صوّت الكنيست الإسرائيلي، على حلّ نفسه ليل الأربعاء-الخميس، والذهاب لانتخابات جديدة بالقراءتين الثانية والثالثة، بعد أقل من شهرين على إجراء الانتخابات العامة، إثر فشل رئيس وزراء الاحتلال المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، بنيامين نتنياهو في هذه المهمة.
وصوّت لصالح مشروع قانون حل الكنيست، بالقراءتين الثانية والثالثة 74 عضو، ومن بينهم الأعضاء العرب العشرة.
وعارض مشروع القرار 45 عضوا هم من أحزاب المعارضة «أزرق-أبيض»، وحزب العمل وحركة ميرتس، وتغيّب عضو كنيست واحد عن التصويت.
ومن المقرر أن تُعقد الانتخابات الجديدة، في 17 سبتمبر القادم.
وتقدم عضو الكنيست عن حزب الليكود ميكي زوهر، بمشروع حلّ الكنيست الأحد، في محاولة من نتنياهو للضغط على الأحزاب اليمينية للتوافق على حل لأزمة قانون التجنيد الذي يصر زعيم حزب «إسرائيل كلنا» وزير الدفاع السابق على إقراره، وترفضه الأحزاب الحريدية (الأصولية) «يهدوت هتوراه» و«شاس».
وتم التصويت على مشروع قانون حل الكنيست الاثنين، قبل أن يتم التصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة ليلة الأربعاء حتى يصبح نافذا.
وجاء تصويت أعضاء الكنيست على حله، بعد ليلة قد تكون من أكثر الليالي درامية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي السياسي، إذ دقّ نتنياهو كافة الأبواب الممكنة، من أجل التمكن من تشكيل ائتلاف حكومي، لدرجة تقديمه عرضا لزعيم حزب العمل اليساري المعارض آفي جاباي، شمل عدة وزارات ومناصب وتنازلا عن تشريعات مثيرة للجدل، مقابل ضمه لائتلافه الحكومي لتجنب حل الكنيست، في خطوة اعتبرها مراقبون إسرائيليون، بـ«المُذلّة».
وإثر رفض جاباي هذا العرض السخي، وجّه نتنياهو ضربة لأقرب شركائه في اليمين، عبر تخيير حزبي «يهدوت هتوراه» و«شاس» الحريديَين (الأصوليَين)، بين قبول مشروع قانون التجنيد الذي يصر عليه ليبرمان، أو بالاضطرار إلى الخضوع لقانون فرض الخدمة العسكرية بصيغته الحالية والذي بات الموعد النهائي لفرضه بقرار قضائي قريبا.
وسارع «يهدوت هتوراه» و«شاس» إلى رفض العرض في البداية واتهام نتنياهو بإدارة ظهره لهم رغم دعمهم له طوال فترة محاولته تشكيل الائتلاف الحكومي.
وفي آخر محاولة من قبله، تمكن نتنياهو، من إقناع حركة «شاس»، وحركة «أغودات يسرائيل» (وهي الشق الليتواني من حزب يهدوت هتوراه) بقبول قانون التجنيد المصر عليه ليبرمان، لكن الأخير رفض هذه الخطوة، متسببا بإفشال جهود نتنياهو في تشكيل ائتلافه، ودافعا إياه للذهاب لخيار حل الكنيست.
وسعى نتنياهو إلى تحقيق أحد خيارين فقط، لمنع تكليف غيره بتشكيل الحكومة، إذ سعى أولا إلى إيجاد صيغة توافقية بين الحزبين الحريديين، وبين ليبرمان، وثانيا إلى ضمان أغلبية في الكنيست للتصويت على حله، لمنع منح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الفرصة لتكليف عضو كنيست آخر بمهمة تشكيل الحكومة، وأكثر المرشحين للتكليف كان منافس نتنياهو الأبرز بيني غانتس زعيم حزب «أزرق-أبيض» المعارض.
وعقب ذلك، تعهد نتنياهو بأن حزب «الليكود» المحافظ الذي يتزعمه سيفوز في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، التي دعا إليها الكنيست بعد انتهاء المهلة النهائية لتشكيل حكومة ائتلافية.
وقال نتنياهو، في تصريحات صحفية، بعد حل الكنيست: «سنخوض حملة انتخابية نشطة وواضحة تحقق لنا النصر. سنفوز، سنفوز والشعب سيفوز»، متهما وزير دفاعه السابق «لبيرمان»، قائلا: «ليبرمان للمرة الثانية يجر الدولة بأكملها إلى انتخابات عامة من أجل الحصول على بضعة مقاعد».