيل الأزرق بـالتاريخي والذي سينحت في ذاكرة الإثيوبيين بحسب قوله.
وأوضح بحسب الاناضول أن هذا الحدث يتزامن مع احتفالات الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية (الحزب الحاكم) بمناسبة الذكرى الـ22 لوصول الائتلاف الحاكم إلى السلطة عقب الإطاحة بنظام (منغستو هيلي ماريام) في 28 مايو 1991.
وكانت مصر وإثيوبيا قد اتفقتا أمس الأول على "ضرورة مواصلة التنسيق بينهما في ملف مياه نهر النيل، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، واستنادًا إلى التزام كل طرف بمبدأ عدم الإضرار بمصالح الطرف الآخر"، بحسب مصدر مقرب من الرئاسة المصرية.
وأوضح المصدر أن هذا التأكيد جاء خلال لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالن، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس الأول السبت، على هامش المشاركة في أعمال القمة الاستثنائية لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي؛ احتفالاً بالذكرى الـ50 (اليوبيل الذهبي) لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تغير اسمها إلى "الاتحاد الإفريقى".
واستبقت إثيوبيا بتلك الخطوة، البدء في تغيير مجرى النيل الأزرق، نتائج التقرير المتوقع أن تقدمه اللجنة الثلاثية الدولية المكلفة بتقييم سد النهضة، والمزمع الانتهاء منه نهاية شهر مايو الجاري.