حذر المشاركون في مؤتمر مستقبل المياه في مصروالاستثمار في دول حوض النيل بجمعية رجال الأعمال المصريين اليوم الإثنين، من غرق30% من أراضي الدلتا عام 2030 بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة التغيرات المناخية، مما يهدد الرقعة الزراعية بمصر خلال الفترة المقبلة.
وقال الدكتور علي القريعي رئيس لجنة البيئة بالجمعية إن أهم التحديات التيتواجه مصر خلال الفترة المقبلة هي التغير المناخي وارتفاع منسوب المياه في البحرالمتوسط نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري، مما يهدد 30% من أراضي الدلتا بالغرق،فضلا عن الهجمة الشرسة على الأراضي الزراعية وزيادة البناء عليها في أعقاب الانفلات الأمني عقب ثورة يناير.
وأضاف أن الرقعة الزراعية بمصر مهددة أيضا بزيادة نسبة الأملاح للمياه الجوفية، مما يعد كارثة وتحديا حقيقيا لابد من مواجهته.
من جانبه، أكد الدكتور محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري الأسبق ورئيس المجلس العربي للمياه أن 14% من المياه في مصر تخصص لقطاع الزراعة، فيما تستهلك الصناعة نحو 30 % من والخدمات الأخرى نحو 56% .. لافتا إلى أن مصر تحت حد الفقرالمائي بنحو 650 مترا مكعبا لكل فرد، بينما الحد العالمي ألف متر مكعب للفرد الواحد.
وأشار إلى أن نهر النيل يعاني من التلوث سواء الصناعي أو الصرف الصحي، وخاصة مصرف الرهاوي بالجيزة والذي أثر سلبيا على الثروة السمكية.
وأوضح أبوزيد أن مياه الصرف الصحي يجري معالجتها واستخدامها كمياه للشرب فيبعض البلاد مثل سنغافورة، كذلك تعتمد الزراعة فى إسرائيل بالكامل على مياه الصرف الصحى المعاد معالجتها والتى تصل إلى نحو 2 مليار متر مكعب.
وأكد أن درجة حرارة الكرة الأرضية سترتفع بنحو 4.5 إلى 5 درجات في المستقبل،مما سيؤدي إلى تغيرات حقيقية في هضبة إثيوبيا والهضبة الاستوائية، وينذر بخطرحقيقي.
وفي سياق متصل، قال أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل بوزارة المواردالمائية والري إن مصر اشتركت مع السودان في إقامة خزان مياه في الثلاثينيات،بالإضافة إلى خزان آخر مع أوغندا باستثمارات كبيرة تجاوزت 20 مليون دولار، حيث تمت وقيع المرحلة الرابعة من المشروع خلال شهر يناير الماضي باستثمارات 2 مليون دولار، إلى جانب توقيع الاتفاق على الاستخدام المشترك لمياه النيل.
وأضاف أن التعاون الثنائي أحد وسائل التواصل مع دول حوض النيل وأهم المحاورالأساسية في السياسة المصرية مع دول حوض النيل .. لافتا إلى أن الأمطار التي تتساقط على نهر النيل تقدر بنحو 1660 مليار متر مكعب ونصيب مصر 3 % فقط من هذه الكمية.
وتابع أن أهم أهداف التعاون الثنائي مع دول حوض النيل هو تعزيز العلاقات وجذب المزيد من الاستثمارات والاستفادة من الخبرات المشتركة.
من جانبه، قال السيد فليفل عميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية الأسبق إن التاريخ السياسي المصري يبرز من دافعوا عن نهر النيل أو تجاهلوه .. مؤكدا أن النهر يعد محورا مركزيا في حياة المصريين، ولابد من الدفاع عنه والحفاظ عليه.