أعلن عبدالفتاح السيسي في أكثر من موقف دعمه الواضح والصريح للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، ضد حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وهو ما يبرره كعادته بدعوى مكافحة الإرهاب.
ورغم إعلان السيسي تأييده لحفتر ودعمه في هجومه على العاصمة الليبية طرابلس، إلا أن الدعم المادي والعسكري ظل سريا طوال الفترة الأخيرة دون الإعلان عنه، في ظل أنباء عن وجود خسائر ضخمة لا يفصح عنها النظام المصري.
حادثة مجهولة
توفي أربعة طيارين عسكريين في حادثة جوية، الأحد، إثر سقوط مروحيتهم نتيجة عطل فني أصابها في منطقة سيوة بمحافظة مطروح قرب الحدود الليبية.
ونشرت عدة حسابات لضباط في الجيش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارا عن مقتل طاقم طائرة مروحية من طراز MI-17 أثناء التدريب، فيما لم تعلن أي جهة رسمية عن الحادث وسط تعتيم إعلامي ملحوظ.
وتزامنت الحادثة مع أنباء نشرتها حسابات نشطاء ليبيين عن مقتل جنود مصريين في ليبيا مساء الأحد، وهو ما يتستر عليه الجيش كالعادة ليعلن وفاة بعض الجنود والضباط لاحقا فيما يقول إنه حدث جراء عمليات إرهابية في سيناء.
وكانت حكومة الوفاق الليبية قد حذرت جميع المرتزقة الذين يقاتلون بجوار حفتر من الاستمرار في هذا الطريق، مشيرة إلى وجود جنود مصريين وسودانيين في صفوف المسلحين التي يشاركون بالهجوم على طرابلس.
غموض في سيناء
ليست هذه المرة الأولى التي تسقط فيها مروحية عسكرية مصرية؛ فقد سبقها العديد من الحالات المماثلة، والتي كان يخرج فيها المتحدث باسم القوات المسلحة مُعلنا أنه جار تحديد سبب سقوط الطائرة، ونادرا ما كان يعلن عن أسباب سقوط تلك الطائرات.
كما تعلن القوات المسلحة بشكل متكرر عن وقوع عمليات إرهابية في سيناء يروح ضحيتها عدد من الضباط والجنود بشكل غامض، مثل العملية التي لقي حتفه خلالها العقيد «أحمد المنسي»، ونشرت أخبار عن مقتله بليبيا قبل الإعلان عن وفاته بعدة أيام.
وغالبا ما يكون رد القوات المسلحة على هذه الهجمات هو قصف لبعض المناطق في سيناء، أو تصفية بعض الأشخاص التي تصفهم بالإرهابيين، فيما تتهم منظمة رايتس ووتش قوات الجيش بتصفية محتجزين عزل وإظهار الأمر كأنه عملية تبادل إطلاق نار.
ورغم ارتقاء الجيش إلى المرتبة التاسعة العالمية في تصنيف أقوى جيوش العالم -وفق موقع غلوبال فاير باور- تساءل البعض لماذا لم تنجح القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب بسيناء، خاصة وأن الباحثين يقدرون أعداد المسلحين بالمئات فقط.
دعم خفي
رغم الخسائر التي يتعرض لها حفتر في ليبيا، إلا أن السيسي يصر على دعمه بالجنود والأسلحة بالتعاون مع الإمارات.
وصرح وزير الداخلية الليبي «فتحي باشاغا»: «إننا نطلب من مصر الجارة إعادة حساباتها بخصوص دعم حفتر، فرغم وجود جنود مصريين قُتلوا مع مليشيات حفتر بينهم ضابط، لكننا لا ندري هل هم على علاقة بالحكومة المصرية أم مجرد مرتزقة».
ويأتي هذا التصريح بعد عدة أيام من سيطرة قوات الوفاق على ترسانة أسلحة مصرية وإماراتية وكميات كبيرة من الذخيرة والعتاد العسكري، إثر هجوم مباغت ضمن عملية «عاصفة السلام» على الساحل الغربي لليبيا.
ولعل السبب الأبرز لدعم السيسي لحفتر هو سعيه لإجهاض ثورات الربيع العربي بشكل عام في المنطقة، واصطفافه في المحور السعودي الإماراتي الذي يشاركه نفس الهدف.
وعمل السيسي على دعم حفتر خلال الست سنوات الماضية، بكافة الأشكال، منها الإمداد بالسلاح، وشنّ غارات جوية على طرابلس ضد حكومة الوفاق، وإرسال الجنود والمدرعات الحربية، رغم تأكيده سابقا على عدم رغبته في التدخل بليبيا بشكل مباشر.