شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الرفاق حائرون يفكرون يتساءلون – محمد القاضي

الرفاق حائرون يفكرون يتساءلون – محمد القاضي
  أحيانا تصدر بعض التلميحات من مؤسسة الرئاسة سواء من الرئيس نفسه أو من بعض من ينتمي إلى مؤسسة الرئاسة تشير إلى وجود...

 

أحيانا تصدر بعض التلميحات من مؤسسة الرئاسة سواء من الرئيس نفسه أو من بعض من ينتمي إلى مؤسسة الرئاسة تشير إلى وجود مؤامرات تدبر بأيد خارجية تساعدها أيادي داخلية للإجهاض على الثورة المصرية، وسوف تتخذ ضدهم إجراءات رادعة.. وفي الوقت نفسه تنقل بعض المواقع الإخبارية على الانترنت أخبارا عن بعض رموز المعارضة وتلقيهم تمويلا من الخارج لإحداث بلبلة واضطرابات في الشارع المصري، وأخبارا عن مقابلات خارجية تتم بين رموز المعارضة والمدبرين لحالة الفوضى في مصر.. كما تخرج علينا بين الحين والآخر أخبار بأن النائب العام سيفتح ملفات كثيرة ومتعددة لأولئك الذين يريدون لمصر أن تعود إلى الوراء..

 

وتمر الأيام ولا تتخذ مؤسسة الرئاسة أي إجراء ضد من تراهم يحدثون الفوضى، ولا ينكر أحد من رموز المعارضة ما يشاع عنه من أخبار.. ولا يتخذ النائب العام أي إجراء حاسم في أي قضية من القضايا.

 

باختصار يمكن أن نقول: إننا نعيش في حرب كلها كلام في كلام.. نفرح أحيانا بتلميحات الرئاسة بأنها ستتخذ إجراء ضد المفسدين في القريب العاجل.. ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا..  ونستبشر خيرا بكشف مقابلات رموز المعارضة مع ممولي حالة الاضطراب في مصر، وننتعش جدا عندما يصدر تصريح من النيابة العامة بقرب كشف ملفات كثيرة..

 

إنها حيرة أصابت كل أفراد الشعب مؤيدين ومعارضين.. ولكن حيرة عن حيرة تفرق..

 

فالمؤيدون لسان حالهم يقولون: لو كانوا عندهم أية أدلة حقيقية تدين أحدا ما ترددوا في كشفها.. ولكن الأمل في تمام النعمة يملأ قلوبهم ويجعلهم في انتظار فرج الله سبحانه..

 

أما الطرف الآخر فهم في حيرة أشد.. فالتلميحات صارت أقرب إلى التصريحات، واللعب صار على المكشوف.. واللى على راسه بطحة بيحسس عليها.. وهم يعلمون جيدا ماذا يفعلون من أجل إشاعة الفوضى في البلاد من كذب وتدليس وتضليل وإنفاق أموال واستئجار بلطجية وشراء ذمم وخلق مشكلات وعقبات  …الخ فحيرة المعارضة بقت زى الهم على القلب.. فهم حائرون ويفكرون ويتساءلون ماذا تخبئ لهم الرئاسة .. وماذا تعد لهم النيابة؟..وما الذي ينتظرهم في الأيام المقبلة.. ولذلك لا نعجب مما يصدر منهم من أقوال وأفعال فالحيرة التي يعيشونها تجعلهم ينكشفون واحدا تلو الآخر.. والأحداث تثبت لنا يوما بعد يوم حقيقة الشخصيات والمواقف.. متساقطون على الطريق كثيرون.. ومنافقون لا يصبرون فيفضحون أنفسهم.. وصار أمرهم كشجرة كبيرة على فروعها أوراق خضراء قوية وأوراق يابسة وأوراق بين الصفرة والخضرة..فجاءتها ريح عاصف فسرعان ما تساقطت الأوراق اليابسة وانتشرت على الأرض وملأت المكان.. واستمرت الريح فتساقطت الأوراق المتوسطة.. ولم يثبت على الشجرة إلا الأوراق الخضراء ..

 

كم أتمنى أن تطول فترة حيرة هؤلاء فتفضحهم أقوالهم وأفعالهم وتصرفاتهم .. ويعظم همهم؟! وما أدراك ما الهم؟ زادهم الله هما على همهم.. فلا يخرجون منه أبدا.. وصار شأنهم شأن الهدهد مع الصقر..

 

فقد كان هناك صقر كبير يعيش في غابة مع عدد كبير من الطيور وكثيرا ما كان يبطش بهم.. ولا تستطيع الطيور أن تواجهه.. وذات يوم جلست الطيور تفكر ماذا تفعل مع هذا الصقر؟ .. فقررت أن تستعمل الحيلة .. ذهب الهدهد إلى الصقر وقال له أيها الصقر أنت تزعم أنك أقوى الطيور؟ قال الصقر: نعم وهل هناك من هو أقوى منى في عالم الطيور؟! قال الهدهد لقد مررت بشجرة كبيرة وأنا في طريقى إليك ورأيت فوقها طائرا ضخما كبيرا، فسألنى هل تعرف مكان الصقر لأني أريد أن أؤدبه لأنه يعتدى على أصدقائي الطيور.. فقال الصقر : أين كان يقف هذا الطائر؟ فقال الهدهد : كان يقف على شجرة كبيرة في ناحية بعيدة في الغابة.. فقال الصقر: وماذا قلت له؟ قال الهدهد: طلبت منه أن يمهلك فترة لتعد نفسك لمواجهته..لأنه قوى جدا.. وأنا أخشى عليك منه.. فأعطاك فرصة أسبوع

 

ومر أسبوع والصقر يفكر في هذا الطائر الكبير الذي يتحداه ولم يره من قبل.. حتى جاء الهدهد.. فقال له الصقر أين الطائر الكبير الذي يتحداني أيها الهدهد؟ فقال الهدهد وأنا في طريقى إليك قال لى: اذهب لصاحبك الصقر وقل له سأمنحه فرصة أسبوع آخر يجهز فيه نفسه للقتال .. ومر أسبوع وأسبوع وأسبوع والصقر في تفكير عميق فى أمر هذا الطائر الذي يتحداه ويسخر منه ويمنحه فرصة بعد فرصة .. حتى أصيب الصقر بهم كبير وعافت نفسه الطعام وكان يقضي معظم وقته على الشجرة لا يتحرك وبدا عليه الإعياء الشديد..فمر به الهدهد: فقال له الصقر أين طائرك الكبير أيها الهدهد.. فقال الهدهد: عجبا لك يا صقر لقد جاءك منذ فترة وهزمك شر هزيمة وجعلك تصاب بالتعب والهزال وتعاف نفسك الطعام.. إنه الهم يا سيدى الصقر..

 

فهؤلاء لا يصلح معهم إلا الحيلة.. وقد يطول أمر الحيلة معهم ولكن في النهاية ستنكشف السرائر وتفضح النفوس.. ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023