أحدث الربيع العربي وثورة 25 يناير في مصر تغيرات واضحة على مستوى المجال الإعلامي وعلى إثر ذلك فقد عقدت الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي (CFI) مؤتمرا في القاهرة تحت عنوان "كيف تقوم وسائل الإعلام الجديدة بتطوير الصحافة والإعلام في الشرق الأوسط؟" والذي يستمر على مدار يومين بحضور ومشاركة أكثر من ١٠٠ ناشط إعلامي على شبكة الانترنت في مصر والأردن وليبيا واليمن وفلسطين.
وخلال المؤتمر استعرض عدد من المهنيين والصحفيين والمدونين ورجال الأعمال في مجال وسائل الإعلام ومؤسسو الشركات الحديثة في مجال تقنية المعلومات ووسائل الاتصال ومواطنون من صناع الخبر، أحدث تجاربهم وخبراتهم ومبادراتهم في هذا المجال.
وتناول المشاركون في المؤتمر ما أحدثه الربيع العربي وثورة ٢٥ يناير من تغيرات بارزة في المجال الإعلامي و الانتشار المتزايد للتقنيات الرقمية التي أدت إلى حدوث تغيرات جذرية في الممارسات الصحفية ومحتويات الإنتاج الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واستكشاف أدوات جديدة لجلب الإيرادات إلى جانب الانخراط والتفاعل مع الجماهير .
وقد بحث المشاركون كيفية تعامل الصحفيين مع مسألة الانتقال نحو بيئة إعلامية جديدة والأدوات التي يستخدمها الصحفيون المواطنون والمدونون لإنتاج المحتويات الصحفية وسبل تعزيز التعاون بين هؤلاء وبين الصحفيين التقليديين أو الرسميين.
بينما أشارت دينا عادل صحفية في "ايجيبت اندبندنت" إلى أن المواطن أصبح هو الناقل الصحفي عن طريق الانترنت والشبكات الاجتماعية لافتة إلى أن ما يميز شبكات التواصل الاجتماعي هو معرفة ردود الأفعال الشعبية حول القرارات السياسية المختلفة.
وأوضح سيلفان لابوا صحفي سابق في مجلة "ماريان" و"أونى" وقام بتغطية الحملات الرئاسية الفرنسية وصاحب مشروع "فريتومتر" لتقصى الحقائق بخصوص انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2012 أنه يقوم بإتاحة الفرصة للقراء بمشاركة وتكوين الأخبار وتنزيل مقاطع الفيديو والصور أولا بأول بعد التحقق من مصداقيتها .
وردا على سؤال يتعلق بالدخول في مرحلة فوضى إعلامية نتيجة تعدد وسائل تبادل المعلومات والأخبار على الإنترنت وسرعة تناقلها دون وجود رقابة وحول وجود خطوط حمراء في فرنسا، أوضح سيلفان أن فرنسا تبحث حاليا وضع تشريع إلزامي لضبط وتحديد مسئولية وسائل الإعلام الاجتماعية وتقنين عملها بغية الحد من الأخبار أو الصور التي تنتهك الحياة الشخصية للآخرين.
كما استعرضت صباح حمامو صحفية بمؤسسة الأهرام تجربتها في التواصل بين المواطن الصحفي والمؤسسة الصحفية مشيرة إلى أن هناك قسما مسئولا عن رصد الشبكات الاجتماعية من مختلف المحافظات نظرا لتطور الصحافة الشعبية بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن الشبكات الاجتماعية فتحت المجال أمام الصحفيين ليصبحوا مواطنين لهم آرائهم الشخصية التي تعبر عنهم ولا تعبر عن مؤسساتهم الصحفية.
والجدير بالذكر أن الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي تنبثق عن مجموعة "التلفزيون الفرنسي" والمدعومة من قبل وزارة الشئون الخارجية وتعد منذ 20 عاما الجهة التشغيلية الفرنسية المعنية بالمساعدة على تطوير وسائل الإعلام لصالح أكثر من 150 جهة شريكة في أفريقيا والعالم العربي والقوقاز وآسيا وتسعى الوكالة إلى حشد أفضل الخبرات والمهارات التي يتمتع بها أهل الاختصاص في وسائل الإعلام في هذه البلدان من خلال تقديم المشورة وتنظيم الدورات التدريبية وإجراء التدقيقات والدراسات المتخصصة.