وقالا؛ إن أمير الحرب شارك في انقلاب عام 1969 الذي قاده معمر القذافي ضد الملكية في ليبيا، وظهر لأول مرة على المسرح الدولي بعد الحرب الفاشلة في تشاد عام 1987، حيث سجن هناك وأفرج عنه عبر صفقة مع الولايات المتحدة، وأصبح فيما بعد رصيدا للسي آي إيه، وحصل على المواطنة الأمريكية.
وفي نهاية الثمانينيات، كان شخص مثل حفتر يمثل قيمة عظيمة للولايات المتحدة؛ لأن ليبيا كانت على رأس قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكانت أميركا راغبة بالحصول على معلومات استخباراتية ومنفذ إلى الدائرة المحيطة بالقذافي. لكن حفتر الذي عادة ما يرتدي الزي العسكري ويتباهى بأهميته وعلاقاته وقدرته العسكرية، لم ينتصر أبدا في معركة ولا حتى بنزاع صغير. بحسب المجلة.
وفي 2014، أعلن عن نفسه قائدا عسكريا لشرق ليبيا، وشن «معركة الكرامة» التي قدمها على أنها قتال ضد الإرهاب وتنظيم الدولة وجماعة أنصار الشريعة في درنة وسرت. ومع أن حفتر قام بغارات جوية ضد أنصار الشريعة، إلا أن هدفه الرئيسي هو ضرب القوى الثورية المقربة من الحكومة في طريقه للسيطرة على السلطة.
وفي الحقيقة، منح حفتر تنظيم الدولة المفترض أنه في حرب معه معبرا آمنا من درنة إلى سرت، وهي رحلة طولها 450 ميلا عبر الهلال النفطي الذي يسيطر عليه. ولم يتم التخلص من تنظيم الدولة في سرت إلا في عام 2016، عندما قام المقاتلون من مصراتة الذين وصفتهم آلة العلاقات العامة لحفتر بالمتشددين.
ولفتت المجلة إلى أن حفتر استعان بالسلفيين المتشددين المعروفين بالمداخلة إلى جانب المرتزقة من سوريا وتشاد، الذين كانوا يشكلون الغالبية مما أطلق عليه “الجيش الوطني الليبي”، وبعد مؤتمر الصخيرات في المغرب عام 2015 قام رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج بالتفاوض سرا مع حفتر لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وبشكل متتابع، قام المبعوث الدولي غسان سلامة بجهود حثيثة لجمع كل أطراف النزاع الليبي لكي تتوافق على تسوية وتحقيق السلام. وكان المؤتمر الوطني الليبي سيعقد في الفترة ما بين 14- 16 نيسان/إبريل 2019 في غدامس، لكن حفتر اعتقد أن غدامس سينهي فرصه السياسية بالسيطرة على كل ليبيا، والتحول إلى قذافي جديد.
وكان الداعمون الرئيسيون له هم السعودية والإمارات العربية، وأرسلتا له ملايين الدولارات والمعدات القتالية لكي يسيطر على العاصمة، وهو عمل تقوم الأمم المتحدة بالتحقيق به كخرق لحظر تصدير السلاح إلى ليبيا. وبسبب هجوم حفتر على طرابلس لم يعقد مؤتمر غدامس أبدا، بل وشرد أكثر من 200.000 ليبي، إضافة إلى مقابر جماعية في ترهونة.
وشجعت مغامرة حفتر القاتلة، روسيا، فقد رحب أمير الحرب الذي تحول إلى حليف للكرملين بمرتزقة فاجنر ليشاركوا في الدفاع عن قضيته، ولأن روسيا لم تضيع أي فرصة لتعزيز وضعها في المنطقة وقامت بالسيطرة على عدد من القواعد العسكرية الليبية.
وكان استثمار روسيا في حفتر كبيرا، وشملت على طباعة مليارات الدنانير الليبية المزيفة لدعم الجهود الحربية لحفتر، مما أدى لخلق فوضى في السياسة المالية الليبية. وصادرت مالطة في العام الماضي شحنة بمليار دينار، مما أدى لتوبيخ المجتمع الدولي لروسيا.
وتابعت المجلة: «حفتر ليس المشكلة الوحيدة في ليبيا، ولكنه العقبة الوحيدة التي تمنع بلده من التقدم للأمام. ويحصل حفتر على دعم مالي كبير، واستعان قبل فترة بمساعد الرئيس السابق بيل كلينتون، لاني ديفيز وزعيم الجمهوريين السابق في مجلس النواب بوب ليفنجستون، لتقديمه برؤية إيجابية ودعم انتخابات 24 كانون الأول/ديسمبر 2021».
ولا يستطيع حفتر المشاركة في انتخابات الرئاسة الليبية إلا بتخليه عن الجنسية الأمريكية. وقد يرشح أحد أبنائه نيابة عنه. وعينهم في مناصب عسكرية رغم خبرتهم القليلة. وقدمت عائلات ليبية دعاوى مدنية ضده في محاكم فدرالية أمريكية بتهم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، ولا يمكن تخيل أن تصادق الولايات المتحدة على أي جزء من حياته السياسية.
وفي الحقيقة، يجب على الكونجرس التفكير بعقد جلسة اجتماع بشأن الدور المدمر الذي يؤديه حفتر في السياسة الليبية، وكيف يمكن لمواطن أميركي التصرف بطريقة لا يتوقع فيها عواقب.
وفي محاولاته لأن يصبح الديكتاتور المقبل لليبيا، تعاون مع الجيش والمليشيات الروسية وارتكب في الوقت نفسه جرائم حرب، مما عرض الأمن القومي الأميركي للخطر وكذا مصالح دول الجنوب الأوروبي من أعضاء حلف الناتو. ورغم جنسيته الأميركية، فحفتر ليس صديقا حليفا للولايات المتحدة. بحسب المجلة.