كشف جنرال إسرائيلي يدعى عاموس جلبوع رئيس الأبحاث الأسبق في شعبة الاستخبارات العسكرية أمان، أزمة الربيع العربي بعد 10 سنوات على اندلاعه، مؤكدا أن هذه الهزة التي مرت بالعالم العربي هدأت ولكنها لم تنته بعد.
وقال: “تمردت الجماهير في الميادين، وكان يخيل أنه يوشك شرق أوسط جديد؛ أنظمة سقطت، دول تفككت، حروب اشتعلت، حكام تبدلوا، نحو مليون شخص قتلوا، الملايين نزحوا من بيوتهم”، لافتا إلى أن “10 سنوات مرت، والهزة خبت، ولكنها لم تنته بعد”.
وذكر الجنرال الإسرائيلي؛ في بحث نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، أنه قبل أسبوع حلت الذكرى العاشرة لما سمي بـالربيع العربي، الذي بدأ بثورة الجماهير في تونس ضد الحاكم الطاغية، وسرعان ما انتقلت للعديد من الدول العربية.
وتساءل: “كيف يبدو الشرق الأوسط في أواخر 2020؟ وماذا حصل فيه وفي محيطه؟ وأين إسرائيل؟”، مضيفا: “ما لم يحصل؛ لم يحصل أي ربيع عربي، والآمال الكبرى التي علقتها الجماهير الثائرة في الشبكات الاجتماعية، في صعود أنظمة ديمقراطية، وانتشار الروح الليبرالية الحرة في أوساط الشعوب العربية، ونتيجة لذلك الازدهار الاقتصادي، كل ذلك تبدد أمام الواقع الوحشي”.
أما ما حصل، فعبر “نظرة من علو، يمكن أن نرى أربع صور واسعة بعضها نتاج سياقات لا ترتبط مباشرة بالهزة؛ الصورة الجغرافية – السياسية؛ فلم يعد عالما عربيا كقوة سياسية – دبلوماسية واقتصادية شديد القوة؛ لم يعد عالما عربيا من البترودولارات يفرض رعبه على العالم؛ بل يوجد عالم عربي منشق ومفكك، وأكثر فقرا، غير مستقر، عنيف وقابل للاشتعال”.
وقال جلبوع: “القوتان المؤثرتان عليه غير عربيتين؛ من الشرق إيران، كقوة مؤثرة مركزية على الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية، ومن الغرب تركيا، كقوة مؤثرة مركزية على مصر، ليبيا وعلى القاطع الشمالي من الهلال الخصيب في سوريا والعراق”، متسائلا: “هل تحل تركيا وإيران محل الجهتين المؤثرتين في الماضي وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، مع وجود جهة مؤثرة جديدة هي إسرائيل؟”.
ولفت إلى “عدة مركبات أخرى للصورة، أولا؛ جاءت النهاية للدول القومية العربية (سوريا والعراق) التي أقامتها في أعقاب الحرب العالمية بريطانيا وفرنسا بشرعية دولية، وحلت محل القومية القبلية والطائفية، ولبنان الذي هو نتاج فرنسي، كف منذ زمن عن أن يكون دولة قومية، ومصر هي عمليا الدولة القومية العربية الحقيقية الوحيدة، التي يوجد لها تاريخ دولة على النيل”.
ثانيا: “بعض الدول أصبحت عديمة القدرة على الحكم، وبعضها فقد أراضيه الإقليمية: سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، لبنان، فحرب اليمن تتواصل بتدخل سعودي وبمساعدة إيرانية، وليبيا منقسمة والحرب في داخلها تتواصل مع تدخل تركي (وأيضا إماراتي ومصري)، وفي سوريا خمدت الحرب، ولكنها تتواصل ضد الثوار في شمال غرب سوريا، وفي ذات الوقت تتناوش إيران وروسيا على السيطرة الفاعلة في سوريا، وبشار الأسد دمية تتحرك بالخيوط”.
وثالثا بحسب زعم الجنرال؛ هناك “بضع دول نجت؛ مصر، الأردن، السعودية، دول الخليج، الكويت والمغرب، وتونس هي الدولة الوحيدة التي قام فيها، بعد تقلبات عديدة، نظام ديمقراطي”، منوها إلى أن “الظاهرة المشوقة؛ أن الأنظمة التي نجت هي المؤيدة للغرب، والدول الملكية القبلية (السعودية، الأردن، الإمارات، الكويت وعُمان والبحرين كاستثناء) لم تنشب ثورات جماهيرية، فهل هذا ما سيكون في المستقبل؟ وفي المقابل، كل الدول التي كانت مؤيدة للسوفيات، عانت بشدة من الهزة، وعلى رأسها سوريا”.
وأشار إلى “ظاهرة مشوقة أخرى؛ أن الهزة تجاوزت السلطة الفلسطينية وحماس في غزة، لماذا؟ وذلك لأن الانشغال الأساس للجمهور مركز على الاحتلال الإسرائيلي والصراع ضد إسرائيل”، متسائلا: “ماذا سيكون بعد رحيل رئيس السلطة محمود عباس؟”.