نشرت وكالة «بلومبيرج» الأميركية تقريرا سريا أعدته الأمم المتحدة، حول المرتزقة الغربيين الذين يقاتلون في ليبيا لمساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وبحسب التقرير الذي ترجمته «عربي21»، فإن هؤلاء المرتزقة مرتبطون بشركتين في دبي، ويقاتلون الآن لمصلحة «رجل موسكو»، كما وصفته، في إشارة إلى حفتر.
وبحسب التقرير، فإن هؤلاء المرتزقة «ينتمون إلى شركة لانكستر 6 دي إم سي سي وشركة أوبس كابيتول أسيت ليمتد إف زيد إي، وكلتاهما مسجلة في المناطق الحرة في الإمارات، وسافروا إلى ليبيا في يونيو من العام الماضي.
وتم نشر فريق من المرتزقة الغربيين المرتبطين بشركتين في دبي لفترة قصيرة في ليبيا لمساعدة خليفة حفتر المدعوم من قبل روسيا في هجومه الذي كان يستهدف الاستيلاء على طرابلس، وذلك بحسب ما ورد في تقرير سري للأمم المتحدة يسلط الضوء على ما آلت إليه أوضاع الحرب التي تدور رحاها بالوكالة داخل البلد، والتي أصبحت مغنطيسا يجذب البنادق المستأجرة.
يقول التقرير إن المرتزقة كانوا ينتمون إلى شركة لانكستر 6 دي إم سي سي وشركة أوبس كابيتول أسيت ليمتد إف زيد إي، وكلتاهما مسجلة في المناطق الحرة في الإمارات العربية المتحدة، وإنهم سافروا إلى ليبيا في يونيو 2019 “ضمن عملية جيدة التمويل تنفذها شركة عسكرية خاصة” لدعم حفتر، الذي يقاتل بهدف الإطاحة بالحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.
قامت الشركتان بتمويل وإدارة عملية، الغرض منها تزويد قوات حفتر بالطائرات العمودية والطائرات المسيرة والقدرات السيبرانية، وذلك من خلال شبكة معقدة من الشركات الوهمية، وذلك بحسب ما صرح به دبلوماسيان في حديث مع بلومبيرغ حول محتوى تقرير هيئة الخبراء التابعة للأمم المتحدة تم تقديمه للجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي في شهر فبراير.
يذكر أن الفريق المكون من عشرين عنصرا بقيادة ستيف لودج، وهو من مواطني جنوب أفريقيا، وصل إلى ليبيا في أواخر يونيو 2019، ثم ما لبث سريعا أن انسحب بعد أيام قليلة من هذا البلد الشمال أفريقي على متن قاربين أبحرا نحو مالطا.
يقول محققو الأمم المتحدة في التقرير إنهم لم يتمكنوا من تحديد لماذا انسحب الفريق، إلا أنهم قالوا إن التفسيرات التي قدمها المحامون الممثلون لهم -بأنهم إنما كانوا يقدمون خدمات تتعلق بالنفط والغاز- لم تكن مقنعة.
قال الدبلوماسيان إن التقرير لم يذكر من هي الحكومة أو الوكالة التي تقف من خلف المشروع، لكن المرتزقة كانوا يدعمون حفتر الذي يتلقى الدعم من الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا – بينما تساند الحكومات الغربية الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة. ليس مطلوبا من مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراء معين بناء على التقرير، ولكن بإمكان الدول الأعضاء إحالة الأمر إلى التحقيق داخل بلدانهم.
وكان حفتر قد شن هجومه على طرابلس قبل عام، لكنه ظل منذ ذلك الحين معرقلا في أكناف العاصمة، بينما توجهت الحكومة المدعومة من قبل الأمم المتحدة إلى تركيا، وطلبت منها المساعدة العسكرية؛ حتى تتمكن من إحباط الهجوم.
كان المرتزقة الغربيون سينضمون إلى ساحة باتت مزدحمة داخل ليبيا، التي ما لبثت غارقة في العنف منذ عام 2011، عندما أفضى التمرد المدعوم من قبل حلف شمال الأطلسي إلى قتل الزعيم المخضرم معمر القذافي، ما أثار القلق في أوروبا من أن البلد قد يتحول إلى معبر للمهاجرين والمسلحين. وبينما ازداد الصراع تعقيدا، وتورطت فيه حكومات مختلفة، تم نشر الآلاف من المرتزقة الروس والسوريين والسودانيين في ليبيا للقتال إلى جانب الأطراف المتصارعة.
ولكن على النقيض من المقاتلين الذين يتلقون في العادة أجورا زهيدة، ويزودون بأسلحة متواضعة، تعهد المرتزقة الغربيون الذين يرد ذكرهم في التقرير بالقيام بعمليات بالغة التعقيد؛ بهدف منع وصول شحنات السلاح من تركيا إلى الحكومة في طرابلس باستخدام القوارب والطائرات العمودية، وذلك بحسب ما صرح به الدبلوماسيان.
ويقول التقرير إن ست طائرات عمودية عسكرية سابقة تم الحصول عليها وإرسالها إلى ليبيا من أجل المشروع فيما وصفه عدم التزام بقرار الأمم المتحدة فرض حظر على تصدير السلاح إلى ليبيا.
ويقول التقرير إن العملية تطلبت «خلية استهداف»، وهي مجموعة مسؤولة عن الطائرات المسيرة، وطائرة عمودية هجومية، ولكن لم يتسن معرفة ما إذا تم المضي قدما في تنفيذ هذه المخططات.
تذكر شركة لانكستر 6 في موقعها على الإنترنت أنها تعمل على «تخفيض العنف»، وأنها مختصة في عمليات «البحث والإنقاذ» ضمن خدمات أخرى تقدمها، بما في ذلك تقديم الخدمات الفنية في حقول النفط والاستشارات الحكومية.
ويرأس شركة أوبس كابيتول أسيت ليمتد أماندا بيري، وهي مواطنة بريطانية مقيمة في دبي.