في إطار اهتمام الشباب بالدستور القادم للبلاد نظمت شبكة عين الشباب ندوة بعنوان الدستور والشباب وناقشت دور الشباب في صناعة دستور جديد للبلاد من خلال المشاركة في الحوار المجتمعي ومنافشة أهم المواد الاعتراضية في المسودة الأولية المطروحة للحوار المجتمعي.

تحدث محمد فؤاد جاد، المستشار القانوني للرئيس، وأكد أنه لا خوف من هيمنة تيار بعينه على الدستور؛ حيث إن الدستور عبارة عن مجموعة من المواد التي يشترك جميع أعضاء الجمعية التأسيسية في مناقشتها وصياغتها ولا توجد مادة واحدة انفرد بها تيار أو فصيل معين.

الدستور أعاد ترسيم الدولة

وفي رده على الاعتراضات على صلاحيات الرئيس في مسودة  الدستور الجديد ووصفها من بعض القوى السياسية بأنها تكرس لدولة سلطوية جديدة؛ أكد جاد أن الدستور الجديد وزع السلطات بين البرلمان والرئيس ورئيس الحكومة وأعاد ترسيم نظام الدولة ليكون نظام موزع السلطات وأشار أنه على كل مؤسسة انتزاع صلاحياتها في ظل الجمهورية الجديدة.

انتزاع السلطات

وعن مطالبة النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة باعتبارها هيئات قضائية مستقلة؛ قال إنه لا توجد إشكالية من وجود مادة في الدستور تنص على ذلك وتحدد صلاحيات هذه الهيئات، وأضاف أنه إذا حدد القانون صلاحياتهم من الاختصاصات أو الدمج أو الإنشاء من الممكن أن يكون هذا أفضل.  

الدستور ليس النهاية

وعلى الجانب الآخر؛ يرى الشاعر عبد الرحمن يوسف أنه ليس متخصصًا في القانون ولا يعرف كيف يفند مواد الدستور إلا أنه كمواطن مصري يطالب الجمعية التأسيسية بخروج الدستور بنسبة توافق مقبولة بعيدًا عن نسبة 57% وتمنى أن يوافق الشعب على الدستور بنسبة معقولة أيضًا حتى ننتهي من المرحلة الانتقالية.

الشباب خارج الصراع

وأضاف أنه على الشباب الخروج من هذا الصراع حول الدستور لأن من يوهمهم أن الدستور هو نهاية المطاف واهم وغير فاهم للحقيقة القائمة منذ الثورة؛ حتى الآن وهو أن كل ما حدث منذ استفتاء 19 مارس ما هو إلا امتداد لصراع العسكر والإخوان والشباب الذين قاموا بالثورة- على حد وصفه- ليس لهم أي ذنب في هذا الصراع، وقال إن الشباب قادرين على صناعة مصر التي حلموا بها بعيدًا عن هذه الصراعات.

الخروج عن التقليدية

وأشار نادر بكار، المتحدث الرسمي لحزب النور، أن المرحلة الانتقالية تحتاج إلى إرادة التغيير ولكن يجب أن يتلازم مع هذه الإرادة عوامل النجاح ومساندة جميع القوى لإنجاح مشروع إعادة بناء مصر،وفيما يخص لجنة المقترحات في الجمعية التأسيسية والتي هو عضو فيها قال إن اللجنة تذهب بالمسودة لجميع محافظات مصر لإحداث حالة من الحوار المجتمعي حولها أكد بكار أنه يعترف أن المدة ليست بالكافية ولكنهم يسعون بكل الطرق لإحداث حالة من الحوار حول المسودة واقترح أن تستخدم اللوحات الإعلانية المضيئة في الشارع من خلال رسومات الجرافيك لتعريف البسطاء بالدستور وهذا خروجا عن الوسائل الإعلامية التقليدية وللتغلب على نسبة  الأمية العالية في مصر. 

الخروج من حالة الاستقطاب

أما عبد الرحمن عز، الناشط السياسي، فأشار إلى أنه لم يقرأ المسودة بشكل مفصل إلى الآن وقال هذا تقصير منى اعترف به وأكد أنه سمع من الباحثين وبعض الأصدقاء أن هناك بعض المواد عليها اعتراضات مثل المادة التي تحدد صلاحيات مجلس الدفاع الوطني التي تعيد للأذهان حكم العسكر وأكد أن الشباب لن يجعلوا هذه المادة تمر ولو على  جثثهم- على حد قوله-.

واستطرد أنه لابد من إنهاء الجدل حول المادة الثانية بحيث تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع حتى لا ندخل في جدل التفسيرات من أي جهة أيًّا كانت، وقال إنه على الشباب الخروج من حالة الاستقطاب الحادة التي تجرهم إليها  بعض النخب السياسية غير الوطنية، بعيدًا عن أيديولوجية أي فصيل معين بحيث يكون المصلحة العليا للوطن قبل كل شيء.