نشر بعد نشطاء موقع "الفيسبوك" صورة من عدد جريدة الحرية والعدالة الصادر اليوم (الخميس) والذي يتصدره عنوان "354 مليون معونة ألمانيا لمصر"، وصورة أخرى لتقرير من مجلة "دير شبيجل" الألمانية يوضح أن الرئيس محمد مرسي فشل في إقناع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال زيارته اليوم لبرلين بتخفيض ديون مصر لدى ألمانيا والتي تبلغ 240 مليون يورو، مشيرة إلى أنه "حصل خلال الزيارة فقط على نصائح لإدارة البلاد" ، واعتبروه كذب تمارسه جريدة الحرية والعدالة لسان الحزب الحاكم في مصر.
من جانبه أكد علاء البحار- مدير تحرير جريدة الحرية والعدالة- لشبكة "رصد" الإخبارية أن الخبر جاء نقلُا على لسان الدكتور أشرف العربي – وزير التخطيط والتعاون الدولي – ومنسوب إلى مصدره.
الجدير بالذكر أن جريدة "الحرية والعدالة" ليست وحدها من نشرت الخبر بل نشرته جرائد رسمية مثل الأهرام والأخبار ويوضح الخبر على لسان الدكتور أشرف العربي أن ديرك نيبل- وزير التخطيط والتعاون الدولي الألماني – أكد تقديم ألمانيا مخصصات للتعاون المالي والفني مع مصر لهذا العام تبلغ قيمتها نحو 354 مليون يورو وهي القيمة التي تعد من أعلى المبالغ المخصصة للتعاون التنموي بين مصر وألمانيا.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على توجيه هذه المخصصات للمجالات ذات الأولوية في خطة عمل الحكومة والتي تأتي في مقدمتها مجالات خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والري والكهرباء والطاقة وإدارة المخلفات الصلبة والتعليم والتدريب والتشغيل والتنمية المستدامة.
وتعليقًا على نتائج زيارة الرئيس أمس قال حاتم الهادي –الخبير المالي- لشبكة "رصد" الإخبارية أنه يمكن إطلاق لفظ معونة على كلمة مخصصات للتعاون المالي والفني وأنها نوع من اللباقة الدبلوماسية بديلة عن استخدام لفظ معونة، كما أن المعونة تحتاج إلى موافقة البرلمان وتقدم بشكل دائم ، بينما المخصصات ليس بالضرورة استمرارها ومن الممكن إلغاءها في العام التالي.
وأكد "الهادي" أنه لا تعارض بين ملف إسقاط الديون وتقديم ألمانيا لمخصصات للتعاون المالي لكنه كان المنتظر من ألمانيا الوقوف بجانب مصر أكثر من ذلك خاصة بسبب المكانة التي تتمتع بها بين دول الاتحاد الأوربي كما أنها لم تفصح عن كيفية تقديم المساعدات ولم تحدد توقيت معين لها.
ويقول عبد الحافظ الصاوي –عضو اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة- لشبكة "رصد" الإخبارية أن قضية الديون المصرية ملف آخر يختلف عن المعونات والدعم الاقتصادي ومفاوضات إسقاط الديون لا تنتهي في جلسة واحدة وألمانيا تكون في غاية الحرص والدقة قبل إسقاط أي ديون على الدول لأنها تواجهه تساؤلات عدة من دافعي الضرائب حول الوضع الاقتصادي والسياسة للدولة التي سقطت عنها الديون.
وكان الدكتور أشرف العربي قد أوضح أنه تطرق في زيارته لألمانيا مع نظيره الألماني إلى برنامج مبادلة الديون مع ألمانيا والذي أعلنت عنه المستشارة الألمانية في أعقاب ثورة 25 يناير حيث تم بالفعل توقيع أولى مشروعات هذا البرنامج في ديسمبر الماضي وهو برنامج بناء المدارس الابتدائية في محافظتي أسيوط وسوهاج بقيمة 3.22 مليون يورو.
وأشار إلى أنه كان قد تم الاتفاق على تمويل برنامج للتغذية المدرسية في 9 محافظات في صعيد مصر بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بقيمة 4.22 مليون يورو ، بينما يجرى التفاوض على باقي المشروعات المقترح تمويلها في نطاق الشريحة الأولى من هذا البرنامج ، والتي تعني بعدد من المجالات الهامة من بينها نظم إدارة المخلفات الصلبة، تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير صناعات النسيج والملابس الجاهزة.