نموذج محاكاة الحج..ظاهرة انتشرت في المدارس هذا العام خلال موسم الحج ، حيث وجد أولياء الأمور أبنائهم يرددون التلبيات ويحكون لهم عن مغامرتهم في رجم الشيطان والطواف حول الكعبة، وهو ما يعد تجربة جديدة على التعليم المصري ،الذي يعتمد على الحفظ والتلقين، فماذا يعنى نموذج محاكاة الحج، وما تأثيره على الأطفال وأولياء الأمور.
تطبيق عملي للحج
يقول أحمد عبد المتجلي- موجه بالمنطقة التعليمية بالقليوبية-: إن المدارس اهتمت بالجانب العملي، والتطبيقي لتعليم الطلاب بدلًا من الاعتماد على الحفظ والتلقين،واستغلت المساحات الواسعة في الأفنية المدرسية، وأقامت نماذج للكعبة المشرفة ومقام إبراهيم عليه السلام، والحجر الأسود، والصفا والمروة، وجبل عرفات، وصلاة العيد، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، وأدى طلبة وطالبات المدارس الفريضة محرمين ملبين لله.
ويتفق معه محمد متولي -مدرس لغة عربية بأحد المدارس الحكومية- قائلًا" تطبيق النموذج المصغر للحج في المدارس كان الهدف منه تعليم الأطفال شعائر الحج بطريقة عملية حيث يقومون بالطواف، والصعود على جبل عرفات، ورمى الجمرات من خلال نماذج مصغرة لهذه الشعائر وكل ذلك مصحوبا بالكبير والتهليل والتلبية مما يزيد من فهم الطلاب الصغار لهذه الشعيرة التي هي من فرائض الإسلام".
مطبقة من العام الماضي
وتشير منى سمير -مدرسة تربية دينية في احد المدارس الابتدائية- إلى أن هذه الفكرة تم تطبيقها في العام الماضي، وحققت نجاحا وقبولا سواء من أولياء الأمور أو من الطلاب، لذلك أعادوا تنفيذها هذا العام وأضافوا إليها مجموعة من التعديلات مثل تكبير تجسيمات الشعائر، وجعل بعض الطلاب يرتدون ملابس الحج (الإحرام).
تعميم الفكرة
واعترض عبد الحفيظ طايل- مدير المركز المصري للحق في التعليم- على أن يكون تطبيق نماذج المحاكاة، والتعليم التطبيقي على الطقوس الدينية فقط، فهناك داخل المدرسة الواحدة ديانات مختلفة ويجب التركيز على إنشاء المعامل ومجلات الحائط حتى نقدم لمصر أجيالا فاعلة ومشاركة في صناعة المستقبل .
استحسان أولياء الأمور
وعلى الجانب الآخر، استحسن أولياء الأمور نماذج محاكاة الحج في المدارس، ووجود فيها فرصة لتعليم أبنائهم الشعائر الخاصة بالحج بشكل عملي بعيدا عن الفصول والكلام النظري التي لا يمكن من خلالها فهم الفريضة.
تقول هبة عبد السميع -أم لولد وبنت في أحد المدارس الخاصة بالهرم – أنها فوجئت بابنها الأصغر وهو يردد تلبيات الحج عند عودته من المدرسة أول شهر ذي الحجة، معلمها بأنه أدى فريضة الحج ،وسألته كيف ذلك فأجابها أن المدرسة نظمت لهم شكل مصغر للكعبة وطافوا حوله مرديين تلبيات وتكبيرات الحج .
وأشارت "عبد السميع" إلى أنها كانت سعيدة جدا بهذه التجربة حيث انها تعتبر تطورا في التعليم العملي وليس التلقينى الذي يعتمد على الحفظ .
وشاركها فى الرأى محمد عبد المنعم – والد لابنتين في أحد المدارس في منطقة المرج – الذي أكد سعادته بابنته وهن يلعبن بالبيت ويرددن تلبيات الحجاج بعد بتنفيذها بالمدرسة ،مما يدل على معرفتهم بشعائر الحج وهم فى هذا السن الصغير.
وأضاف "عبد المنعم" أن المدرسة سجلت هذه التجربة بالفيديو وأرسلت نسخة منها مع كل طالب ليتعلم من خلالها شعائر الحج المختلفة هو وأسرته .
http://www.youtube.com/watch?v=pAlKz30iZps&feature=youtu.be