أعرب الأزهر عن إدانته واستنكاره الشديدين لما قام به إرهابيون متطرفون من الكيان الصهيوني في بلدة الخليل بفلسطين من تمزيق نسخ من المصحف الشريف وحرقها في مشهد يبرهن على الهمجية الصهيونية وإرهابها وعنصريتها البغيضة وسط صمت مرفوض من المجتمع الدولي وعدم القيام بدور جاد تجاه حرمة الشعوب.
وأكد الأزهر، أن المصحف سيظل في عليائه كتابا هاديا للإنسانية وموجهًا لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الصغار، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والكراهية والنفوس المريضة من أصحاب السجلات السوداء في القتل والإرهاب وممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من الفلسطينيين.
وأضاف الأزهر أنه يؤمن إيمانًا راسخًا بأن الله تكفل بحفظ القرآن الكريم، وأنه باق ما بَقِيَت الدنيا، وأن أعداء الإنسانية والحضارة إلى فناء وزوال.
وشدِّد الأزهر على أن هذه الجرائم الصهيونية التي تغذي مشاعر العنف والكراهية، وتضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط، لتؤكد -من جديد- على ضرورة وحدة العرب والمسلمين، ووقوفهم قوة صلبة في مواجهة العابثين بحرماتهم ومقدساتهم، وإنهم لقادرون على رد الصاع صاعين لو أرادوا، بحسب بيان اليوم.
أقدم مستوطنون إسرائيليون اليوم الاثنين على تمزيق نسخ من القرآن الكريم وإحراقها ثم ألقوا بها إلى القمامة في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية مما أثار غضبا فلسطينيا وعربيا.
وقال نضال الجعبري مدير أوقاف الخليل لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن مستوطنين “مزقوا وأحرقوا عددًا من المصاحف وألقوها في القمامة قرب مسجد قيطون عند الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة وسط الخليل”.
وأوضح أنه تم العثور على 7 نسخ من القرآن الكريم ممزقة وملقاة في القمامة وكانت إحداها محروقًة بشكل جزئي، مؤكدًا أن هذا الاعتداء يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق المسجد الابراهيمي والمنازل المحيطة به.
واستنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، ما أقدم عليه المستوطنون المتطرفون من حرق نسخ القرآن الكريم وتمزيقها.
وأكد في بيان اليوم، أن هذه التصرفات المقيتة والبغيضة، تعبر عن خطاب عنصري ضد الإسلام؛ من شأنه إثارة مشاعر الكراهية والعنف بين الناس، وتدفع إلى حالة من الفوضى والاحتقان بينهم، مطالبًا بوضع حد لمثل هذه “الاعتداءات الرعناء” التي تطال أبرز مقدسات المسلمين.
وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها هؤلاء المتطرفون من اعتداء على كتاب الله، فقد سبق وقامت باعتداءات مماثلة سابقًا، وهذا هو نهجهم في الحياة. وحذر من استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الاعتداءات المشينة تجاه الإسلام وكتاب وبيوت الله.
من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد اللطيف القانوع أن إحراق المستوطنين نسخًا من القرآن الكريم قرب مسجد في البلدة القديمة بالخليل “تصعيدًا غير مسبوق”.
وأكد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية ضرورة الرد على هذا التصرف مشيرًا إلى أن المستوطنين يسعون إلى إشعال “حرب دينية” من خلال القيام بمثل هذه التصرفات “العنصرية”.