وفي 7 أكتوبر عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” شدد الاحتلال الإسرائيلي الحصار على قطاع غزة، وقطع عنه الكهرباء والمياه والإنترنت، ومنع دخول البضائع والحاجيات الأساسية بما في ذلك الوقود والأدوية.
ومنذ 21 يوما يواصل جيش الاحتلال استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء سكنية بأكملها، وقتلت 7028 فلسطينيا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسناً، وأصابت 18484 شخصا، إضافة إلى نحو 2000 مفقود تحت الأنقاض.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قالت مي الصايغ، مسؤولة الإعلام والتواصل في الاتحاد، إن “الوضع الإنساني في غزة أكثر من كارثي في ظل خروج أكثر من 12 مستشفى و32 مركزًا صحيًا عن الخدمة بسبب نفاد الوقود أو نتيجة تعرضها للقصف”.
ورأت الصايغ أنه رغم دخول الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه، إلا أن الحاجات الإنسانية على الأرض ماسّة جدا وكبيرة جدا، مؤكدة أن عدد الشاحنات التي دخلت تمثل “نقطة بمحيط الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة”.
وبحسب الصايغ “يدخل حوالي 20 شاحنة مساعدات إنسانية (عبر معبر رفح) بمعدل يومي، ما يشكل 4 بالمئة فقط من الاحتياجات الفعلية الإنسانية على الأرض”.
الماء
الصايغ حذرت من عدم وجود مياه نظيفة وكهرباء ووقود في غزة منذ 3 أسابيع، إضافة إلى خروج شبكة تحلية المياه عن الخدمة، التي كانت توفر نحو 40 بالمئة من حاجة القطاع من المياه.
وقالت إنه رغم أن الأمم المتحدة تحدثت عن أن حاجة كل مواطن اليومية تبلغ 15 لترا من المياه في الكوارث، إلا أن الفلسطيني في غزة يحصل على لتر واحد إلى 3 لترات يوميًا.
ونبّهت إلى أن النقص الحادّ في المياه يعرّض السكان في غزة للخطر ويؤدي بهم إلى استهلاك مياه غير نظيفة وغير آمنة، إضافة إلى تضرر شبكة مياه الصرف الصحي جراء القصف.
ولفتت الصايغ إلى أن فقدان النظافة وعدم الحصول على المياه في ظل وجود المواطنين حاليا في أماكن مكتظة جدا، يعرّضهم للأمراض ويسهّل انتقالها السريع وخاصة في حال انتشار الكوليرا.
وأشارت إلى أنه في “مستشفى القدس” هناك حوالي 12 ألف عائلة نزحت، وهذا يسبب ضغطًا على المياه وبالتالي يؤثر على النظافة الشخصية مما يعرضهم لخطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه.
الوقود
المسؤولة في الاتحاد الدولي شددت على أن “الوقود من الأمور الأكثر حيوية لأن كل المنشآت الأساسية من قطاع صحي وكهرباء ومياه وغيره بحاجة للوقود حتى تواصل عملها”.
ولفتت إلى أنه في حال انقطع الوقود وتاليًا الكهرباء في المنشآت الصحية، فإن مرضى غسيل الكلى من أطفال ونساء ورجال والمرضى على أجهزة الإنعاش بالأكسجين وحاضنات الأطفال الخدّج ستتعرّض حياتهم للخطر.
وأضافت أنه “في حال انقطاع الوقود، ستصبح المستشفيات مقابر بدلا من أن تكون أماكن للعلاج أو الاحتماء من القصف”.
وبينت أن انقطاع الوقود سيؤدي أيضًا إلى كارثة في تأمين المياه أو تحليتها وتوقف شبكات الصرف الصحي، والذي بدوره يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض.
وذكرت الصايغ أن “نقص الوقود يقف عائقًا أمام توزيع المساعدات الإنسانية على مستحقيها، وأنه مؤخرًا لم يستطع الهلال الأحمر تسليم المساعدات”.
المجتمع الدولي
تقول الصايغ: “نحن كاتحاد وكشبكة تتألف من 191 جمعية صليب أحمر وهلال أحمر، ناشدنا منذ بداية النزاع المجتمع الدولي، وأعربنا عن مناصرتنا لضرورة إدخال الوقود إلى قطاع غزة”.
وحذرت من أنه “جرّاء عدم إدخال الوقود سنصبح أمام انهيار للمنظومة الصحية بشكل كامل، مما سيؤدي إلى وقوع خسائر أكبر بالأرواح وستكون مروّعة وسابقة ككارثة إنسانية بهذا الحجم لن نشهدها من قبل”.
وأعربت الصايغ عن أسفها لـ “عدم وجود مكان آمن في غزة، والمواطنون لا يعرفون ما سيحصل لهم غدا، وليس لديهم غذاء كافٍ ومياه نظيفة ومراكز طبية لتلقي العلاج”.
ولفتت إلى أن “الوضع كارثي، خاصة أن مستشفى القدس تعرّض مرارًا لتهديد بالقصف، لكن الفرق الطبية والهلال الأحمر الفلسطيني أصرّوا على العمل ولن يتركوا المرضى وأكثر من 12 ألف نازح بهذا المستشفى يخسروا حياتهم”.
المدنيون والطواقم الطبية
الصايغ طالبت من خلال الأناضول، بـ “تأمين الحماية لكل المدنيين والطواقم الطبية بغزة وأن لا يتم استهدافهم”.
وقالت: “خسرنا 4 من زملائنا في الهلال الأحمر الفلسطيني، لأنه يتم باستمرار استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف”.
ودعت إلى حماية المدنيين الذين يعملون على تسليم المساعدات الإنسانية”.
وتابعت: “صحيح أن هناك دخول للمساعدات، لكن الواقع مُزرٍ ونحتاج إلى تضافر الجهود الدولية لإنقاذ جميع المدنيين الذي يعانون بغزة”.