وتجلت مشاهد عدة في خضم مشاعر حج هذا العام، أبرزها أمطار هبّت بالرحمة والسلام على جموع عرفات لتواجه حرارة المشهد المقدس.
وكذلك تجمعات لشعوب من مختلف أنحاء العالم جاءت للتعارف في بقعة واحدة بمخميات عرفات، دون سابق معرفة أو إعداد، فضلا عن مسيرات للحب الإلهي، بالإضافة لمشاهير تركوا نجوميتهم بحثًا عن رحمة الله.
وهذه أبرز 10 مشاهد بحج هذا العام:
1- متطوعون وهدايا
ما إن تطأ قدم الحجاج أيٍّ من المطارات، يقابلهم متطوعون سواء للإرشاد أو بالهدايا بخلاف الابتسامات التي يستقبلون بها زوار بيت الله الحرام.
وفي مطار جدة، يستقبل المتطوعون الحجاج بتقديم هدايا؛ بينها حقيبة تشمل سبحة، وسجادة صلاة، وكتيبات عن مناسك الحج، والأدعية المفضلة، فضلا عن مساعدة كبار السن وتوجيه الحجاج.
2- أمطار الرحمة والسلام
في درجة حرارة شديدة، وقفت حشود الحجاج بصعيد عرفات، المنسك الأهم بالحج، ترجو رحمة الله ومغفرته، فحضرت أمطار نادرة، في فصل الصيف، في المشهد الإيماني الكبير، بردا وسلاما.
تروي تلك الأمطار ظمأ المرتقبين للرحمات، وهو ما جعل الناس تفرح وتغمر نفسها بآمال العفو الوشيك، في مشهد رجح أهله أنها رسالة من الله بالمغفرة.
3 – مشاهير تركوا نجوميتهم
شهدت المشاعر المقدسة نجوما بارزين ببلادهم، تركوا نجوميتهم سعيا لمغفرة الله، لهم أو لذويهم أو إفادة مجتمعهم.
الفنان الإندونيسي دودي هارلينو حنيف، كان أحدهم، وقال إنه «يعيش أجمل اللحظات وأسعدها لأنه يؤدي فريضة الحج لأول مرة في حياته».
وأوضح أنه قام بتصوير لقطات لرحلة الحج، وسيعرضها على مجتمعه تحت عنوان «مشاهداتي في المملكة العربية السعودية خلال الحج».
4- رغبة تقابلها رهبة
الرغبة في الحج، جعلت بعض المقيمين في صراع مع النفس بين تلك الرغبة الجامحة التي تسكن قلوبهم وأشواق دموعهم والخوف من ترك العمل وترحيلهم لبلادهم مع العقوبات المشددة التي وضعتها المملكة.
وهي ظاهرة سنوية لم تنقطع ولكنها قلّت هذا العام.
5- حديقة الكعبة وقطار المشاعر
برزت حول الكعبة، التي ضمت حشود الحجاج، مشاهد فيما تبدو وكأنها حديقة فيها مختلف الأزهار، حيث يقوم الحجاج وهم يرتدون زيهم الأبيض الناصع، برفع شمسيات للوقاية من أشعة الشمس بألوان مختلفة وجميلة، وهو ما يظهر من أعلى الطوابق المحيطة بالكعبة وكأنها حديقة مبهجة للناظرين.
6- عادة زمزم
لم يتخلف الحجاج عن تلك العادة المحببة للنفس سنويا للنهل من ماء بئر زمزم الموجود في صحن المطاف بالمسجد الحرام، أملا فيما يتردد دينيا في ذلك الماء من خصال طيبة لاسيما الشفاء من الأمراض.
7- مخيمات التعارف ومسيرات الحب الإلهي
في شوارع متكدسة بين الحجاج والحافلات ما أن تطأ قدمك منطقة عرفات حتى تجد مخيمات لا حصر لها كل منها تحمل اسم مطوف، وكل مطوف معه نحو ألفين أو 3 آلاف حاج.
وفي إحدى الخيم تبلغ مساحتها نحو 50 مترا تجد نفسك محاطا بجنسيات مختلفة، وهنا تتجلى آية يذكرها عادة الحجاج وهي «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا».
وفي جو مماثل، وأشبه بالمسيرات، تسير قوافل من كل دولة تضم حجاجها تلهج بتلبيات واحدة وسعي لنيل المغفرة غير عابئة بمشاغل الدنيا من أجل حب متفرد مع الله، في هذا المشهد الإيماني الكبير، الذي لا فرق فيه بين غني وفقير، عربي وأجنبي.
8 – جبل يكسوه البياض لكنه ليس ثلجًا
صباح يوم عرفات يبدأ عشرات الآلاف في التوافد على مسجد نمرة لأداء صلاة الظهر والاستماع إلى الخطبة ومن ثم التوجه إلى جبل الرحمة.
ويسير الحجاج في تجمعات بالآلاف مرددين «لبيك اللهم لبيك»، في مشهد إيماني وجو روحاني يسعد القلوب.
وكذلك يتسابق الحجاج للذهاب إلى جبل الرحمة، والصعود عليه لمناجاة الله، والتضرع بالدعاء حتى يكتسي باللون الأبيض، ولا يكون فيه موطأ قدم، فيما يقبع مئات الآلاف في صعيد الجبل من كبار السن أو من منعتهم الشرطة من الصعود خشية التكدس وسقوط أي منهم.
9 – دعوات الحرم
حفل حج هذا العام، بعادة سنوية للحجاج لاسيما المصريين، حيث ضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور لوريقات تحمل أدعية تم تصويرها أمام الكعبة المشرفة، وداخل كل ورقة اسم شخص ودعاء له.
10- توسعات الخير والمكان
من أبرز المشاهد، في المشاعر المقدسة، التوسع في الأعمال الخير، حيث بدت مشاهد العطاء والخير حاضرة، لاسيما في توزيع عبوات المياه والأطعمة وغيرها مما يريح الحجاج ويخفف عنهم.
وكذلك التوسعة في المكان، حيث بدت توسعة رمي الجمرات أكثر تيسيرا على الحجاج، وتعد منشأة الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر منى، وتتكون من خمسة طوابق ارتفاع كل منها 12 متراً، وتضم كل الخدمات.