تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تقرير لها، ما يتعرض له المسلمون بالهند من قمع في وقت يتفشى فيه وباء «كورونا» بالبلاد.
ولفتت الصحيفة في تقرير ترجمته «عربي21»، إلى أن وباء كورونا في الهند، بات أداة لتغذية الكراهية الدينية، لا سيما ضد المسلمين.
وأفاد معدا التقرير جيفري جيتلمان وكاي شولتز وسوهسيني راج، بأن مجموعة من الاعتداءات ضد المسلمين وقعت في الهند بعد أن لامت وزارة الصحة الهندية بشكل متكرر حركة إسلامية بنشر فيروس كورونا.
وادعى الحزب الحاكم في البلاد أن مسلمين يستخدمون الفيروس كـ«قنابل بشرية» وتحدث عن «جهاد الكورونا»، للتحريض ضدهم.
ولفتت الصحيفة إلى زيادة في الهجمات العنصرية ضد المسلمين في الهند، وضربت مثالا بأنه تمت مهاجمة شباب مسلمين يوزعون الطعام على الفقراء بمضارب كريكيت.
وأكدت أنه تم الاعتداء على مسلمين آخرين بالضرب، وطردوا من المناطق التي يعيشون فيها ووصفوا بأنهم ينشرون الفيروس.
وفي ولاية البنجاب، رددت مكبرات الصوت من معابد السيخ، نداءات للناس بأن لا يشتروا الحليب من المزارعين المسلمين، «لأن فيه فيروس كورونا».
وانتشرت كذلك رسائل كراهية على الإنترنت. وظهرت مجموعة من الفيديوهات تبث معلومات كاذبة تدعو المسلمين لعدم لبس الكمامات وعدم ممارسة التباعد الاجتماعي، وأن لا يقلقوا بخصوص الفيروس أبدا، وذلك لغرض إصابة المسلمين بالمرض.
ولفتت إلى أنه على غرار خطاب نسب الفيروس للصينيين كما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والعنصرية التي تعرض لها بعض الصينيين في دول عدة حول العالم، فإن المسلمين يتعرضون للشيطنة في بلد عدد سكانه 1.3 مليار نسمة وفيه أغلبية هندوسية.
فمن حملة القمع في كشمير، التي تشكل منطقة ذات أكثرية مسلمة، إلى قانون الجنسية الجديد، الذي يميز بوضوح ضد المسلمين، العام الماضي، عانى المسلمون في ظل حكومة قومية هندوسية بزعامة رئيس الوزراء نارندرا مودي.
ويقدر المسؤولون الحكوميون في الهند بأن ثلث الإصابات في الهند مرتبطة بجماعة التبليغ، التي عقدت اجتماعا كبيرا للدعاة في الهند في مارس الماضي.
وقادة المسلمين يعيشون حالة خوف، حيث يرون زيادة بالهجمات ضد المسلمين، ويتذكرون ما حصل في شهر فبراير الماضي، عندما هاجمت مجموعات متطرفة هندوسية إحدى المناطق الفقيرة في دلهي، وقتلوا العشرات، في حين وقفت الشرطة متفرجة.
بل واتهم نشطاء الشرطة بأنها ساعدت المهاجمين الهندوس أحيانا ضد المسلمين. ويمنع الباعة المسلمون من دخول بعض القرى بسبب دينهم فقط.
وأوضح خالد رشيد، مدير المركز الإسلامي في الهند: «ما كان يجب على الحكومة أن تلقي اللوم على ديانة معينة في مواجهة الفيروس.. فإن ذلك يخلق فرقة كبيرة في المجتمع».
وقال: «قد يموت فيروس كورونا، ولكن سيكون من الصعب قتل فيروس التنافر الطائفي».
واستغل بعض السياسيين القوميين الهندوس الوضع للزيادة في تأجيج المشاعر ضد المسلمين، كما فعلوا في السنوات الأخيرة تحت حكم مودي.
أحرقوا مساجدهم ومنازلهم..
موجة اعتداءات طائفية ضد المسلمين في #الهند تخلف 42 قتيلا.. ما القصة؟ pic.twitter.com/5U4USkJHSI— شبكة رصد (@RassdNewsN) March 3, 2020
وقال راج ذاكري، زعيم حزب «ماهرشترا نافنيرمان سنا»، وهو حزب قومي يميني، لمصدر إخباري محلي، إنه يجب «إطلاق النار على أعضاء جماعة التبليغ»، في تهديد مباشر للقتل.
وقال راجيف بندال، أحد قيادات حزب مودي (بهاراتيا جانتا)، بأن أعضاء جماعة التبليغ يتحركون بين الشعب «مثل القنابل البشرية».
وفي قرية هاريوالي، بالقرب من دلهي، قامت مجموعة متطرفة بضرب محبوب علي، وهو شاب مسلم لأنه حضر أنشطة جماعة التبليغ، وقاموا بتصوير عملية الضرب.
ويسمع أحدهم يصرخ عليه: «قل لنا ما هي خطتك.. هل كانت نشر فيروس كورونا؟».
ولكن علي كان حينها ينزف ويهز رأسه منكرا، وهو يتعرض للضرب بأحد الحقول.
وتوقفت مؤخرا وزارة الصحة الهندية عن توجيه اللوم لجماعة التبليغ في المؤتمرات الصحفية. وقالت في بيان لها قبل أيام عدة: «بعض المجتمعات والمناطق تم وصمها بناء على تقارير كاذبة .. وهناك حاجة ضرورية لمواجهة ذلك الإجحاف والعنصرية».