في إطار جولة شبكة " رصد " الإخبارية في مستشفيات جمهورية مصر العربية لاستقصاء أوضاعها ،كانت لرصد تلك الجولة في محافظة أسوان ومستشفى أسوان التعليمي على وجه الخصوص التي استطاعت اختراق الحواجز والصعوبات لتتعرف عن قرب على نبض المرضى والمترددين على المستشفيات ونقل مشاعرهم ومطالبهم، إضافة لتعليق الأطباء والممرضين عليه.
تكدس وعدم اهتمام
واشتكى محمد يوسف منصور-موظف أمن بإحدى فنادق أسوان- من عدم الاهتمام بالمرضى كما ينبغي أن يكون ، قائلا "الإهمال أصبح عادة ويبدو أنه مفيش فائدة بداية من النظافة وصرف العلاج وسوء المعاملة من المسئولين،مؤكدًا ان المصريين لازالوا يعيشون توابع الإهمال والفوضى التي خلفها النظام البائد في المستشفيات، متسائل" إلى متى سيستمر هذا الوضع بعد الثورة العظيمة التي نادت بالعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة لكل مواطن، ومتى ستتخذ حكومة الثورة إجراءاتها الحاسمة لإنهاء هذه المهزلة".
ويضيف رمضان عبد العليم مريض بقسم الباطنة في مستشفى أسوان التعليمي : "رائحة الأدوية والكيماويات تملأ مكان الأطباء، والممرضون يهرعون بين الحين والأخر محاولين إسعاف أحد المصابين الجدد، حتى إن وفقوا لا يجدوا مكان لتلقيه العلاج ".
وتصف زينب مدني -المريضة بقسم النساء والتوليد- مستوى الخدمات الصحية التي تقدم فى مستشفى أسوان بالمرضية إلى حد ما، ولكنها لا تصل إلى المستوى المطلوب، مشيرة إلى عدم قدرة المستشفى على استيعاب وحجز كل فبمجرد استقرار الحالة يسمح لها بمغادرة المستشفى بسبب قلة الأطباء و طاقم تمريض والعمال، حسبما اخبرها طاقم التمريض .
وتتمنى "زينب" تحسين وتطوير الخدمات الصحية من أجل راحة جميع المرضى.
سوء معاملة المرضى
بينما يقول سيد قرشي- موظف بالشباب والرياضة، واحد المترددين على مستشفى الأطباء في المستشفيات- يتعاملون مع المرضى علي طريقة " إخلص علشان أشوف غيرك " فالمعاملة سيئة ولا تليق بالبني ادمين، والأدوية لا تغني ولاتسمن من جوع وقد تشعر وأنت داخل هذه المستشفيات بأنك تحصل علي صدقه أو أحسان.
وتوجهنا للطرف الثاني لمواجهته بآراء المواطنين والتعرف على رأيه فيها.
مرتبات هزيلة ومخاطر مستمرة
تقول سحر محمد، من طاقم التمريض بمستشفى أسوان"التمريض في مصر لا يحصل إلا على القليل من حقه والمقابل المادي لا يكفي للمعيشة، لذلك يبحث الكثير منا على العمل بالمستشفيات الخاصة لما تقدمه من مقابل مادي أعلى بجانب توفير كل الإمكانيات للقيام بالعمل على أكمل وجه."
وأضافت "محمد" بأن العمل في المستشفيات الحكومية يواجه العديد من المشاكل ومن بينها غياب الأمن مؤخرا بعد الثورة وأن العاملين بالمستشفيات يتعرضون للكثير من المخاطر بسبب ذلك .
الاهتمام بالبحث العلمي وتأهيل الأطباء
وأشار الدكتور محمد عباس – طبيب بقسم الجراحة العامة بالمستشفى- إلى أن السبب الأول والأخير في تدني الأمور الصحية في مصر هو عدم سعي الدولة لتقديم ميزانية تليق بوزارة الصحة، و للإنفاق على البحث العلمي مما يجعل الأطباء يلجئوا إلى السفر للخارج والعمل هناك لاستكمال دراستهم، وامتلاك عيادات خاصة بهم كي يوفر المال المطلوب للدراسة والعلم والبحث في مجال الطب .
ويطالب الدكتور بشرى البرماوي- أخصائي أنف وإذن- بتحسين رواتب العاملين بالمجال الصحي، والعمل على تدريبهم وتأهيلهم لتقديم خدمة ممتازة للمرضى ، وتوفير الأمن داخل كل مستشفى لأن دائما ما يتعرض الطبيب للعديد من المشاكل في التعامل مع المرضى وذويهم .
نقص الأدوية و سوء التخلص من النفايات
ويكشف الدكتور علي عبد الباقي-أخصائي النساء والتوليد- عن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، " نقص الأدوية من أهم المشاكل التي تواجه الأطباء وتحتاج لحلول، فكيف نطالب أن يكون العمل على ما يرام وهناك عجز في الأدوية ونحن كأطباء نؤدي دورنا دون تقصير"، متمنية زيادة ميزانية الصحة حتى يمكن محاسبة المقصرين .
ويضيف الدكتور ماجد ذكرى، أخصائي الباطنة والقلب أن هناك خطر دائم على الأطباء والعاملين بالمستشفيات متمثل فى طرق التخلص من النفايات والمخلفات الطبية البدائية والغير آمنة ،مشيرًا إلى عدم الفصل بين النفايات مما يعرض العمال للعدوى وانتقال الأمراض .