اعتبر ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، الإثنين، أن الهجوم الذي استهدف شركة أرامكو مؤخرا «عملا حربيا»، لكنه عبر عن أمله بألا يكون الرد على إيران «عسكريا».
وقال بن سلمان في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» الذي تذيعه شبكة «سي بي إس» الأميركية: «أثبت الإيرانيون حماقتهم للعالم بالهجوم على منشأتي أرامكو».
وأضاف: «هذا الهجوم ضرب قلب إمدادات الطاقة العالمية، أكثر من قلب إمدادات الطاقة في السعودية.. لقد عطل تقريبا 5.5% من احتياجات العالم من الطاقة».
وتابع: «إذا لم يتخذ العالم إجراء قويا وحازما لردع إيران، فسنشهد مزيدا من التصعيد يهدد المصالح العالمية»، لكنه بسؤاله عما إذا كان الرد يجب أن يكون عسكريا، قال: «أتمنى لا.. الحل السياسي والسلمي أفضل بكثير من الحل العسكري».
وأردف: «المنطقة تنتج ما يمثل 30% من إمدادات الطاقة العالمية، وتشكل 20% من ممرات التجارة العالمية و4% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.. تخيلوا أن تتوقف هذه الأشياء الثلاثة!»، مضيفا أن هذا «يعني انهيارا كاملا للاقتصاد العالمي وليس فقط السعودية أو دول الشرق الأوسط».
وبشأن عدم قدرة السعودية منع هذا الهجوم رغم مليارات الدولارات التي تنفقها بلاده على مشتريات الأسلحة، قال: «السعودية تقريبا بحجم قارة، فهي أكبر من أوروبا الغربية. والتهديدات موجودة من 360 درجة، ويصعب تغطية كل تلك المساحة بشكل كامل».
وفي تعليقه على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر الماضي، أكد محمد بن سلمان أنه لم يأمر بقتله.
وقال «تلك كانت جريمة شنيعة وأنا لم آمر بها، لكنني أتحمّل كامل المسؤولية بصفتي قائدا في المملكة العربية السعودية، خاصة أن الجريمة ارتكبها أفراد يعملون لدى الحكومة السعودية.
وأشار إلى أن اغتيال خاشقجي كان خطأ، مما يتطلب اتخاذ إجراءات كي لا يتكرر هذا الأمر مستقبلا، لافتا إلى أن التحقيقات في مقتل خاشقجي لا تزال مستمرة، وأنه عندما تثبت الاتهامات ضد أي أحد فسيُجلب إلى المحكمة مهما كانت رتبته، و«لن تكون هناك استثناءات».
وفي إجابته على سؤال بخصوص اعتقال الناشطات السعوديات، قال ولي العهد السعودي إن السعودية بلد محكوم بالقوانين، وإنه بالرغم من عدم موافقته شخصيا على بعض تلك القوانين، فإنه يجب احترامها ما دامت قائمة حتى يصار إلى تعديلها.
وبشأن الإفراج عن الناشطة السعودية «لجين الهذلول»، قال محمد بن سلمان: «هذا القرار ليس مرهوناً بي، الأمر بيد النائب العام وهو مدعٍ عام مستقل»، وأشار إلى أنه سيتابع شخصيا هذه المسألة.
وأوضح أنه إذا كان ما يقال عن تعذيب «الهذلول» صحيحا فسيكون أمرا بشعا للغاية لأن الدين الإسلامي يحرم التعذيب، كما أن القوانين السعودية والضمير الإنساني يمنعان التعذيب.
وفي تعليقه على وجود حملة قمعية وسجن للنساء اللواتي يثرن قضايا التغيير في المملكة، قال ولي العهد: «هذا التصور يؤلمني، يؤلمني عندما ينظر بعض الناس إلى الصورة من زاوية ضيقة جداً، آمل أن يأتي الجميع إلى المملكة العربية السعودية ويروا الواقع، ويلتقوا النساء والمواطنين السعوديين وليحكموا بأنفسهم».