منذ انقلاب يوليو 2013، ومع سيطرة المجلس العسكري على إدارة البلاد، ثم وصول السيسي بعدها إلى سدة الحكم، ويتعرض المعارضون داخل البلاد إلى الملاحقات الأمنية والمطاردات المستمرة بشتى أنواعها، وإلى الاعتقال بدايةً من الإخفاء التعسفي ومرورًا بالاحتجاز في مقرات غير آدمية، وانتهاكات مثل التعذيب والمنع من الزيارة والحرمان من التريض والعلاج، مما أودى بحياة الكثيرين داخل المعتقلات، بحسب تقارير حقوقية.
لم تكتفِ السلطات بهذا، وإنما بدأت في ملاحقة معارضيها الفارين إلى الخارج، عن طريق التنسيق الأمني مع بعض الدول التي تتعاون مع الملف الأمني في مصر، أو عن طريق إبلاغات، لا أساس لها، حسب وصف المتهمين، ترسل إلى الشرطة الدولية «إنتربول».
وبالفعل واجه العديد من معارضي المهجر خطر الترحيل، لكن كان يزول بعد ساعاتٍ من التواصل مع الجهات الحقوقية المختصة، وينتهي الأمر مع ضمانات.
فما كان من السلطات إلا أن سعت أكثر في هذا الملف، لنجد محاولات الجمعيات الحقوقية لإنقاذ المههدين بالترحيل لا تجدي، ولا تكتفي سلطات البلاد المقيمين فيها بضبطهم في المطار أو رفض استقبالهم أو مطالبتهم بتقنين أوضاعهم، وإنما يلقون القبض عليهم ويرحلونهم مباشرة إلى مصر، بما فيها من مخالفات جسيمة للأعراف الدولية.
وفيما يلي تقرير مفصل بالأرقام، من إعداد «عربي21»:
– 19 آب/ أغسطس 2013: الكويت تقوم بترحيل تسعة من المصريين بأسرهم، بعدما شاركوا في مظاهرات نظمها ناشطون كويتيون أمام القنصلية المصرية والسفارة الأمريكية في الكويت، احتجاجا على مجزرة فض رابعة.
– 29 آذار/ مارس 2014: تسلمت السلطات المصرية من نظيرتها الكويتية محمد القابوطي، أحد قيادات جماعة الإخوان في محافظة بورسعيد، كونه متهما على ذمة قضية “تحريض على عنف واقتحام قسم شرطة”.
– 8 نيسان/ أبريل 2014: السلطات اللبنانية قامت بترحيل شخصين هما؛ المحامي مختار العشري والإعلامي مسعد البربري المنتميان لجماعة الإخوان المصرية، إلى بلادهما وفقا لاتفاقيات أمنية بين البلدين.
– 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2015: قامت الكويت بتسليم الشاب عمر عبدالرحمن أحمد مبروك للنظام المصري، وظل مختفيا قسريا لمده عام تعرض خلاله للتعذيب وسوء المعاملة.
– 5 آذار/ مارس 2016: السلطات السعودية سلمت القاهرة أحد الأعضاء بجماعة الإخوان، شريف عاصم نعيم البسيوني، بناء على طلب إنتربول القاهرة، لتنفيذ حكم قضائي بالسجن لمدة 3 سنوات.
– آب/ أغسطس 2017: قامت الكويت بتسليم شخصين قالت إنهما ينتميان للإخوان، وهما أحمد عبد الموجود خضيرى محمد، وعلي حمودة حسن عبد العال، المحكوم عليهما في إحدى القضايا، وتم تسليمهما إلى مصر.
– 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017: الإمارات تُرحّل بالقوة مصعب بن عبد العزيز نجل مستشار الرئيس الراحل محمد مرسي إلى مصر، وذلك بعد سجنه ثلاث سنوات بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
– أيار/ مايو 2018: السلطات السودانية تُسلّم النظام المصري الشاب المعارض باسم محمد إبراهيم جاد.
– 3 حزيران/ يونيو 2018: السلطات الإسبانية تُرحّل المواطن المصري علاء محمد سعيد محمد إلى مصر، بعد احتجازه لمدة شهر ونصف داخل سجن الترحيلات الخاص بالمهاجرين غير الشرعيين في العاصمة مدريد.
– 25 أيلول/سبتمبر 2018: السعودية تُرحّل 3 شباب معارضين، وهم: مصطفى حيدر، وبلال القناوي، وعمر عبد الفتاح، وتسلمهم للسلطات المصرية.
– 3 تموز/يوليو 2018: ألمانيا تُرحّل المواطن سيد عجمي وتسلمه للسلطات المصرية.
– 4 شباط/ فبراير 2019: تركيا تُرحّل الشاب المصري محمد عبد الحفيظ حسين، المحكُوم عليه بالإعدام إلى بلاده.
– 5 آذار/ مارس 2019: السلطات الماليزية تُرحّل 4 شباب مصريين معارضين صادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.
– 10 نيسان/ أبريل 2019: قامت السلطات في البحرين بترحل القيادي بجماعة الإخوان علي عبد الرحمن الأستاذ بكلية الطب جامعة سوهاج، إلى مصر بزعم أنه مطلوب في قضايا تتعلق بالتحريض على العنف والتظاهر والانتماء لجماعة محظورة.
– 6 حزيران/ يونيو 2019: شرطة إمارة الشارقة بالإمارات ألقت القبض على مصري يدعى أيمن شوشة، وقامت بترحيله لمصر بحجة إشادته بهجوم إرهابي وقع في سيناء.
– 13 تموز/ يوليو 2019: الكويت تُرحّل 8 شباب معارضين إلى مصر، بزعم تشكيلهم “خلية إرهابية” تابعة لجماعة الإخوان في مصر.