سيطرت حالة من الهدوء والترقب الحذر على ميدان التحرير في الساعات الأولى من صباح اليوم (الثلاثاء) وقام المعتصمون بتجهيز العديد من زجاجات المولوتوف داخل الميدان، للتصدي لقوات الأمن في حالة اقتحام ميدان التحرير مرة أخرى لفض الاعتصام بالقوة ، حيث انتشر المعتصمون في جميع مداخل الميدان خاصة مدخل عبد المنعم رياض ، وكورنيش النيل الذي تمركزت به قوات الأمن ، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات ووضعها على جميع مداخل ومخارج الميدان.
وطالبت المنصة الرئيسية المتواجدة على الرصيف الموازى لشارع محمد محمود المعتصمين بالتصدي لقوات الأمن التي ستقوم بفض الميدان وإخلائه من المعتصمين، ويأتي ذلك عقب اقتحام قوات الأمن المركزي الميدان فجر اليوم، لإعادة حركة المرور بالميدان وفتح مداخله، حيث هاجم العشرات من قوات الأمن التحرير عبر مدخل شارع عبد المنعم رياض ، وقصر النيل باستخدام ثلاث مصفحات أمن وقامت بإزالة الحواجز الحديدية والكتل الخرسانية من مداخل الميدان استعدادا لفتحه أمام السيارات،وهو الأمر الذي قابله المعتصمين بإلقاء المولوتوف على قوات الأمن لمحاولة منعهم من دخول الميدان.
وتمكنت قوات الأمن من الدخول وفتح جميع المداخل والتمركز على المداخل،ووقعت اشتباكات بينهم وبين المعتصمين، وهرب المتظاهرين إلى الشوارع الجانبية خوفا من إلقاء القبض عليهم بعد أن قاموا بتحطيم سيارة شرطة، فيما تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على 55 فرد منهم ونقلهم إلى قسم قصر النيل.
وبعد فتح المداخل انسحبت قوات الأمن مرة أخرى من التحرير بعد عودة حركة المرور إلى الميدان ولكن وبعد انسحاب الأمن تراجع المعتصمين مرة أخرى إلى الميدان وقاموا بالاعتداء على إحدى سيارات الشرطة أثناء مرورها من الميدان وقاموا بتكسير زجاجها بالشوم قبل أن يفر السائق مسرعا بها.
وفى سياق متصل قام عدد من المعتصمين بطرد جميع الباعة الجائلين من الميدان وتنظيفه ورفع المخلفات وإطارات السيارات التي أشعلوها على المداخل لمنع قوات الأمن من اقتحام الميدان، وقام المعتصمين بإعادة إغلاق مدخل شارع المتحف المصري المؤدى إلى ميدان عبد المنعم رياض وشارع محمد محمود ، بينما انتظمت الحركة المرورية في جميع المداخل الأخرى ،وتقوم اللجان الشعبية بتجميع بعضها لمحاولة تنظيم تشكيلها من جديد استعدادا لأي مواجهات أو إعادة إغلاق الميدان.
وعلى الجانب الآخر نفى مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية قيام قوات الأمن بالتعرض للمعتصمين بميدان التحرير أو محاولة إخلاء الميدان منهم بالقوة.
وقال المصدر الأمني :" إن رجال الإدارة العامة لمرور القاهرة قاموا فجر اليوم(الثلاثاء) بالاشتراك مع الأجهزة المعنية بالمحافظة وهيئة النظافة بإزالة الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة الموجودة على كافة المداخل المؤدية إلى الميدان ، لإعادة تسيير حركة المرور خاصة في ظل التكدسات المرورية الكبيرة التي تشهدها منطقة وسط القاهر حاليا بسبب غلق الميدان بعد إعادة التلاميذ والطلاب إلى الدراسة".
وأضاف "إن قوات الأمن فوجئت أثناء قيامها بإزالة الحواجز بقيام الباعة الجائلين بمهاجمة القوات وإلقاء قنابل المولوتوف والحجارة عليهم لمنع فتح الميدان ، مما أدى إلى إتلاف بعض سيارات الشرطة في الوقت الذي تمكن فيه رجال الإدارة العامة لمباحث القاهرة من ضبط عدد منهم وبحوزتهم عدد من زجاجات المولوتوف الحارقة ، والأسلحة البيضاء ، والصواعق الكهربائية والسلاسل والجنازير".
وشدد المصدر الأمني على إيمان وزارة الداخلية الكامل بحرية التعبير السلمي عن الرأي وحق الاعتصام باعتبارهما أحد الحقوق المكفولة للمواطن في القانون والدستور ، لافتا إلى أن قوات الأمن لم تتعرض من قريب أو بعيد لخيام المعتصمين سواء المنصوبة بالحديقة الوسطى للميدان أو أمام مجمع التحرير ، وهو ما ينفى المزاعم التي جاءت على المواقع الالكترونية حول قيام قوات الأمن بفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة.