نشر موقع نيوز ري الروسي تقريرا، تحدث فيه عن تشكيل سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لجبهة معارضة قوية بين أبناء عمومته، بعد أن فشلت الحملات التي شنها لتطهير المعارضين في الرياض في تحييد معارضي نظام الحكم.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته «عربي21»، إن سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، أدت لتشكيل حركة معارضة قوية في صفوف أبناء عمومته؛ حيث إن مصادر مقربة من معارضي الحكم في السعودية تؤكد أن حملات التطهير التي استهدفت المعارضين في الرياض، لم تؤد إلى تحييد مشاعر رفض نظام الحكم الحالي في صفوف عائلة آل سعود، وهو أمر من المرجح أن محمد بن سلمان نفسه يشعر به.
وأضاف أن مواقع مقربة من مصادر سعودية تحدثت عن مشاعر العداء التي تشبه أجواء الحرب، يكنها أفراد من عائلة آل سعود لولي العهد محمد بن سلمان؛ إذ إن أبناء عمومته لا يزالون يرفضون الاعتراف بشرعيته كولي للعهد. وقد أدى انسحاب ولي العهد السابق محمد بن نايف من موقعه في 2017 لتقوية هذه الحملة ضد ابن الملك سلمان.
ويشير الموقع إلى أن محمد بن نايف ولي العهد السابق تم اعتقاله في الربيع الماضي، مع مجموعة من كبار الشخصيات على غرار الأمير أحمد شقيق الملك سلمان، الذي عاد مؤخرا من منفاه.
ونقل الموقع عن موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن هذه الاعتقالات على علاقة بمخططات نقل الحكم، التي كان مزمعا تنفيذها هذا العام بين الملك المسن وولي عهده الشاب.
ويؤكد المتابعون للشأن السعودي أن قوى المعارضة داخل فروع عائلة آل سعود لا تزال موجودة، ولكن المعلومات بشأنها تبقى مجرد تخمينات. وفي الوقت الحالي فقط حملة الضغط ضد ولي العهد محمد بن سلمان في خارج السعودية، هي التي تشهد نجاحا.
هذه الحملة يقودها سعد الجبري، المساعد السابق لوزير الداخلية وأحد أذرع محمد بن نايف، وهو معروف بأنه كان المسؤول عن ملف مكافحة الإرهاب. ومنذ أيام قليلة كان الجبري قد تقدم بدعوى قضائية ضد ولي العهد في محكمة أميركية، بعض ظهور معلومات تشير إلى وجود مخطط لاغتياله في كندا.
حيث إن فرقة إعدام تابعة لمحمد بن سلمان سافرت في مهمة لاغتيال سعد الجبري، بعد أسبوعين فقط من تصفية الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. إلا أن هذه الفرقة تفطنت لها أجهزة الأمن الكندية في الوقت المناسب.
وبحسب الموقع الروسي، فإن محمد بن سلمان يتفهم حقيقة أن هنالك حركة معارضة قوية لسياساته، على الأقل في خارج المملكة. ولهذا؛ فإن بعض وسائل الإعلام أشارت مؤخرا إلى أنه ألغى لقاء تاريخيا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن، كان مبرمجا خلال الأسبوع المقبل.
ويضيف الموقع أن القيادة السعودية لا تنوي الإعلان عن تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية في الوقت الحالي، كما فعلت دولة الإمارات، إلا أن مجرد مصافحة باليد مع نتنياهو قد تمهد الطريق لإذابة الجليد في العلاقات بين الطرفين.
وقد تم إرسال فريق البروتوكولات السعودي إلى العاصمة الأميركية للقيام بحجوزات الفنادق، ولكن تم إلغاء كل شيء في آخر لحظة. وتشير بعض المصادر إلى أن كشف وسائل الإعلام لهذه الرحلة هو ما دفع ولي العهد إلى إلغائها.
وتساءل الموقع حول ما إذا كانت حملة المعارضة القوية لسياسات محمد بن سلمان يمكن أن تسفر عن نتائج، مرجحا أن هذا الأمر سيرتبط بشكل كبير بنتائج الانتخابات الأميركية المقبلة، إذ إن الأمور قد تتغير كثيرا في حال خسارة ترامب الذي يوصف بأنه محامي محمد بن سلمان، وخروجه من حلبة السياسة الأميركية.