قال الدكتور عاطف احمد علي رئيس جهاز التفتيش بقنا إن المعادن الثقيلة الناتجة من مخلفات المصانع تصب جميعها في مياه النيل ويستحيل إزالتها وجريان النهر لن يؤثر فيها وستظل في مكانها لفترات طويلة قد لا تقل عن 100 عام حيث تلتصق بالطمي والعالقات المتواجدة فى نهر النيل وتسبب الضرر لكل من يشرب بالقرب منها.
وأوضح إن هذه المعادن تصيب الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان مباشرة مثل الكبد،الكلى،والمخ،بالإضافة إلى هشاشة العظام والتخلف العقلي،موضحا إنه عندما قام بعمل دراسة على هشاشة العظام في "قفط"وجد أن ذلك يزيد بمعدل 120% من المعدل العالمي.
جاء ذلك خلال كلمته أمس الخميس في ندوة " ملوثات النيل والأمراض الناتجة عن التلوث " التي عقدت بمركز الإعلام العربي بنجع حمادي ضمن فعاليات المركز .
وأكد رئيس جهاز التفتيش بقنا إن هناك أسباب متنوعة لتلوث مياه النيل ومنها وسائل الصيد الخاطئ و معظمها وسائل قديمة وغير مستحدثة مثل تفريغ كميات من سموم الفئران والحشرات في المياه للإبادة الجماعية التي تسهل على الصيادين حصد كمية أكبر من الأسماك والتي تعد من أخطر أنواع الصيد لتأثيرها المباشر على صحة الإنسان فهذه الأسماك لا تصلح أبداً للاستهلاك الآدمي وقد يسبب تناولها أبشع وأخطر الأمراض المستحدثة .
وأضاف عاطف أن عوادم السيارة المتواجدة بالقرب من النيل التي تؤثر بشكل سلبي على مياة النهر بالاضافة الى مخلفات المصانع والصرف الزراعي التي تصرف مباشرة في نهر النيل رغم احتوائها على مواد الفوسفات والزئبق والرصاص والنحاس موضحاً انها معادن ثقيلة تهبط الى قاع النهر وأكد أن هناك اكثر من 40 مصنعاً على ضفاف النيل تلقى مخلفاتها بنهر النيل مباشرة دون معالجة حقيقة وعلى رأسها مصنع الألمونيوم بنجع حمادي.
و أوضح أن التكلفة الصحية في عام 1985 لمرضى ملوثات مياه النيل بلغت 2 مليار جنيه وتضاعفت فى هذه الأيام ربما تصل إلى 15 مليار وأكثر،مشددا على ضرورة الوقاية والسلامة والأمن وتفعيل دور العمل البيئي للحد من هذه المشكلة التي تضر بحياة الإنسان.
