حلت الذكرى 25 لتولي الزعيم الراحل نيلسون مانديلا رئاسة جنوب أفريقيا، مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد، والتي تعد اختبارا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي قاد البلاد منذ إلغاء نظام الفصل العنصري قبل 25 عاما.
وأصبح الزعيم نيلسون مانديلا في 9 مايو عام 1994 أول رئيس أسود لدولة جنوب أفريقيا، ويعتبر واحدا من أكثر زعماء القارة السمراء احتراما لدى شعوب العالم.
وتشير النتائج إلى أن حزب المؤتمر حصل على 57 في المئة من الأصوات، أي تقلصت الأغلبية التي كان يتمتع بها. ولم تقل نتائج الحزب، الذي أسسه نيلسون مانديلا، من قبل عن 60 في المئة من الأصوات منذ توليه السلطة.
كما يواجه اقتصاد جنوب أفريقيا تحديات خطيرة، فمعدل البطالة يصل إلى نحو 27 في المئة حاليا، وهو من أعلى المعدلات في العالم، ومازال أقل من 10 في المئة من سكان البلاد، وهم من البيض، يسيطرون على معظم ثرواتها.
بالرغم من تحسن الأحوال منذ عام 1994 واتساع الطبقة الوسطى السوداء، إلا أن البيض مازالوا يسيطرون على أغلب ثروات البلاد، ومازالت الفجوة بين الغني والفقير تتسع.
وقاد مانديلا النضال لتغيير النظام العنصري في جنوب إفريقيا بآخر ديمقراطي متعدد الأعراق.
وقضى في السجن 27 عاما، ثم خرج منه ليصبح أول رئيس أسود للبلاد، وأدى دورا رئيسيا في إحلال السلام في مناطق النزاع الأخرى، وفاز بجائزة نوبل للسلام عام 1993.
منذ انتهاء مدته الرئاسية عام 1999 أصبح مانديلا سفيرا من أرفع طراز لجنوب أفريقيا، يقود الحملات على الإيدز، كما ساعد بلاده على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010، ورغم تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا عام 2001، فإنه اشترك في مفاوضات السلام في الكونغو الديمقراطية، وبوروندي، وباقي الدول الأفريقية والعالم.
ولد نيلسون مانديلا عام 1918 في قرية صغيرة شرقي مدينة كيب تاون، اسمها روليهلاهلا داليبهونجا، واعتاد الناس على مناداته بالاسم الذي تخاطبه به عشيرته وهو ماديبا، وحصل على اسمه الإنجليزي نيلسون من معلمه في المدرسة.
وأصبح مانديلا عضوا في الكونجرس الأفريقي عام 1944 كناشط في البداية، ثم كمؤسس، ثم كرئيس للمؤتمر الوطني الأفريقي الممتاز للشباب، وأخيراً، وبعد سنوات السجن، استمر رئيسا له.
وفي عيد ميلاده 89 انضم إلى مجموعة الحكماء، وهي مجموعة تضم شخصيات من قادة العالم، من أجل الاستفادة من خبراتهم وحكمتهم للتعامل مع مشكلات العالم.
وظهر تدخله في الأعمال الخيرية خلال السنوات التي تلت عام 2005 بعد وفاة ولده الباقي على قيد الحياة ماكجاثو، ففي الوقت الذي كان الحديث عن الإصابة بوباء الإيدز من المحرمات في البلاد، أعلن مانديلا عن وفاة ولده مصابا بالإيدز.