جدد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، السبت، رغبته في استئناف التفاوض مع «قوى إعلان الحرية والتغيير»، فيما قدمت الأخيرة حزمة شروط إلى رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي.
ووجه المجلس العسكري الشكر لـ«آبي أحمد» لجهوده في «تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية».
جاء ذلك في بيان للمجلس في ختام زيارة أجراها آبي أحمد للعاصمة الخرطوم، للوساطة بين المجلس وقوى التغيير، التي تقود الحراك الاحتجاجي في السودان، حسب الوكالة السودانية الرسمية للأنباء.
وأعرب المجلس عن «الانفتاح والحرص على التفاوض للوصول إلى تفاهمات مرضية تقود إلى تحقيق التوافق الوطني، والعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان».
وشدد على ضرورة «التأسيس للتحول الديمقراطي، الذي هو هدف التغيير والتداول السلمي للسلطة في البلاد».
وهذا هو ثاني إعلان من المجلس، خلال أقل من 24 ساعة، عن حرصه على التفاوض، في ظل رفض قوى التغيير الاجتماع معه؛ منذ أن فضت قوات الأمن الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، في الخرطوم الإثنين الماضي.
إطلاق رصاص حي واعتداء على المعتصمين بالضرب هذه أبرز مشاهد محاولة فض #اعتصام_القيادة_العامة بالسودان
Publiée par شبكة رصد sur Lundi 3 juin 2019
وأفادت قوى التغيير بسقوط 113 قتيلا في عملية الفض، بينما تقدر السلطات عدد القتلى بـ61.
وقالت قوى التغيير، في بيان، إنها تقبل بالوساطة الإثيوبية شريطة أن يعترف المجلس العسكري بارتكاب جريمة فض الاعتصام.
وأضافت أن شروطا قدمتها إلى آبي أحمد تتضمن أيضا: تشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث ملابسات فض الاعتصام، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وكل المحكومين على خلفية معارضة النظام السابق.
كما تشترط: إتاحة الحريات العامة وحرية الإعلام، وسحب المظاهر العسكرية من الشوارع، ورفع الحظر عن خدمة الإنترنت.
6- رفع الحظر عن خدمة الإنترنت والذي يستخدمه المجلس العسكري الانقلابي للتغطية والتعتيم على الجرائم، والترويع والإرهاب الذى مارسته ميليشيات جهاز أمنه وكتائب ظله وجنجويده في شوارع مدن وقرى السودان.
— تجمع المهنيين السودانيين (@AssociationSd) June 7, 2019
ويقول المجلس العسكري إنه لم يستهدف فض الاعتصام، وإنما استهدف «بؤرة إجرامية» بجوار مقر الاعتصام، قبل أن تتطور الأحداث ويسقط قتلى من المعتصمين.
ووصل آبي أحمد إلى الخرطوم، الجمعة، في زيارة استغرقت يوما واحدا، أجرى خلاله لقاءين مع المجلس العسكري ووفد من قوى التغيير.
وجاءت زيارة آبي أحمد بعد يوم من تعليق الاتحاد الأفريقي، ومقره إثيوبيا، عضوية السودان في المنظمة القارية.
ماذا يعني تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، ولماذا ذهب رئيس الوزراء الإثيوبي إلى هناك؟
Publiée par شبكة رصد sur Vendredi 7 juin 2019
وقبل فض الاعتصام، أخفق المجلس العسكري وقوى التغيير في بلوغ اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة المقترحة خلال المرحلة الانتقالية.
وتتهم قوى التغيير المجلس بالرغبة في الهيمنة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، بينما يتهم المجلس قوى التغيير برفض وجود شركاء حقيقيين لها.
وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في 6 أبريل الجاري، للضغط من أجل رحيل عمر البشير، ثم استمر للضغط على المجلس العسكري، لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي، كما حدث في دول عربية أخرى، بحسب المحتجين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية، انطلقت أواخر العام الماضي؛ بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.