يحتفى العالم باليوم العالمي للمياه 2020، تحت شعار «المياه وتغير المناخ»، ويهدف الاحتفال هذا العام إلى إبراز أهمية المياه وتأثير التغير المناخي على توافرها حول العالم.
ويرتكز الاحتفال على أهمية المياه العذبة في حفظ الحياة على الأرض، وإزكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد عن ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب في الوقت الراهن.
في ظل هذه الذكرى تمر مصر بأزمة كبيره بعد توقف مفاوضات «سد النهضة»، وتصريحات حكومية توضح أن مصر تعاني من ندرة المياه، بعجز يتجاوز 21 مليار متر مكعب سنويا، ودخلت حد الفقر المائي.
في هذا التقرير نرصد أزمة «سد النهضة» والمياه في مصر.
أزمة «سد النهضة»
تدخلت الإدارة الأميركية كوسيط بين مصر وإثيوبيا والسودان في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد بين الدول الثلاث بشأن ملف سد النهضة، واستضافت جولات مكوكية للمفاوضات أحدثت زخما كبيرا أدى إلى بلورة لمسودة اتفاق نهائي، كان من المنتظر توقعيه بحضور البنك الدولي.
الوساطة الأميركية تعثرت بعد إعلان أديس أبابا، اعتراضها على مسودة الاتفاق النهائي بشأن أزمة سد «النهضة»، وتقديم الخرطوم ملاحظات للفريق الأميركي حول المسودة، فيما وقعت مصر وحدها بالأحرف الأولى على الاتفاق.
مثّل الانسحاب الإثيوبي من المشاركة في التوقيع النهائي بعد اعتراضها على مسودة الاتفاق، ضربة قوية للمفاوضات، ما جعل الغموض يسود مستقبلها بعد ما كان من المنتظر التوقيع على الاتفاق النهائي في نهاية فبراير الماضي، بعد سنوات من المفاوضات.
وفي 29 فبراير، أعلنت الخارجية في بيان لها مشاركتها وتوقيعها على الاتفاق، مطالبةً إثيوبيا والسودان بالتزام النهج نفسه، قائلة: «تتطلع أن تحذو كل من السودان وأثيوبيا حذوها في الإعلان عن قبولهما بهذا الاتفاق والإقدام على التوقيع عليه في أقرب وقت باعتباره اتفاقاً عادلاً ومتوازناً ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث»، وشكرت أميركا على «حرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدول الثلاث.
وأعربت عن أسفها لتغيب أثيوبيا «غير المبرر» عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات.
مصر توقع وإثيوبيا ترفض..مفاوضات سد النهضة تعود لنقطة الصفر وأعمال البناء مستمرة.. هذه آخر التطورات 👇
Posted by شبكة رصد on Sunday, 1 March 2020
بعد يومين صعّدت مصر موقفها وأصدرت بيانا «شديد اللهجة» أعربت فيه عن «بالغ الاستياء والرفض» للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيين بشان جولة المفاوضات حول سد النهضة التي عقدت في واشنطن يومي 27 و28 فبراير 2020.
بعد ذلك بدأت مصر مسارًا آخر غير المفاوضات، وهو تعريف المجتمع الدولي بالأزمة وموقف دول النزاع منها.
ففي 3 مارس، أعلنت الخارجية عن اتصال هاتفي جمع بين وزير الخارجية «سامح شكري» ونظيره الأميركي «مايك بومبيو»، تباحثا فيه حول آخر التطورات، دون إعلان عن مزيد من التفاصيل.
وخلال شهر مارس تحركت الخارجية في جولات مكوكية إلى دول عربية وأوروبية، محملا برسائل من السيسي، تتعلق بملف سد النهصة، متوجها إلى الأردن والسعودية والعراق والكويت وسلطنة عُمان والبحرين والإمارات، وفي 11 مارس، بدأ جولة أوروبية تشمل كلا من بلجيكا وفرنسا.
استهلاك المياه في مصر
وحسب تصريحات حكومية فإن حصة المياه من النيل تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب، يستخدم منها 11 مليار متر مكعب في مياه الشرب، و8 مليارات متر مكعب للصناعية، و36.5 مليار متر مكعب في الزراعة والأغراض الأخرى.
تأثير أزمة المياه على مصر
بعد وصول مصر لـ 100 مليون نسمة، قال رئيس جهاز التعبئة والإحصاء إن مصر وصلت رسميا إلى حد الندرة المائية المعروف عالميا بأقل من 500 متر مكعب للفرد.
وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن مصر تواجه تحديات مائية كبيرة، لافتا إلى أن النصيب المائي السنوي للفرد سيتراجع بحلول عام 2020.
وأوضح شكري، في كلمتة أمام البرلمان العربي، أن النصيب المائي للفرد في مصر يبلغ 570 متراً مكعباً سنويا، ومن المتوقع أن يصل إلى 500 متر مكعب بعد عام 2020، وهو ما يجعل مصر في مصاف الدول التي تعاني من الفقر المائي الشديد.
وعلق عزالدين أبوستيت وزير الزراعة، بعد انخفاض نصيب الفرد من المياه، قائلا: «وصلنا بسلامة الله إلى منطقة الفقر المائي».
وزير الزراعة، علق على انخفاض نصيب الفرد من المياه في مصر لأقل من 600 متر، قائلا: «وصلنا بسلامة الله إلى منطقة الفقر المائي»ما تعليقك؟
Posted by شبكة رصد on Tuesday, 26 February 2019
ومن جهته أوضح وزير الري محمد عبد العاطي، أن مصر تحتاج إلى 114 مليار متر مكعب من المياه لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن الدولة تعاني من ندرة المياه بعجز سنوي تجاوز 21 مليار متر مكعب.
وأوضح أن الدولة تستورد 34 مليار متر مكعب سنويًا لسد الفجوة الغذائية، مشيرا إلى أنه يتم سد الفجوة المائية بإعادة استخدام المياه العادمة بما يعادل 33% من الموارد المتجددة.
وأضاف أن مصر تستورد مياه افتراضية في صورة محاصيل تبلغ 57% من الموارد المتجددة مثل القمح.
وأكد أن نسبة الاعتماد علي المياه العابرة للحدود أكثر من 97%، موضحا أن مصر من أكثر بلاد العالم جفافا إذ إنها بلد صحراء، ويتركز 95% من سكانها حول نهر النيل.
فيما قال سيد خليفة، نقيب الزراعيين إن مصر ستتعرض لأضرار بالغة عند اكتمال بناء «سد النهضة»، منها فقد 20 مليار متر مكعب من المياه و خسارة 50% من الثروة السمكية، موضحا أنهم مهددون بخسارة 4 ملايين وظيفة جراء بنا السد.
تقديرات الأمم المتحدة
وحسب تقديرات للأمم المتحدة فإن مصر ستستورد 50% من احتياجاتها من الحبوب سنويا بسبب وضع المياه، وينتج عن ذلك تصحر نحو 1.8 مليون فدان من الأراضي الزراعية الحالية، والتي تبلغ نحو 8.5 ملايين فدان،
وقالت إن مصر ستفقد 1.3 مليون فرصة عمل من العاملين بقطاع الزراعة، وزيادة أعداد الفقراء بنحو 5 ملايين فرد.
وتوقعت أن تعاني مصر من شح المياه بحلول عام 2025
حلول حكومية:
أوضح وزير الري، محمد عبد العاطي أن ملامح استراتيجية الدولة لإدارة وتنمية الموارد المائية حتى 2050، ترتكز على 4 محاور رئيسية والمعروفة باستراتيجية (4 ت).
وأوضح أن المحور الأول، يتمثل في «تنقية وتحسين نوعية المياه من خلال مشروعات المعالجة»، فيما يتمثل المحور الثاني، في «ترشيد استخدامات المياه من خلال منظومة إدارة رشيدة وإنشاء منشآت التحكم في توزيع المياه، والتوسع في نظم الري الحديث»، ويشمل المحور الثالث، «تنمية الموارد المائية»، والرابع «تهيئة البيئة الملائمة».
من جهته أوضح سيد إسماعيل، مستشار وزير الإسكان للمرافق، أن الحكومة تستهدف الحصول على 1.7 مليون متر مكعب مياه يوميا عبر عمليات التحلية بحلول 2022، مشيرًا إلى أن تكلفة عمليات التحلية تتعدى 23 مليار جنيه.
وأشار إلى أن الدولة بدأت في تنفيذ 741 ألف محطة تحلية مياه، ومن المقرر دخولها في الخدمة عام 2022.
للاستثمار وتنفيذ المشاريع القومية.. «الإنتاج الحربي» تؤسس شركة مساهمة مصرية لتصنيع محطات تحلية ومعالجة المياه، لمواجهة الفقر المائي في مصرrassd.com/471902.htm
Posted by شبكة رصد on Friday, 6 December 2019
ووسط أزمة «سد النهضة» ودخول مصر حد الفقر المائي.. تبقى التساؤلات المطروحة بشدة حول «أزمة المياه» عالقةً في أذهان الجميع: إلى أين تتجه تلك الأزمة؟ وكيف ستتعامل الحكومة معها وهي محور أساسي لحياة الدول والأفراد؟
المصادر.. وزارة الخارجية، وزارة الري، الجزيرة، BBC