قال يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن «مصر جمدت جهودها لإنجاز المصالحة الفلسطينية، وتركز حاليا في منع اندلاع تصعيد جديد على حدود قطاع غزة بين حماس وإسرائيل، لأن احتمالات تحقيق المصالحة تقترب من الصفر، في حين أن موضوع التهدئة يمس الأمن القومي المصري، وهو أكثر أهمية لهم، فالهدوء في غزة يعني استقرارا للوضع في شمال سيناء».
وأضاف في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمته «عربي21»، أن «موضوع المصالحة لم يعد يتصدر اهتمامات قادة المخابرات المصرية، حتى أن وفد المخابرات الذي يزور قطاع غزة أسبوعيا لا يقوم بزيارات مماثلة إلى المقاطعة حيث مقر الرئيس الفلسطيني، كما كانت تفعل في السابق، بل تجري حوارات مكوكية بين غزة وتل أبيب دون المرور برام الله».
وختم بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، بالقول إن «قناعات مصرية تولدت بأن عباس لا يسعى للمصالحة مع حماس حاليا، في حين أن الفصائل الفلسطينية لا تبدي استعدادا لمناقشة مطالب عباس بتفكيك أسلحتها؛ لأن ذلك خط أحمر يحظر لأحد أن يتجاوزه».
فيما قال إسحاق ليفانون، السفير الإسرائيلي السابق في مصر، إن «الوساطة المصرية الخاصة بتحقيق التهدئة في غزة بين حماس وإسرائيل تقوم على ثلاث مراحل، وهي المرة التاسعة التي تبذل فيها مصر جهودها وقدرتها على تحقيق وقف إطلاق النار من خلال إجرائها مباحثات مباشرة مع الفصائل الفلسطينية، وتجاهل تام للسلطة الفلسطينية ومن يقف على رأسها».
عباس كامل في تل أبيب من أجل التهدئة في غزةماهي تفاصيل الاتفاق بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي؟
Publiée par شبكة رصد sur Vendredi 17 août 2018
وأضاف في مقاله بصحيفة «إسرائيل اليوم»، وترجمتها «عربي21»، أن «مصر اكتسبت خبرة طويلة في تحقيق الوساطات المقبولة على كل الأطراف، التي تتضمن تلقائيا الذهاب لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي حماس وفتح».
وأشار إلى أن «مصر معنية بعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة للسيطرة عليه، بدلا من حماس، ولا تبدو مصر محبطة من فشل محاولاتها لإنجاز هذه المصالحة، على اعتبار أن عودة السلطة إلى غزة سيأتي معها مزيد من الهدوء والاستقرار».
وأكد أن «الهدوء طويل الأمد في غزة، وعودة السلطة الفلسطينية إليها من خلال المصالحة، سيدفع مصر للعمل على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فالقاهرة تؤمن بأن التسوية بعيدة المدى، وعودة أبو مازن إلى غزة سيمنح إسرائيل أمنا واستقرارا لا يبدو أنها تتنازل عنهما».
مصدر مسئول في جهاز المخابرات المصرية أبلغ الكاتب أن «القاهرة تسعى في كل وساطاتها إلى إنجاز التسوية المرجوة؛ تحضيرا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال تحقيق هدوء بين إسرائيل وغزة على المدى البعيد قدر الإمكان، ومن خلال هذا الهدوء يمكن لمصر التفرغ لمواجهة الجماعات الإسلامية في سيناء».
وختم بالقول إنه «رغم الدعم والمساعدة الإسرائيلية لمصر في هذه الحرب، فإن الأخيرة لم تنجح في القضاء على هذا الطاعون، وهي تخشى أن هذا التهديد، الذي يتركز في شبه الجزيرة، قد يصل إلى عمق الأراضي والمحافظات المصرية».