قالت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها إن انتهاكات الصين للمسلمين في إقليم تشنجيانج، تعني إما الوقوف مع المضطهدين والحديث بصراحة، أو السكوت عليها والقيام بدور المتواطئ معها.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها «عربي21»، إلى أن هناك مليون مسلم إيجوري ومن الأقليات الأخرى احتجزتهم الصين في معسكرات جماعية، لكنها استطاعت إسكات الذين توقعت أن يوجهوا انتقادات لها.
وتتساءل الصحيفة قائلة: “ما الذي يدفع الناس للحديث بصراحة؟ إن أعدادا كبيرة من المسلمين الإيجور الذين يعيشون في الخارج يحاولون الحصول على أخبار من إخوانهم وآبائهم وأطفالهم في منطقة تشنجيانج، وطغى اليأس عليهم من تعرض من يحبون للانتقام، ومع أن الرهانات على الدول قليلة، إلا أن النقد للانتهاكات بدأ وببطء يجمع زخما”.
وتلفت الافتتاحية إلى أنه في الأسبوع الماضي وقعت 22 دولة، بينها بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان، رسالة إلى مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، شجبوا فيها معاملة الصين للإيجور وبقية الأقليات، مشيرة إلى أن “هذا هو البداية على الأقل”.
وتفيد الصحيفة بأن “الصين، التي أنكرت في البداية وجود المعسكرات، تصورها على أنها (مراكز تدريب مهني) لمنح الإيغور فرصا اقتصادية، ومواجهة الإرهاب أيضا، مع أنه لا يعرف السبب الذي يجعل أساتذة الجامعة بحاجة لمهارات يدوية، ولماذا تحاط هذه (المراكز) بأسلاك شائكة؟”.
وتنوه الافتتاحية إلى أن “المحتجزين عبروا عن امتنانهم للسلطات التي أنقذتهم من التطرف، في زيارات نظمتها السلطة الصينية للصحافيين، لكن في خارج الصين يتحدث المعتقلون السابقون عن عملية تثقيف سياسي وانتهاكات تصل في بعض الأحيان إلى حد التعذيب، ويقدمون تفاصيل عن أسباب اعتقالهم، مثل اتصالهم مع أقاربهم في الخارج”.
وتعتقد الصحيفة أن “اعتقال واحد من كل عشرة إيجوريين هو سيئ بحد ذاته، لكنه جزء بسيط مما يجري في الإقليم، فمن يعيشون شكليا أحرارا يعيشون تحت نظام رقابة دائمة، وزادت عمليات إنشاء رياض الأطفال التي يتم فيها وضع الصغار الذين سجن آباؤهم، ويتم فيها تعليمهم مبادئ الحزب الشيوعي على يد الموالين للحزب، ودمرت المساجد والمناطق المقدسة الأخرى، وتتعامل دعاية الحزب مع أي تعبير عن الثقافة الإيجورية، الملابس والغناء والرقص، على أنه محل للشك وخطير، وما يجري هو محو للهوية الإيجورية”.
وتستدرك الافتتاحية بأن “الصين استطاعت مواجهة الرسالة بأخرى وقعت عليها 37 دولة، بينها دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي تزعم أنها تدعم الأقليات المسلمة لتحافظ على هويتها وثقافتها وهويتها الدينية، وحصلت الصين على مصادقة من سوريا والسعودية وميانمار وكوريا الشمالية، فيما وقعت دول أخرى للحفاظ على مصالحها الاقتصادية”.
وتقول الصحيفة إن “هذه الدول ليست وحيدة، فالولايات المتحدة تحدثت مرات بقوة حول تشنجيانج، إلا أن اهتمامها بسجل حقوق الإنسان في الصين مرتبط بأمور سياسية أخرى، وفي الوقت ذاته، فربما أثار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذه القضية مع الرئيس شي جينبنغ، إلا أنه لم يقل الكثير، وأقل ما كان يمكن عمله هو الضغط من أجل حصول مسؤولة حقوق الإنسان ميشيل باشليت على منفذ دون قيود للتعرف على ظروف المعتقلين”.
وتختم «الجارديان» افتتاحيتها بالقول إنه “دون ضغط مستمر على الصين فلن تستمر انتهاكات حقوق الإنسان فقط، بل ستزداد شدة، ومضى وقت الشجب منذ وقت طويل، وعلى الدول الصراخ حول هذا الموضوع من سطوح البيوت وليس من داخلها”