دعا الشيخ راشد الغنوشي الأحزاب الوفية للهوية وللثورة التونسية إلى التحالف مع النهضة للمضي إلى الانتخابات المقبلة في شكل تكتل كبير يقف منافسا للتكتلات الجديدة الأخرى.
وقال الغنوشي في كلمته التي ألقاها أمس الأحد أمام أنصار حركة النهضة بمدينة الجم «ولاية المهدية»: إننا مطمئنون إلى أن الشعب سيختار النهضة من جديد. داعيا في الوقت ذاته إلى تعزيز الشراكة داخل الائتلاف الحاكم واستعداد الحركة للقبول بتوسيع هذا الائتلاف بداية من اليوم وقبل الوصول إلى الانتخابات المقبلة.
وجدد الغنوشي رفضه القاطع لعودة حزب التجمع المنحل الذي قامت الثورة ضده ودعا التونسيين إلى الوقوف ضد هذه العودة المتخفّية تحت واجهة جديدة، مشددا على أنه لا مصالحة إلا بعد المحاسبة وفتح ملفات التعذيب والقتل ونهب الأموال وشراء ذمم الصحفيين والقضاة, معتبرا أنه لا يمكن مداواة الجروح إلا بعد تنظيفها.
وعرّج الغنوشي إلى حتمية إصلاح العلاقة بين المؤسسات الاقتصادية والعمال بحيث تتحول من علاقة استغلال ونزاع إلى علاقة تعاون وشراكة تتحقق فيها المصلحة لجميع الأطراف لما فيه الخير للبلاد عامة معترفا في الآن نفسه بتقاعس فئات كثيرة من العاطلين عن العمل رغم وجود مواطن شغل توفر دخلا محترما مثل جني الزيتون الذي يشهد نقصا في اليد العاملة هذه الأيام.
وتوجه الشيخ إلى الشباب المتدين بالنصح بأن لا يتعجل في تطبيق الإسلام «بضربة واحدة» وبأن يرفق بنفسه وببلاده وأن يتجنب الفتن والغلوّ في الدين معتبرا أن التشدد مناف لصريح الإسلام، داعيا إلى تجنب الوصاية على الناس وفرض الأمر الواقع عليهم بالقوة خارج إطار مؤسسات الدولة وقوانينها، وحثّهم على الدعوة بالحسنى وبالكلمة الطيبة والإقناع بالحجة.
رابط الفيديو:
