قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع بشكل مفاجئ عن تنفيذ ضربات عسكرية لإيران، الجمعة، ردا على إسقاط طائرة استطلاع مسيرة قيمتها 130 مليون دولار، وذلك بعد موافقته على توجيه ضربات لها.
وحسبما نقلت الصحيفة عن عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الذين شاركوا في المداولات أو اطلعوا عليها، فإن ترامب وافق في البداية على ضرب بضعة أهداف، كأجهزة رادار وبطاريات صواريخ، مضيفة، أنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر اليوم الجمعة؛ لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.
وحتى الساعة 7 من مساء الخميس، كان المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون يتوقعون توجيه الضربة، وذلك بعد مناقشات مكثفة في البيت الأبيض بين كبار مسؤولي الأمن القومي والرئيس وزعماء الكونجرس.
كان كبار المسؤولين، كوزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ومديرة الـ«سي آي إيه» جينا هاسبل، من المؤيدين لرد عسكري.
لكن كبار المسؤولين في البنتاجون، حذروا من أن ضربة كهذه قد تؤدي إلى تصعيد كبير، يحمل تداعيات خطرة على القوات الأميركية في المنطقة.
وحسب الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة، فإن السفن كانت في مواقعها والطائرات كانت محلقة، لكن لم يتم إطلاق أي صواريخ عندما صدر أمر بالمغادرة.
وأشارت «تايمز» إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان شن الهجمات لا يزال أمرا محتملا، أم أن ترامب قد غير رأيه ببساطة بشأن الضربات أو أن الإدارة قد غيرت المسار بسبب اللوجستيات أو الاستراتيجية.
يذكر أن ترامب اتخذت قرارات عسكرية سابقة ضد أهداف في الشرق الأوسط، منها ضرب أهدافا في سوريا مرتين في 2017 و2018.
كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، قال عبر تغريدة له على «تويتر»، إن إيران «ارتكبت خطأ فادحًا»، بإسقاطها الطائرة المسيرة فوق مياه الخليج.
Iran made a very big mistake!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 20, 2019
وفي وقت سابق الخميس، قالت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، في بيان، إنها أسقطت طائرة مسيرة من طراز «غلوبال هوك»، تابعة للقوات الجوية الأميركية، تحلق فوق ساحل مدينة كوه مبارك، بولاية هرمزغان، المطلة على خليج عمان.
غير أن الجيش الأميركي نفى ما أعلنته طهران، وقال إنّ الطائرة التي تم إسقاطها بصاروخ إيراني «كانت تحلق في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز، وأنه لا وجود لأي طائرات مسيرة أمريكية تعمل في المجال الجوي الإيراني».
وعقب ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية، إن إسقاط إيران طائرة مسيرة تابعة لها فوق مضيق هرمز، «عمل استفزازي غير مبرر على أحد أجهزة المراقبة الأميركية في المجال الجوي الدولي».
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا من قبل الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة وإيران من جهة أخرى جراء تخلي طهران عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي (المبرم في 2015) إثر انسحاب واشنطن منه، وكذلك اتهام سعودي لها باستهداف منشآت نفطية عبر جماعة الحوثي اليمنية.
أميركا توجه أصابع الاتهام لإيران والأخيرة تشكو مؤامرة من "فريق بي"..هل تتسبب هجمات خليج عمان في حرب إقليمية؟
Publiée par شبكة رصد sur Vendredi 14 juin 2019
وتزايد التوتر، مؤخرا، بعدما أعلن البنتاجون إرسال حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن»، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.