كشفت مجلة جون أفريك الفرنسية، في تقرير عن كواليس وأسرار صعود محمد بن سلمان للسلطة، أن إيمان ولي العهد بنظرية الفوضى الخلاقة أثارت ذهول منافسيه وساهمت في دفعه إلى مركز القوة السعودية.
وقالت المجلة إن الحرب في اليمن والحصار على قطر، وقضية خاشقجي وسجناء فندق الريتز كارلتون في الرياض والخطط الفرعونية لمدينة مستقبلية في وسط الصحراء، هي إحدى العوامل التي ساهمت في تنامي نفوذ ابن سلمان.
وحسب عربي 21، لفتت المجلة إلى أن محمد بن سلمان أحد الأمراء السعوديين الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الشاب للمملكة الوهابية، التي يتوق قادتها تقليديا إلى حل مشاكلهم فيما بينهم ويخشون اتخاذ القرارات المفاجئة والمجازفة أكثر من أي شيء آخر.
وبينت المجلة أنه منذ توليه منصب ولي العهد في سنة 2015، أحدث ابن سلمان ضجة في صفوف العائلة المالكة السعودية بعد أن قطع مع الثقافة السياسية لبلاده، حيث يفضل خوض تجارب جديدة مع التزام الحذر.
وأوضحت المجلة أن ابن سلمان يريد التفرد بالقرار بمفرده وبسرعة ويترك تنفيذ الأمر للآخرين حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى إخفاقه، بسبب قرارات تحركها رغبته الجامحة في أن يكون متسلطا ومتسرعا بدل أن تكون مرتكزة على استراتيجية مدروسة بعناية. بغض النظر عن ذلك، يؤمن محمد بن سلمان بنظرية الفوضى الخلاقة، فقد أثارت طريقته ذهول منافسيه وساهمت في دفعه في غضون سنوات قليلة، إلى مركز القوة السعودية.
وأوضحت المجلة أنه لم يكن من المتوقع أن يتربع ابن سلمان على العرش يوما ما ويتمكن من خطف الأنظار بهذه الطريقة، مع العلم أنه ليس الابن الأكبر لوالده الملك سلمان. عندما كان حاكما للرياض، ربما لم يتخيل الملك أبدا أن أحد أبناء زوجته الثالثة سيصبح الركيزة الأكثر أمانا بالنسبة له خلال فترة شيخوخته. مهما كانت أخطاء محمد بن سلمان، فمن الواضح أنه تمكن من شق طريقه إلى قمة السلطة، رغم كل الصعاب.
وذكّرت المجلة بالكتابين اللذين نُشرا مؤخرا وسلطا الضوء على الرحلة التي مر بها ابن سلمان للاستيلاء على العرش، من فترة المراهقة التي عانى فيها من عقد نقص، إلى تلاعبه بموقع تويتر، مرورا باستبعاد خصمه الرئيسي، ابن عمه محمد بن نايف، الذي ينافسه على العرش. يحمل الكتاب الأول عنوان “الدم والنفط” من تأليف الكاتبين الأميركيين برادلي هوب وجاستن شيك، إلى جانب “كتاب صعود محمد بن سلمان إلى السلطة” لبن هوبارد.