كشفت صور الأقمار الصناعية لمشروع نيوم السعودي تعثر عمليات إنشاءات المدن الجديدة وفق المخطط الزمني الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2017، والذي وعد حينئذ بأن تجهز أول مدينة من المشروع جاهزة عام 2020.
وكشفت الصور، التي عرضتها قناة الجزيرة الفضائية، أن كل ما أنجز في مشروع “نيوم” حتى اليوم هو بناء قصور ملكية ضخمة، في حين قد تم التخطيط لبناء 12 مدبنة خلال خمس سنوات.
وتظهر الصور كذلك عدد المنازل والمباني التي ستهدم لصالح مشروع نيوم والذي سيقام على مرحلتين ويشمل ثماني قرى على ساحل البحر الأحمر.
ويمتد المشروع على ساحل البحر الأحمر بطول لا يتعدى 300 كيلومتر وعلى مساحة إجمالية تبلغ 26500 كم مربع، حيث كان من المقرر له أن يمر بمرحلتين تشملان 8 قرىً في منطقة تبوك على طول ساحل البحر الأحمر.
*الإنجاز اقتصر على القصور*
وشيدت القصور الملكية الضخمة على الطراز المغربي على مساحة كبيرة تشمل مليوني و350 ألف متر مربع، ويتوسطها قصر ضخم بمساحة 31 ألف متر مربع وفي محيطه 24 منشأة للحرس والعمال. حيث تربط بين القصورِ أنفاق تحت الأرض بالإضافة إلى 10 مهابط طائرات هليكوبتر.
وكما تظهر الصور، فقد بنيت القصور على أنقاض مبان كانت موجودة حتى نهاية 2017. ويقدر عدد المنازل المستهدفِ إزالتها وتهجير أهلها من قرية شرما بنحو 600 مبنى.
وعلى بعد 5 كيلو مترات إلى شمال القصور، تقع قرية الخريبة التي شهدت مقتل عبد الرحمن الحويطي. ويعتمد أبناء هذه القريةِ في نشاطهم الاقتصادي على الصيد.
*نيوم على أنقاض أكثر من 3 آلاف منزل*
وبحسب الصورِ الفضائية، فإن عدد المباني المتوقع هدمها داخل نطاق المشروع يقدر بنحو 700 مبنى ومنزل.
وكان السعودي عبد الرحمن الحويطي قد لقي مصرعه في أبريل الماضي، على يد السلطات الأمنية السعودية بدعوى أنه كان “مطلوبا أمنيا” لديها، على الرغم من تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو له، وهو يحذر من إقدام السلطات السعودية على عملية تهجير أبناء قبيلة الحويطات من منازلهم، في المناطق الداخلة ضمن مشروع نيوم.
وتؤكد الصور الفضائية أن المشروع يسير بخطى متعثرة عدا ما يخص القصور الملكية.
ففي قرية شرما التي تعد الأكثر تضررا حتى الآن من المشروع، بدأت أعمال بناء منتجع وفندق في مارس عام 2018 جنوبَ القرية ولم تنته عمليات التشييد حتى الآن.
أما قرية العصيلة، التي تعتمد في نشاطها الاقتصادي على الزراعة، فيبلغ عددُ المنازل المستهدف إزالتها 417 .
*تدمير للنشاط الزراعي*
إلى أقصى شمال غرب المرحلةِ الأولى من مشروع نيوم تقع قرية قيال المجاورة لقرية العصيلة وتشترك معها في النشاط الزراعي، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة فيها نحو مليون و800 ألف متر مربع. ويبلغ عدد المباني المستهدف إزالتها داخل نطاق المشروع 423 مبنى ومنزلا.
أما المرحلة الثانية، فتبدأ من أقصى شمالِ مشروعِ نيوم حيث قريتا البدع ومقنا وتنتهي بقريتي الصورة والمويلح. وجميعها تنشَـط فيها الزراعة بالإضافة إلى وجود مزارات سياحية ومواقعَ أثرية.
ويقدر عدد المنازل المستهدف إزالتُـها وتهجير سكانها من قرى المرحلة الثانية بأكثرَ من ألفي مبنى.
ويواجه المخططِ ِ الزمني المرسوم له لإنجاز المشروع تحديات كبيرة مع التراجعِ ِغير المسبوق للاحتياطي النقدي السعودي والأزمة المالية الراهنة الآخذة بالتصاعد والتي تدق ناقوس الخطر وتدعو المواطن السعودي للتقشف والاستعداد لما هو أسوأ.