نقل موقع «ميدل إيست آي» البريطاني عن مصادر طبية سعودية أن معظم سكان مكة قد يكونوا مصابين بفيروس كورونا الجديد.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته «عربي21»، فإن المصادر الطبية في السعودية، رفيعة المستوى، أكدت أن 70 في المائة من الفحوصات العشوائية في مكة لكورونا جاءت إيجابية.
وتاليا النص الكامل لتقرير الموقع كما ترجمته «عربي21»:
تظهر الفحوصات الأخيرة أن الانتشار الفعلي لفيروس كورونا داخل المملكة العربية السعودية ربما كان أعلى بكثير من التقديرات الرسمية، وذلك بحسب ما صرحت به مصادر طبية لموقع ميدل إيست آي.
ووفقا لثلاثة مصادر سعودية رفيعة المستوى، فإن ما يقرب من 70 بالمائة من سكان مكة الذين يزيدون على المليوني نسمة ربما كانوا حاملين للفيروس، وذلك بحسب فحوصات ميدانية عشوائية تم إجراؤها داخل المدينة المقدسة خلال الفترة القريبة الماضية.
وقد بينت تلك الفحوصات أن 70 بالمائة من الفحوصات العشوائية في مكة لكوفيد- 19 جاءت إيجابية. وهو ما يفسر استمرار تشديد الإجراءات المتبعة في مكة وأحيائها مقارنة ببقية المناطق.
وسجلت المملكة العربية السعودية حتى الآن 27011 حالة و184 وفاة بسبب كوفيد-19. وتعد هذه الأرقام هي الأعلى في مجلس التعاون الخليجي المكون من ست دول.
وصرح أحد هذه المصادر لموقع ميدل إيست آي، مشترطا عدم الإفصاح عن هويته، قائلا: «لربما كان التفشي الحقيقي للمرض في (باقي المملكة) ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما هو معلن عنه».
وأضاف: «تتوقع السلطات الصحية السعودية أن تكون الذروة في وقت ما من شهر يونيو».
ووفقا لأحد المصادر، فإن كل مرضى كوفيد-19 كانوا في البداية يحولون إلى المستشفيات الحكومية، إلا أن «التعليمات الآن تقضي بأن المرضى المكتشفين في المستشفيات الخاصة تتم معالجتهم فيها، لأن المستشفيات الحكومية لم تعد تتحمل».
وكانت المملكة العربية السعودية في الثاني من أبريل قد فرضت حظر تجول على كل من مكة والمدينة كجزء من الإجراءات المتخذة لاحتواء المرض.
ثم خفف حظر التجول في السادس والعشرين من أبريل بعد دخول شهر رمضان، إلا أن القيود على مكة ظلت سارية المفعول.
ومازالت المملكة منذ الخامس والعشرين من مارس في حالة إغلاق تام تشمل كل أرجاء البلاد، بما في ذلك حظر الدخول والخروج من مكة والمدينة والرياض، إضافة إلى قيود مفروضة على التنقل بين 13 منطقة.
وبالنظر إلى أن مكة تخضع إلى أشد الإغلاقات، فإنه يعتقد على نطاق واسع بأن المدينة المقدسة تشكل نقطة تفشي الوباء في المملكة. ومن المقرر أن يبدأ موسم الحج، الذي يشهد قدوم ملايين المسلمين إلى مكة من مختلف أنحاء العالم، في شهر تموز/ يوليو، ولكن من المتوقع على نطاق واسع أنه سيُلغى أو يقيد.
وبحسب ما صرح به أحد المصادر الطبية، فقد تعود المحافظات الأخرى إلى تطبيق الإغلاق التام إذا ما زاد عدد الحالات المحولة للمستشفيات بنسبة 20 بالمئة.
وقال المصدر إن مستشفى ميدانيا جديدا يحتوي على خمسمائة سرير تم إنشاؤه في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، إضافة إلى مرفقين آخرين، وذلك لمعالجة الحالات التي تتزايد أعدادها بشكل مستمر.
وتواصل موقع ميدل إيست آي مع السلطات السعودية للحصول على تعليق منها ولكن لم يصله رد حتى لحظة النشر.
عشرات الأمراء من بين المصابين
ويوم الأربعاء الماضي، قلل الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السابق في السعودية، من قيمة التقارير الإعلامية التي تقول بأن الوباء أوسع انتشاراً مما تقر به السلطات.
ورداً على تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في الثامن من أبريل، نفى الدبلوماسي السابق صحة ما قيل من أن 150 أميرا أصيبوا بالفيروس، متهما الصحيفة بنشر معلومات مضللة، وقال إن الرقم الحقيقي أقل من عشرين.
وكانت الصحيفة الأميركية قد قالت إن مستشفى الملك فيصل في الرياض، حيث يجري علاج أعضاء العائلة الملكية، يجهز 500 سرير للتعامل مع الارتفاع الحاد المرتقب في أعداد المرضى بفيروس كورونا بين أفراد عائلة آل سعود.
وقالت إن المستشفى فيه جناح خاص يعالج فيه أعضاء العائلة الملكية، وبشكل خاص الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاماً وأشقاؤه.
وأضافت صحيفة نيويورك تايمز أن أي مرضى من بين الهيئة الطبية العاملة سيتم علاجهم الآن في المستشفيات الأقل نخبوية من أجل تخصيص المستشفى لأفراد العائلة الملكية الحاكمة.
وحسبما جاء في التقرير، فإن العشرات من أفراد العائلة، بما فيهم ذلك الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أمير الرياض، تم علاجهم من الإصابة بمرض كوفيد-19.
وكان موقع ميدل إيست آي قد نشر تقريرا الشهر الماضي مفاده أن مستشفى الملك فيصل تم إغلاقه مؤقتاً بعد أن كشف الفحص عن إصابة أحد العاملين فيه بمرض كوفيد-19.
وقال الأمير تركي في مقال نشرته له صحيفة الشرق الأوسط السعودية: «الحقيقة هي أن أقل من عشرين فردا من أفراد عائلة آل سعود أصيبوا بالفيروس، ولم يتم تخصيص المستشفى لهم، بل يعالج المستشفى جميع المواطنين والمقيمين».