تشهد منطقة الشرق الأوسط توترا تصعيدا غير مسبوق بين أمريكا وحلفائها في مواجهة إيران.
وتوقع الكاتب والدبلوماسي الايطالي، ماركو كارنيلوس، أن الشرق الأوسط على وشك مواجهة كبرى، وأن تغيرات بـ«الجملة» ستصيب المنطقة بعد شهر رمضان المبارك، طبقا لمقاله في موقع «ميدل إيست آي» البريطاني.
وأكد الكاتب، أن «غيوم الحرب تزداد كثافة في الشرق الأوسط، ويؤدي تداخل التطورات بشكل مقلق إلى مواجهة محتملة بين محور المقاومة، أي إيران وسوريا وحزب الله وبعض المجموعات الشيعية العراقية من جهة، والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وبعض الدول العربية من جهة أخرى».
وأضاف الكاتب أن أميركا قامت باستعراض عضلاتها ضد إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي ثمّ تشديد العقوبات على إيران، والتوقف عن منح الإعفاءات لبعض الدول المستوردة للنفط، بغرض استنزاف الاقتصاد الإيراني.
وأشار الكاتب إلى أنّه على الرغم من عدم رغبة ترامب في حرب جديدة، خلافًا لما يريده مستشاروه، إلا أنه يتطلع إلى النجاح حيث فشل جميع أسلافه، خاصة بتعارض مواقف إيران السياسات الأميركية في المنطقة، ورفضها لرؤية الإدارة الأميركية في تسوية القضية الفلسطينية.
وأردف الكاتب أن طلب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من إيران تنفيذ 12 بندًا، شملت وقف تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ الباليستية، والانسحاب من سوريا، وإنهاء الدعم لـ «حزب الله» والحوثيين في اليمن، ونزع سلاح المجموعات التابعة لإيران في العراق، يعني أنّ الوضع يقترب من نقطة اللاعودة.
وأوضح الكاتب أن ترامب يمكن أن يعدل عن قراره بالانسحاب من سوريا فهي تمثل الجزء التالي من رقعة الشطرنج بعد الملعب الخليجي، ويعزز وجوده فيها ، ليتمكن من منع توحيد «الهلال الشيعي» الذي يمتدّ من طهران إلى بيروت، ومن المحتمل أن تمنع الولايات المتحدة إعطاء الضوء الأخضر للمؤسسات المالية الدولية الكبرى لدعم إعادة أعمار البلاد، لا سيما أن العقوبات على إيران تؤثر على سوريا.
وأستطرد الكاتب أن الجزء الذي يلي سوريا يتعلق بـ«حزب الله»، ففي الوقت الذي تعزز فيه واشنطن الضغط السياسي والمالي على الحزب، ولبنان يتجّه نحو كارثة اقتصادية، هناك مؤشرات على حرب جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي هذا الصيف.
ويرى الكاتب أن «صفقة القرن» التي تحمل مفاجآت بعد شهر رمضان، فمن المتوقع أن تُضفي صبغة رسميّة على القرارات الأميركية بشأن القدس ومرتفعات الجولان.
وتوقع الكاتب أن يشهد هذا الصيف خاتمة تطورا خطيرا، لا سيما إذا صعد «الناتو العربي» الأمور قبل أن يفوت الأوان ويواجه القوى الإقليميّة التي تصاعدت منذ العام 2003.