شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم بأسكتلندا.. تعرف عليه

أصبح حمزة يوسف أول مسلم يقود حزبا كبيرا في أسكتلندا، وأول مسلم ومهاجر من أقلية عرقية يقود حكومة مفوضة في المملكة المتحدة.

بدأ حمزة يوسف رحلته مع السياسة في أسكتلندا من عمر صغيرة حين لم يكن قد تجاوز عشرين عاما عندما قرر الانضمام إلى الحزب الوطني القومي الأسكتلندي، ليبدأ مسيرة توجت باختياره، الإثنين، زعيما للحزب.

وصف يوسف نفسه عقب اختياره في منصب زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي، الذي يؤهله تلقائيا لرئاسة الحكومة بأنه “أسعد شخص في العالم”، و أن هذا النجاح بمثابة “تتويج” لقرار أجداده الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة في رحلة طويلة من إقليم البنجاب الباكستاني، وهم يعرفون القليل عن اللغة الإنجليزية.

وبينما يرى يوسف أن عائلته ربما لم تتوقع ان يصل أحد أبنائها إلى هذا المنصب، يستعد هذا الشاب ذو الأصول الباكستانية البالغ من العمر 37 عاما لتأدية اليمين ليكون رئيسا للوزراء، الأربعاء.

وحصل يوسف على أغلبية أصوات الحزب متفوقا على وزيرة المالية كيت فوربس، ووزيرة سلامة المجتمع السابق آش ريغان.

وحصل يوسف في الجولة الأولى من التصويت على 48.2 بالمئة من الأصوات، تليه فوربس التي حصلت على 40.7 بالمئة، وآش ريغان بنحو 11.1 بالمئة ، بحسب الحزب الوطني الأسكتلندي.

وحسم يوسف الجولة الثانية بفوزه بنسبة 52.1 بالمئة، بينما حصلت فوربس على 47.9 بالمئة من الأصوات.

وقال يوسف بعد فوزه في التصويت: “كمهاجرين، لم يكونوا (عائلته) بإمكانهم أن يتخيلوا في أبعد أحلامهم أن حفيدهم سيكون يوما ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول القادم في أسكتلندا”.

وكانت رئيسة وزراء أسكتلندا السابقة والزعيمة السابقة للحزب الوطني، نيكولا ستورجون، أكدت أن يوسف سيكون “قائدا بارزا” وأنه “لا يمكن أن تكون أكثر فخرا” بما حققه من نجاح.

كما أشاد زعيم حزب العمل الأسكتلندي أنس سروار، بانتخاب يوسف واعتبره دليلا على “تنوع” السياسة الأسكتلندية.

وأكد في تصريحات صحفية أنها “لحظة مهمة” بالنسبة لأسكتلندا.

الحياة المبكرة والعمل السياسي:

انضم يوسف إلى الحزب الوطني الأسكتلندي في عام 2005.

وفي مايو 2011 ، تم انتخابه لعضوية البرلمان الأسكتلندي كعضو إضافي لمنطقة غلاسكو عندما كان عمره 26 عاما، فأصبح آنذاك أصغر نائب ينتخب لعضوية البرلمان الأسكتلندي. ومنذ ذلك الحين، تسلق السلم السياسي واكتسب سمعة طيبة.

ولد يوسف في غلاسكو بأسكتلندا في عام 1985، لكن أجداده انتقلوا إلى البلاد في عام 1962 من إقليم البنجاب الباكستاني، أما والدته ورغم كونها من جنوب آسيا، إلا أنها هاجرت إلى أسكتلندا من كينيا.

تلقى يوسف تعليمه الخاص في مدرسة “Hutchesons” في غلاسكو، كما درس السياسة في جامعة غلاسكو.

بعد دراسته، عمل يوسف فترة وجيزة في مركز اتصال قبل أن يصبح مساعدا للبرلماني بشير أحمد، وثم مساعدا للسياسي البارز أليكس سالموند الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء أسكتلندا بين 2007 و2014.

مسيرته المهنية

عام 2012 عين أليكس سالموند يوسف وزيرا للشؤون الخارجية والتنمية الدولية، ومسؤولاً عن الشؤون الخارجية وسياسة التجارة العادلة والشتات، ولم يتوقف يوسف عن خدماته في الوزراة حتى بعد تولي ستورجون رئاسة الوزراء.

أصبح يوسف وزيرا للعدل في 2018، وقدم مشروع قانون تجريم ممارسات الكراهية، وجعل “إثارة الكراهية” ضد الدين أو التوجه الجنسي والعمر والإعاقة وهويات المتحولين جنسيا جريمة.

شغل يوسف أيضا منصب وزير النقل ووزير التنمية الدولية قبل أن يصبح وزيرا للصحة في عام 2021.

ومع ذلك، لم تمر مراحل حياته وعمله بسهولة وسلاسة مطلقة. ففي عام 2016 وعندما كان وزيرا للنقل، تم تغريمه 300 جنيه إسترليني لقيادته سيارة صديقه بدون تأمين.

تحديات ومصاعب:

من أبرز التحديات المنتظر أن يواجهها يوسف، وفقا لتقارير إعلامية، هي المهمة الضخمة المتمثلة في تحقيق التوافق بين منتميّ الحزب الوطني بعدما شهد انقسامات بسبب التنافس الشديد على القيادة.

كما سيواجه يوسف مخاوف عدد من أعضاء الحزب الذين يتساءلون عن مدى مستواه الوظيفي، مما سيتطلب منه إثبات نفسه بسرعة.

وجاء يوسف بعد أن كانت ستورجون تتمتع بتوافق تام بين أفراد الحزب، رغم تخاذل حكومتها في بعض الملفات، بينها الرعاية الصحية، والتعليم، ومستوى المعيشة، وفق إعلام بريطاني.

ولكن في الوقت الحالي من المثير للاهتمام أن نرى أن القادة الثلاثة لبريطانيا، واسكتلندا، وأيرلندا جميعهم لديهم أصول جنوب آسيوية، وهم رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، ورئيس وزراء أسكتلندا حمزة يوسف، ورئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار.

 

أثار الجدل بدعم المثليين:

ومطلع مارس نشر المسلم المرشح لرئاسة وزراء أسكتلندا، حمزة يوسف تغريدة أعرب فيها عن دعمه لمجتمع المثليين “الميم”، وفي التغريدة أكد يوسف أنه في حال انتخابه سيقوم بتضمين حقوق مجتمع الميم في دستور أسكتلندا عند الاستقلال.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يصرح فيها يوسف عند دعمه للمثليين، إذ أعرب عن إيمانه بالزواج المتساوي أي زواج المثليين، مشيرا أنه لا يعتقد بأن هذا الزواج يقل شأنا عن الزواج بين المرأة والرجل.

وبينما يفتخر يوسف بممارسة الشعائر الإسلامية كصيام رمضان، فإنه يؤكد في المقابل أنه يرفض استخدام الدين كأداة للتشريع.

ويتعارض يوسف مع المنافسة المسيحية له كيت فوربس، التي صرحت قبل أسابيع قليلة أنها تعارض بشدة زواج المثليين وإنجاب الأطفال خارج إطار الزواج، مما أثار جدلا واسعا في أسكتلندا حتى وصل الأمر لإطلاق حملة ضدها بسبب أفكارها التي وصفها البعض بأنها متشددة.

 

آمال وتوقعات:

يُنظر إلى يوسف- على نطاق واسع- على أنه المرشح المفضل لقيادة الحزب الوطني الأسكتلندي، من أجل الحفاظ على استمراريته وتوافق أعضائه.

وفي السياق، يتعهد يوسف بالحفاظ على القيم التقدمية للحزب، عملا بكونه مثال للتعددية الثقافية.

وفي عام 2016، أدى يوسف قسم الولاء باللغة الأردية وهو يرتدي التنورة الأسكتلندية التقليدية، في عام 2011 ، كان يرتدي الشرواني أثناء أداء اليمين.

ويتميز يوسف بأن لديه وجهات نظر ليبرالية حول مسائل الهجرة وكذلك النوع الاجتماعي.

وكان يوسف أحد مؤيدي قانون الزواج والشراكة المدني الأسكتلندي لعام 2014، الذي شرع زواج المثليين.

كما دعم مشروع قانون (إصلاح) الذي كان يستهدف المتحولين جنسيا وسبل دعم تعرفهم على أنفسهم، وهو مشروع القانون الذي تم تصنيفه على أنه “مثير للجدل” وحظرته حكومة ريشي سوناك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023