تخطط أبو ظبي لوضع قائمة مختصرة نهائية لامتياز نفطي بري عملاق في وقت لا يتجاوز الشهر المقبل، متقدمة بذلك خطوة في عملية تجري متابعتها عن كثب باعتبارها علامة على ميزان القوى الجيوسياسية في منطقة الخليج.
وبحسب مسئول نفطي كبير من أبو ظبي: "بريتش بتروليوم تظل من بين المنافسين المحتملين على الصفقة، على الرغم من استبعادها المفاجئ من أولى دعوات تقديم العطاءات في الصيف".
ويتعلق الأمر بامتياز ضخم لمدة 75 عاماً، كان تاريخيا حكرا على شركات النفط الغربية الرائدة، لكن الآن قد يكون متاحاً لوافدين جدد من الاقتصادات الناشئة في آسيا وفي أماكن أخرى.
وقال عبد الناصر السويدي، المدير العام لشركة النفط الوطنية الإماراتية "أدنوك"، هذا الأسبوع: "الامتياز يشمل أكثر من 50 % من الاحتياطيات في أبوظبي وكل هذا الوقت المستغرق كان من أجل العثور على ما هو أفضل لأبو ظبي ككل".
وأبلغ السويدي صحافيين يغطون مؤتمر أديبيك العالمي للطاقة في أبو ظبي، إن العمل جار على إعداد قائمة مختصرة بالشركات قبل تقديمها إلى المجلس الأعلى للنفط للموافقة عليها. والمجلس هو صاحب القرار النهائي فيما يخص الامتياز الذي يحل موعد تجديده في (يناير) 2014. وسيكون على الشركات المدرجة في القائمة تقديم مقترحات بشأن كيفية إدارة حقول نفطية تنتج 1.4 مليون برميل يوميا.
وقال السويدي: "لقد حققنا تقدما طفيفا في سير العملية"، مضيفا أن المجلس سيقر قائمة مختصرة نهائية قبل نهاية العام الحالي، أو في بداية عام 2013. وأوضح أن هناك توصية بعدم تقسيم الامتياز إلى مربعات منفصلة، الأمر الذي اعتبره محللون وسيلة أرادت بها سلطات أبو ظبي إشراك مزيد من الشركات.
وكان كثير من العاملين في مجال صناعة النفط يأملون في أن يتم منح الامتياز أثناء مؤتمر أديبيك الذي حضره عدد من كبار العاملين في الصناعة، بمن فيهم الرئيسان التنفيذيان لشركتي بريتش بتروليوم وتوتال. لكن التقدم المحرز بشأن الصفقة كان بطيئا، وكانت الشركات تواقة للحصول على تلميحات بشأن موقفها.
وشركة بريتش بتروليوم أحد شركاء الامتياز الحالي، لكن السويدي حذفها مما وصفه في (يوليو) الماضي بأنه "قائمة كبيرة" من الشركات المدعوة إلى تقديم عطاءات لتجديد الصفقة.
بينما أكد الجانبان على تواصل المحادثات حول موقف بريتش بتروليوم، يرى مراقبون في أبو ظبي أن الشركة ضحية غضب رسمي مع المملكة المتحدة. فقد أثيرت حفيظة شخصيات في الحكومة الإماراتية بسبب انتقاد وسائل الإعلام لها في المملكة المتحدة، وكذلك بسبب فشل لندن في اتخاذ موقف أكثر تشددا ضد جماعات إسلامية تعتبرها الحكومة الإماراتية مصدر تهديد.
وزار ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، الإمارات في الأسبوع الماضي، في إطار حملة لتحسين العلاقات مع أبو ظبي ودول الخليج الأخرى.
وشدد السويدي هذا الأسبوع على أن الجميع لديه فرصة في الامتياز، ما يشير إلى أن بريتش بتروليوم قد تكون لديها فرصة.
ويواجه شركاء الامتياز الحاليون، ومن بينهم شل وإكسون موبيل وتوتال، منافسة جديدة من قبل شركات آسيوية كبيرة في البلدان المستهلكة للطاقة، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع الإمارات.