تكرار حوادث القطارات وقصر الفترات البينية بين الحادث والأخر جعل المواطنين يشعرون بالخوف عند ارتيادهم أي قطار، وأصبحت القطارات بوابة إلى الآخرة، وكثيرا ما تمر هذه الحوادث دون معالجة حقيقة لأسباب أزمة السكك الحديدية في مصر، لذلك حاولنا في هذا التقرير التعرف على كيفية إدارة الأزمة والوصول لحلول سريعة وحقيقية .
نحن في انتظار الحادث القادم
قال الدكتور محمد الصادق – عضو لجنة النقل بمجلس الشعب السابق، وخبير التخطيط والنقل الدولي بالأمم المتحدة- :" هذه لن تكون الحادثة الأخيرة، فنحن في انتظار الحادث القادم".
وأشار"الصادق" إلى أن ملفات الفساد في السكك الحديدية كبيرة جدا، ولابد أن يفتح لمعرفة حقيقة الوضع في هذه الهيئة التي تتعامل مع ما يقرب من 5 مليون مصري يوميا.
مواجهة الأزمة والحلول
وأضاف "صادق" أنه لمواجهة هذه الأزمة، وعدم تكرار الحوادث في المستقبل، ينبغي توفير الأمان على السكك الحديدية من خلال ميكنة التحكم في المزلقانات والخطوط وتحويل الخطوط المفردة إلى خطوط مزدوجة قطار ذهاب وقطار عودة ، مضيفا أنه على مستوى الأفراد يجب إعادة هيكلة الهيئة إداريا من خلال وجود شخصية إدارية وطنية محترمة من خارج الجهاز، وقال: " العقول القديمة لم تثبت كفاءة"، مؤكدا أن الصرف على التطوير في الماضي كان يتم على الأمور الشكلية وليس على الأساسيات من قطارات وجرارات وخطوط، ومشيرا إلى أن إقالة الوزير ليست هي الحل حيث أن هذا الملف نتاج سنوات من الإهمال والفساد.
الاهتمام بالكوادر
من جانبه شدد الدكتور محمود فخري – أستاذ إدارة الأزمات بجامعة نيويورك- على أهمية آلية الإنذار المبكر كأولى مراحل التعامل مع إدارة الأزمات وكيفية الاستعداد لما لا تتوقعه، والتأكد من أن ما نواجهه هو أزمة حقيقية يجب مواجهتها من خلال فريق متخصص في إدارة الأزمات،كما أكد أن أول خطوات إدارة الأزمات هو التعرف على حقيقة الوضع الحالي للسكك الحديدية والوصول لأهم نقاط الضعف للتغلب عليها، وإعادة صياغتها ثم التدرج في الإصلاح حتى نصل للتطوير الشامل في إدارة هذه الهيئة.
وأضاف" فخري" أنه يجب الاهتمام بالكوادر البشرية التي تدير أي مرفق يتعامل مع أرواح البشر كما رفض تحميل المسئولية لشخص بعينه حيث أن الإهمال والفساد على مر الثلاثين سنة الماضية نال من جميع المؤسسات.
السائقون مظلومون
أما وليم زكي -عضو رابطة سائقة القطارات- فيقول:" إن السائقين والعاملون في السكك الحديدية هم المظلوم الحقيقي، فكل حادث تقوم الدنيا كلها ثم لا يحدث أي تطوير"، وأكد على أنه يجب تأمين المزلقانات، وعمل أنفاق لعبور السيارات، والأفراد أو اللجوء إلى نظام البوابات الالكترونية، لان هناك سيارات وخصوصا النقل والأتوبيسات تقتحم المزلقان مما يؤدي لتكرار مثل تلك الحوداث.
