دشنت المملكة العربية السعودية في مطار إسطنبول، مبادرة طريق مكة، لتسهيل عبور الحجاج الأتراك بإكمال جميع إجراءات السفر والمناسك من تركيا دون الاحتياج لتكرارها في المملكة.
وتشمل المبادرة التي تطبق أول مرة في تركيا، استلام الحقائب وتجهيزها وختم الجوازات للحجاج من إسطنبول، لتكون عملية الدخول سهلة وميسرة إلى المملكة مباشرة ومنها إلى حافلات النقل وصولا للفنادق.
ومنذ 5 أعوام، تطبق مبادرة “طريق مكة” لتسهيل عبور الحجاج للسعودية، في 5 دول هي المغرب وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وبنغلاديش، وللمرة الأولى في تركيا وكوت ديفوار.
وشارك في تدشين المبادرة من الجانب التركي رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، ووالي إسطنبول علي يرلي قايا.
ومن الجانب السعودي سلمان بن عبد العزيز اليحيى مدير عام قسم الجوازات بوزارة الداخلية، والقائم بالأعمال محمد الحربي، فضلا عن مسؤولين آخرين.
و”طريق مكة” مبادرة لخدمة ضيوف الرحمن، ضمن ركائز رؤية السعودية لعام 2030، وتطبق منذ سنوات بعدة دول.
وخلال تدشين المبادرة وتوديع أول قافلة للحجاج، قال رئيس الشؤون الدينية التركي: “اليوم يوم سعيد، قوافل الحجاج نودعها من إسطنبول، ونشهد حدثا جديدا وهو تطبيق إجراءات كانت تجري بالمطارات السعودية ستؤدي إلى راحة للحجاج في المطارات التركية”.
وأضاف أرباش في تصريح للصحفيين: “بفضل المبادرة يخرج الحجاج من المطار مباشرة للفندق، وتخفف من الأعباء والانتظار وإعطاء البصمات”.
ومعربا عن شكره للمسؤولين السعوديين، زاد أرباش: “هذه التسهيلات في إسطنبول خدمة جميلة نشكر عليها أيضا المؤسسات التركية وكل الجهات المختصة في البلدين”.
من جانبه، قال والي إسطنبول، إن “هذا التعاون في مطار إسطنبول تم بكل صداقة بين الدولتين، وهو تسهيل كبير لعمليات الذهاب للحج، وإجراء عمليات الجوازات والبصمات والتصديقات والصحة”.
وفي تصريحه للصحفيين، ذكر يرلي قايا أن “تسهيلات كبيرة كانت تسبب عناء للحجاج، كل ذلك بات في الماضي، هذا المشروع يضمن إجراء جميع المعاملات من مطار إسطنبول وكأن عملية العبور تمت في المدينة المنورة، وهذا يجعلني أشعر بالسعادة”.
بدوره، قال مدير عام قسم الجوازات بوزارة الداخلية السعودية: “اليوم ندشن مع المسؤولين في تركيا الرحلة الأولى لمبادرة طريق مكة، وهي المبادرة الوحيدة من نوعها في العالم التي تنهي إجراءات المسافرين الحجاج من بلدانهم”.
وأضاف اليحيى: “عندما يركب الحاج من تركيا الطائرة يصبح وكأنه في رحلة داخل المملكة، ولا يكون قلقا حيال أمتعته وبقية الإجراءات، وينزل من الطائرة إلى حافلته ومن ثم سكنه، والمبادرة هدية من خادم الحرمين الشريفين للحجاج بدون أي مقابل”.
من ناحيته، قال القائم بأعمال السفارة السعودية بتركيا: “دشنا اليوم أول رحلة للحجاج الأتراك عبر مبادرة طريقة مكة، وستجرى جميع الإجراءات المطلوبة من الحجاج في السعودية داخل صالات المغادرة بمطار إسطنبول”.
وأوضح الحربي، أن “التنسيق بين الحكومة السعودية والتركية سهل تطبيق هذه المبادرة التي تبلغ عامها الخامس في دول كثيرة منها إندونيسيا وماليزيا والمغرب وباكستان”.
ومن داخل صالة المغادرة بمطار إسطنبول، قال الحاج التركي نيازي أكدوغان: “قدمت للحج منذ عام 2013، ولكن بسبب جائحة كورونا لم نذهب وانتظرنا 3 سنوات وقدر الله لنا الذهاب هذا العام، إنه شعور جميل يصادف إطلاق هذه المبادرة لتسهيل سفر الحجاج”.
أما الحاج إدريس شكر، فعبر عن سعادته باختياره للحج هذا العام بعد انتظار داما 14 عاما، مضيفا: “لقد تحقق الحلم أخيرا وأدعيتنا ستكون لكم وللجميع، هذه الإجراءات الجديدة سهلت لنا العبور إلى الأراضي المقدسة”.
بدوره، قال الحاج علاء الدين دوغان برفقة زوجته الحاجة فاطمة، للأناضول، إنهما انتظرا 15 عاما للحج “وفي 2020 لم نستطع السفر بسبب كورونا، وشعورنا بالسعادة الآن لا يوصف”.