أعلن رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، الأربعاء، توثيق إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن قتلى الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال عبده، : “لجأ الناس في قطاع غزة لإنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، في ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة”.
وأضاف: “وثقنا أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دفن فيها 3 أفراد فأكثر من أبناء العوائل المستهدفة”.
وأوضح أن العائلات لجأت لهذا الخيار في ظل “استحالة الوصول للمقابر الرئيسية بفعل تقطيع الطرق وتدمير البنى التحتية وعمليات الاستهداف المستمرة”.
واستكمل قائلا: “عمليات الدفن تواجه صعوبة كبيرة نتيجة فقدان معظم أو كافة أفراد العائلة بالتالي لا يمكن القيام بإجراءات الدفن، فيما يضاف لذلك صعوبة استقبال المستشفيات لحالات الوفاة خاصة مع توقف عملياتها في مدينة غزة والشمال”.
وأشار إلى أن إسرائيل ارتكبت “منذ بداية عمليات الإبادة بغزة كما كبيرا من جرائم القتل الجماعي المنتظم”.
وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دفنت طواقم مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، نحو 100 جثمان لفلسطينيين أصيبوا جراء القصف الإسرائيلي ولفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل المستشفى، بحسب تصريح سابق لمدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع منير البرش.
كما حفرت عائلات فلسطينية نازحة قبورا عشوائية لأفرادها، الذين “استشهدوا جراء الاعتداء الإسرائيلي على المجمع”، وفق شهود عيان.
كما سبق وأن وثقت عدسة الأناضول في 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري إنشاء مقبرة جماعية في ساحة سوق مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وبين أزقته.
فيما قال الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، العامل لصالح قناة الجزيرة الفضائية، للأناضول، إنه اضطر لدفن والده الذي استشهد في استهداف إسرائيلي لمنزله في مخيم جباليا، داخل ساحة مدرسة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، لعدم تمكنه من الوصول للمقبرة لمواراته الثرى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء 18 ألفا و608 قتلى و50 ألفا و594 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر أممية.