نشر موقع «سباي توك» الأميركي المتخصص بشؤون الاستخبارات، تقريرا لـ«جوناثان برودر»، مراسل الدفاع والشؤون الخارجية، قال فيه إن خبراء وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، يعملون حاليا على تقييم خيارات الرئيس الجديد جو بايدن في التعامل مع السعودية.
واعتبر الكاتب أن التعامل مع تورط ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، يشكل المعضلة الرئيسية أمام بايدن في صياغة علاقة إدارته مع الرياض.
ونقل «برودر» عن بروس ريدل، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، لشؤون الشرق الأوسط، استبعاده خيار أن يتمكن بايدن من إقناع الملك سلمان باستبعاد نجله.
واستبعد التقرير أن تقوم واشنطن بدعم انقلاب ضد حاكم السعودية الفعلي، لافتا إلى أن تقارير أكدت تعرضه لثلاث محاولات اغتيال.
لكن التقرير خلص إلى أن الولايات المتحدة قد تحتضن أي قوة تتمكن من تحقيق انقلاب ناجح.
وفي ما يأتي نص التقرير كاملا كما ترجمته «عربي21»:
تخيلوا ما يلي: في صبيحة ذات يوم بارد في باريس، فقط بعد أسابيع قليلة من الآن. ترد مكالمة هاتفية إلى مدير محطة السي آي إيه في مكتبه في أعلى مبنى السفارة الأميركية البديع بجوار الشانزليزيه. المكالمة من رجل أعمال لبناني كان من حين لآخر مصدراً ودوداً عندما كان الرجلان شابين طموحين في بيروت قبل سنوات طويلة. كل ما يريده هو السلام وإدراك ما فات، كما يقول، وقد مرت على الصداقة بينهما سنون طويلة.
يحددان موعداً ومكاناً للقاء في مقهى راق ولكن بعيداً عن زحمة الطريق. إلا أن رجل السي آي إيه يذهب إلى الموعد وتراوده الشكوك بأن ثمة ما هو أكثر من مجرد الاجتماع على كوب من القهوة أو الشاي. يستعيدان الذكريات ويتبادلان الحديث حول أوضاع الشرق الأوسط، وقد كون صديقه اللبناني ثروة من المال.
وفعلاً يتضح بعد حين أن ثمة شيئاً. فبعد عدة لقاءات اختبر فيه كل من الرجلين بكل لطف ما لدى كل منهما من آراء، أخيراً كشف رجل الأعمال اللبناني عما لديه، ليتبين أنه إنما جاء مبعوثاً من قبل عدد من الأمراء السعوديين المعارضين الذين يريدون أن يعرفوا ماذا سيكون موقف إدارة بايدن من مخطط يستهدف الإطاحة بحاكم المملكة الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان.
لم يستغرب تماماً رجل السي آي إيه، ولكن الدهشة بدت على وجهه الذي ساده الوجوم لحين. بعد قليل طلب الفاتورة ليدفع الحساب، وقال لضيفه وهو يغادره: «سعدت برؤيتك، وإذا توفر لدي ما أقوله لك فسأعود إليك».
يقول خبراء عملوا سابقاً في المخابرات تواصل معهم موقع سباي توك إن مثل هذا السيناريو ليس مستبعداً على الإطلاق.
في تصريح لموقع سباي توك، يقول دوغلاس لندن، الذي عمل في السي آي إيه لأربعة وثلاثين عاماً قضى جزءاً كبيراً منها في الشرق الأوسط: «ذلك هو عملنا، على الأقل نستمع إلى ما يخطر ببالهم».
أما بروس ريدل، المحلل السابق في السي آي إيه لشؤون الشرق الأوسط، فيقول إن بايدن في الأغلب سيتعامل مع أي مخطط من هذا النوع بحذر شديد.
ويقول ريدل: «ربما كلف الوكالة بعقد لقاء والاستماع لما لديهم من أفكار، ولكنه بعد ذلك سيتحفظ على أي إجراء».
ما يشعر به بايدن من اشمئزاز تجاه محمد بن سلمان أمر ملموس، فقد نعته بايدن بالبلطجي بعد أن خلصت السي آي إيه إلى أن ولي العهد البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً أمر بنفسه بجريمة القتل البشعة في عام 2018 التي انتهت بتقطيع أوصال الصحفي المنفي والمقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. ما من شك في أن انتقاد محمد بن سلمان غدا الآن أسهل من ذي قبل بعد أن لم تعد الولايات المتحدة معتمدة على النفط السعودي.
كما أن عدداً كبيراً من الأمراء السعوديين يحتقرون محمد بن سلمان، وهم الذين عانوا كثيراً منذ أن بدأ قريبهم الشاب بالاستيلاء على السلطة في عام 2017. وكان محمد بن سلمان في ذلك العام بوصفه وزيراً للدفاع قد قام بتحرك غير عادي ضد منافسيه ومن توقع أن يكونوا معارضين له، حيث اعتقل المئات من الأمراء والأثرياء وكبار المسؤولين في الحكومة داخل فندق ريتز كارلتون الفاره في الرياض، في ما قال إنها حملة ضد الفساد المستشري.
خدمة الغرف
تحول الفندق بأمر من محمد بن سلمان إلى سجن كان زبانيته يعلقون داخله المعتقلين من أرجلهم ويضربونهم ويحرمونهم من النوم لأيام، وأخيراً فرضوا عليهم التخلي عما مجموعه 106 مليارات دولار من ثرواتهم، بحسب ما ورد في الأرقام السعودية الرسمية. ومات أحد المعتقلين، وهو جنرال سعودي، أثناء التحقيق.
منذ ذلك الحين، كثير من أولئك الذين اعتقلوا ونكل بهم انتهى بهم المطاف في السجن أو تحت الإقامة الجبرية، مما ولد حالة من السخط الشديد تجاه ولي العهد داخل العائلة السعودية الحاكمة، كما يقول الخبراء.
وبينما كانت أنباء الحملة التي يشنها محمد بن سلمان تنتشر، غرد الرئيس دونالد ترامب عبر «تويتر» معرباً عن دعمه قائلاً: «لدي ثقة عظيمة بالملك سلمان وبولي عهد المملكة العربية السعودية، هما يعرفان بالضبط ما الذي يفعلانه. بعض أولئك الذين يعاملونهم بقسوة ما فتئوا «يحلبون» بلدهم منذ سنين».
نفى محمد بن سلمان أنه أمر بقتل جمال خاشقجي، وهو عذر لم يشكك به ترامب على الإطلاق. إلا أن آفريل هينز، مرشحة بايدن لمنصب مدير المخابرات الوطنية تعهدت برفع غطاء السرية عن تحقيق السي آي إيه في الحادثة، مما يعني أن واشنطن قد تقوم رسمياً بتوجيه اللوم إلى محمد بن سلمان وتحميله المسؤولية عن موت خاشقجي – وهي خطوة سيكون لها ما بعدها من تداعيات قانونية ودبلوماسية.
أضف إلى ذلك استخدام محمد بن سلمان العشوائي لما تزوده به الولايات المتحدة من ذخيرة ضد المدنيين في الحرب ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران في اليمن، وما نجم عن ذلك من تعهد بايدن أثناء حملته الانتخابية بتقليص مبيعات السلاح إلى المملكة كجزء من تقييم شامل للعلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وبناء عليه يرى بعض المسؤولين السابقين في وكالة المخابرات الأمريكية أنه إذا ما اقترح أي من الأمراء المعارضين عقد لقاء مع السي آي إيه لمناقشة الانقلاب على محمد بن سلمان فإنه يتوجب على الوكالة أن تتجاوب.
أما في ما يتعلق بما قد يحدث من بعد، فتبدو الصورة بالغة التعقيد بسبب اعتبارات لوجستية وسياسية ودبلوماسية كما يقول جنرال الجيش المتقاعد جيمس كلابر، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية والذي استلم أيضاً في عهد إدارة أوباما منصب مدير المخابرات الوطنية.
قال كلابر في رسالة بالإيميل، إن ذلك سوف يعتمد على عدد من العوامل مثل أي من الأمراء لديه الاستعداد للمشاركة في ذلك المخطط، مشيراً إلى أن بعضهم أكثر نفوذاً من البعض الآخر، مضيفاً أنه سوف يتوجب على السي آي إيه أن تنظر في اعتبارات مثل ما إذا كان يمكن رسم خطة الانقلاب سراً، وأين سيكون اللقاء، ومن سيكون أفضل مبعوث للولايات المتحدة، وغير ذلك من الأسئلة.
وقال كلابر: «إذا كان المقصود هو شكل من أشكال تغيير النظام، فتلك مهمة ثقيلة جداً على السياسة الأمريكية، ولسوف يتوجب على صناع السياسة الأمريكيين بحث ذلك بعناية فائقة وبتدبر عميق للأخذ بالاعتبار مختلف الاحتمالات والخيارات المتاحة فيما لو وقع خلل ما».
فكم هي الانقلابات التي دعمتها الولايات المتحدة ولكن عواقبها كانت وخيمة. ومن ذلك محاولة ترامب الفاشلة لإسقاط نيكولاس مادورو في فنزويلا في 2019، والتي انتهت بتحصين النظام الفاسد أكثر فأكثر. ومن ذلك أيضاً دعم السي آي إيه لانقلاب نفذه جنرالات جنوب فيتنام في سايغون في 1963، والذي انتهى بالقتل ومزيد من عدم الاستقرار. وثمة أمثلة على محاولات أخرى لطالما أثقلت كاهل البلدان المعنية بأنظمة دكتاتورية جثمت على صدورها عقوداً طويلة.
يقول ريدل، الذي يعمل الآن خبيراً في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد بروكنغز في واشنطن، إن التخلص من محمد بن سلمان قد يقود إلى واحد من سبيلين. أما أحدهما فهو أن يجد بايدن وسيلة لإقناع الملك سلمان بأن سلوك محمد بن سلمان سود سمعة المملكة لدرجة أن مكانتها في العالم – والأهم من ذلك في نظر الولايات المتحدة – تضررت بشكل جسيم.
يقول ريدل إن ذلك مستبعد جداً لسبب بسيط وهو أنه من غير الوارد أن يتخذ الملك إجراء ضد نجله المفضل وخليفته المنتظر. وهو يعلم أن واشنطن ليس لديها خيار سوى أن تقبل بالتعامل معه كما هو.
وقد يرغب الأمراء المعارضون في اغتيال محمد بن سلمان سواء أيدتهم الولايات المتحدة في ذلك أم لم تؤيدهم. إلا أن مثل هذه العملية سيكون تنفيذها غاية في الصعوبة، كما يقول ريدل. فبادئ ذي بدء، يحيط ولي العهد نفسه بحرسه الامبراطوري الخاص، كما أنه لم يفتأ في الفترة الأخيرة يقضي معظم وقته في “نيوم”، تلك المدينة المستقبلية عالية التقنية، التي يشيدها بالقرب من جدة، والتي تكاد تكون خالية تماماً من الناس تقريباً.
يقول ريدل: «لا يوجد من يعيش فيها حتى الآن، ولذلك فتأمينها أمر سهل جداً».
وأضاف إنه وردت تقارير موثوقة، وإن لم يتم تأكيدها بعد، بوقوع ثلاث محاولات لاغتيال ولي العهد حتى الآن، ولكنها فشلت جميعها.
كما يشير دوغلاس لندن، وهو باحث غير مقيم في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إلى أن محمد بن سلمان يدير جهازاً لجمع المعلومات الاستخباراتية، تتغلغل أذرعه في كافة أنحاء البلاد، يقوم على الدوام برصد وتحديد الأخطار المحدقة، وخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول لندن: «ليس مضموناً مائة بالمائة، فلكي يتم تطوير مخطط ذي مصداقية، هذا يعني مشاركة عدد أكبر من الناس، وكلما زاد عدد المشاركين هذا يعني مزيداً من الاتصالات، وكلما زادت الاتصالات يصبح الأمر أكثر عرضة للكشف من قبل أجهزة الرصد السعودية».
ومضى لندن يقول: «لكي تتمكن من تصفية محمد بن سلمان تحتاج أن تضمن بيدك أجنحة داخل أجهزة الأمن في الدولة. بمعنى أنك ستحتاج لأن يكون معك أناس تناط بهم مهمة تجاهل ما يجري عندما يبدأ تنفيذ المخطط، بل وبذل كل ما في وسعهم لتوفير الغطاء اللازم للعملية. إذا كان ما نحن بصدده مخططاً منظماً تحتاج لأن تعرف كيف سيتعامل الجيش مع الأمر وكيف سيتعامل معه الحرس الوطني. ولكن لدى محمد بن سلمان الكثير من الأشخاص المكلفين بمراقبة الناس الذين معهم والذين من حولهم، وهنا يبرز السؤال: هل جواسيس محمد بن سلمان أوفياء حقاً له؟».
يقول بعض الخبراء إن الأمراء السعوديين الذين قد يخشى منهم محمد بن سلمان أكثر من غيرهم هم الذين تربطهم وشائج بالمؤسسة الأمنية في المملكة. وأحدهم هو ابن عمه الذي يكبره سناً الأمير محمد بن نايف، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية وكان مفضلاً لدى السي آي إيه لسنوات طويلة. في عام 2017 اعتقل محمد بن سلمان ابن عمه محمد بن نايف وأجبره على التخلي عن منصب ولي العهد. والأمير الآخر هو متعب بن عبدالله، الذي كان يدير الحرس الوطني السعودي قبل أن يقبض عليه محمد بن سلمان. يقول الخبراء إن هذين الاثنين قد لا يزال لديهما موالون أوفياء داخل تلك المؤسسات ممن قد يستجيبون لهما إذا ما دعوا إلى تنفيذ انقلاب.
إلا أن موظفاً سابقاً في السي آي إيه ممن عملوا لسنوات طويلة في الشرق الأوسط يشير إلى أن محمد بن سلمان يمسك بيده الآن جميع أجهزة الأمن والمخابرات في المملكة. بالإضافة إلى ذلك فإن محمد بن نايف ومتعب بن عبدالله كلاهما مازالا رهن الإقامة الجبرية وتحت المراقبة الحثيثة، مما يستحيل معه عليهما أن ينظما انقلاباً.
وقال مسؤول عمليات كبير سابق آخر في السي آي إيه طلب عدم البوح باسمه مقابل التحدث بحرية حول مثل هذه المسائل الحساسة: «عليك أن تتذكر بأن هؤلاء الأشخاص مرعوبون حتى الموت من أن يكتشف محمد بن سلمان أي خطط للإطاحة به».
يقول دوغلاس لندن ثمة عناصر أخرى داخل العائلة الملكية يشكلون مصدر قلق أكبر لمحمد بن سلمان، الذي ربما ساوره قلق أكبر حول ما قد يجول بخاطر أخيه الأكبر غير الشقيق سلطان، مستنداً إلى تقارير تفيد بأن سلطان قد لاذ بالفرار من البلد. يذكر أن سلطان تعلم في الولايات المتحدة وعمل طياراً حربياً في سلاح الجو السعودي وهو رائد فضاء سابق على متن مكوك الفضاء الأمريكي.
الرايات السود
وقال لندن إن محاول الانقلاب قد تأتي من حيث لا يحتسب أحد، مثل رجال الدين الإسلامي المحافظين جداً في المملكة والذين أغضبهم محمد بن سلمان بإصلاحاته الاجتماعية المتواضعة بما في ذلك السماح للنساء بقيادة السيارات والظهور في الأماكن العامة دون مرافقة محرم. يوجد لدى رجال الدين هؤلاء ملايين الأتباع من المؤمنين الملتزمين، والذين أصبح بعضهم أعضاء في تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
إلا أن ثمة من ينصح إدارة بايدن بعدم الاستجابة لأي طلب للاجتماع مع من قد تساورهم فكرة التخطيط لانقلاب. ومن هؤلاء إف غريغوري غوز الثالث، الخبير في الشأن السعودي ورئيس قسم العلاقات الدولية في كلية بوش للحكومة والخدمات العامة التابعة لجامعة تكساس إيه أند إم.
قال غوز في تصريح لموقع سباي توك: «نقع في مشاكل حقيقية عندما نحاول أن نلعب بالسياسة في مثل هذه الأماكن. فالخطيئة الأولى لإدارة ترامب فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية كانت التورط في السياسة الخاصة بالعائلة الملكية» عندما قام ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر خفية بتشجيع محمد بن سلمان على تنصيب نفسه خليفة لعاهل المملكة المسن الملك سلمان. كما ساند ترامب محمد بن سلمان في حملته المسلحة عام 2015 ضد اليمن، والتي دخلت الآن عامها السادس ونجم عنها واحدة من أسوأ النكبات البشرية في العالم.
كما فاقمت إدارة ترامب من الصراع في اليمن حينما صنفت الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية أجنبية، مما نجم عنه قطع الطريق على المساعدات الإنسانية. ولقد قالت الأمم المتحدة وكذلك منظمات الإغاثة الدولية إن القرار يقوض قدرتهم على توفير المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين، إضافة إلى أنه يقوض الجهود الدبلوماسية التي تبذل من أجل حل الصراع. وبالإضافة إلى الاقتتال المستمر، يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن البلاد يداهمها الآن وبشكل متزايد خطر المجاعة.
توقع دوغلاس لندن أن يصدق بايدن في تنفيذ ما تعهد به من سحب الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وهو تحرك من المتوقع أن يتضمن تقليص مبيعات السلاح إلى المملكة. ويقول إنه غير قلق من تحول محمد بن سلمان إلى روسيا أو الصين لشراء السلاح لأنه من الصعوبة بمكان دمج أنظمتهم التسليحية مع تلك التي في المملكة والمزودة بشكل رئيسي بمعدات عسكرية أمريكية.
ولكنه يقول أيضاً إنه على الرغم من تعهدات بايدن أثناء حملته الانتخابية، ينبغي عليه أن يفكر بالآثار المضاعفة التي ستترتب على تنفيذ مثل هذه التعهدات قبل أن يؤكد على موضوع حقوق الإنسان في مقاربته للعلاقة مع المملكة العربية السعودية.
ويقول: «على سبيل المثال، لو أن المحاكم الأمريكية حكمت بدفع تعويض ضخم لخطيبة جمال خاشقجي، فهل سيصادر بايدن الأموال السعودية لدفع التعويض؟» ويتساءل لندن قائلاً: «وماذا ستكون العواقب؟ وهل ستسحب السعودية كل أموالها من البنوك الأميركية؟ وهل ستتوقف عن شراء سندات الخزانة الأميركية؟ أظن أنه سيكون أكثر مرونة في هذا الأمر ضمن سياق العلاقة الأشمل».
تعمد اللامبالاة
يوافق غاوز على أن العلاقة الأميركية السعودية قد تصبح أكثر برودة في عهد إدارة بايدن، ولكنه يضيف إنه إذا ما أراد الرئيس الجديد أن ينفذ خطته بالعودة إلى اتفاق النووي مع إيران الذي أبرم في عام 2015، والتعامل مع طموحات إيران في الشرق الأوسط أو الاحتفاظ ببعض النفوذ حول الأسعار العالمية للنفط، فسوف يتوجب عليه أن يجد سبيلاً لإشراك محمد بن سلمان معه، وهذا يعني أنه سيكون مضطراً لمد يده للرجل الذي يحتقره.
وقال: «لا مفر من ذلك، فمحمد بن سلمان هو الذي بيده الآن مقاليد الأمور».
وفيما لو وصلت إلى مكتب بايدن أي مخططات لمعارضين سعوديين يريدون إسقاط محمد بن سلمان، فسوف يتوجب على الرئيس أن يقول لهم «شكراً، ولكن لا، شكراً. أنتم وحدكم ولسنا معكم في ذلك».
أما ريدل فيقول: «إذا أردت الحقيقة، فلا يوجد الكثير مما يمكننا أن نفعله للمساعدة، فيما عدا أن نقول لهم إننا سنحتضن من يتمكنون من الانقلاب عليه».